قبل ساعات قليلة من عملية رفح الخبيثة، صباح اليوم الجمعة، ضد قوات مصر المسلحة الباسلة التى راح ضحيتها 26 جنديا وضابطا من خيرة شباب الوطن، زار مندوب قطر لدى إسرائيل محمد العمادى، قطاع غزة مساء أمس، فى زيارة حملت العديد من علامات الاستفهام وأكدت مدى العلاقة بين الدوحة والجماعات الإرهابية فى القطاع وشمال سيناء.
وكشفت وسائل إعلام فلسطينية وإسرائيلية، أن العمادى وصل إلى قطاع غزة مساء أمس الخميس، عبر المعابر الإسرائيلية وبالتنسيق مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى.
وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية، نقلا عن مصادر فلسطينية، أن العمادى التقى مسئولين بحركة "حماس" المسيطرة على القطاع منذ الانقلاب الذى قادته فى عام 2007، مشيرة إلى أن الزيارة تستمر عدة أيام يقوم خلالها بجولات فى عدة مشاريع تمولها قطر داخل القطاع.
ووصل العمادى الذى يعتبر بمثابة "سفير قطر فى إسرائيل" عن طريق معبر "اللنبى" بين الأراضى الفلسطينية المحتلة والأردن، لتكون الزيارة الأولى له منذ المقاطعة التى فرضتها السعودية ومصر والبحرين والإمارات على قطر.
فيما قالت قناة "i24news" الإخبارية الإسرائيلية، أن العمادى التقى أيضا مسئولين بارزين بالسلطة الفلسطينية تحت غطاء ملف إعادة الإعمار فى قطاع غزة، لتعد أول زيارة له إلى السلطة الفلسطينية وغزة منذ مقاطعة الدول الأربع المواجهة للإرهاب المدعوم من الدوحة.
وكعادتها فى استغلال أزمات الشعوب ونكباته، كان ملف "إعادة إعمار غزة" بوابة إمارة الإرهاب والخيانة قطر، لتمرير "الأموال الحرام" للجماعات الإرهابية والمتطرفة فى القطاع المنكوب، بعد الحروب الثلاث التى شنتها عليه دولة الاحتلال الإسرائيلى فى أعوام 2008 و2012 و2014.
ومن خلال ما يعرف بلجنة "إعادة إعمار غزة" أدعت الدوحة تنفيذ "مشاريع وهمية" فى القطاع - لم تستكمل حتى هذه اللحظة – لإعادة بناء البنية التحتية التى دمرتها إسرائيل، وكان الممول الأكبر لها شيخ الإرهاب الأب حمد بن خليفة آل ثانى، والد الأمير الطائش تميم بن حمد.
وجندت إمارة الفتنة والإرهاب، قطر، مبالغ طائلة لهذا السبب الذى اتخدته ستار لتحويل الأموال للإرهابيين فى غزة وشبه جزيرة سيناء، حيث حصلت اللجنة مبلغ قيمته 407 ملايين دولار أمريكى، بالإضافة لمبالغ أخرى لجهات أخرى غير معلومة.
ويرى المراقبون أن هذه الأموال الطائلة التى لم تعمر القطاع المنكوب حتى الآن تذهب للجماعات "السلفية المتطرفة" فى غزة والتى لها علاقة متينة بالعناصر الإرهابية فى شمال سيناء، والتى تخوض قوات مصر المسلحة معارك باسلة ضدهم منذ إسقاط نظام الحكم الإرهابى بزعامة جماعة "الإخوان اللا مسلمون" الإرهابية، وحتى الآن.
رفع صورة تميم بن حمد وسط غزة
لجنة "إعادة إعمار غزة" ليست الوحيدة التى تتلقى الملايين القطرية بحجة الإعمار ومساعدة الشعب الفلسطينى المنكوب فى القطاع، بل هناك العديد من المؤسسات التى تدعى زورا أنها "خيرية" ممولة من قطر وأخرى قطرية الأصل تعمل داخل القطاع كمؤسسة "قطر الخيرية" التى تعد أبرز تلك الجمعيات الداعمة والممولة للإرهاب ليس فى غزة فقط بل والمنطقة بأكملها، وكل هذه المؤسسات والجمعيات ما هى إلا غطاء لتمويل الإرهابيين.
ويعد محمد العمادى، مبعوث دولة قطر للوساطة بين إسرائيل وحركة "حماس" كما يعتبر حلقة الوصل بينهما، كما أنه على اتصال دائم بالمسئولين الإسرائيليين ومن بينهم منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية فى المناطق الفلسطينية المحتلة الجنرال يواف مردخاى.
وكشفت مصادر بارزة فى المعارضة القطرية، لـ"اليوم السابع" أن هناك تمثيل دبلوماسى وأمنى لقطر داخل تل أبيب وأن المسئول عن ذلك هو "العمادى"، الذى يشبه سفير قطر لدى إسرائيل، حيث أرسلته الدوحة إلى تل أبيب بحجة أن يكون وسيطا بين إسرائيل وقطاع غزة لإعمار القطاع، وللتمويه أيضا على هدف نقل الأموال الطائلة للمترفين فى غزة.
وفى الـ 18 من شهر يونيو الماضى، ظهر مال إمارة الفتنة الحرام، جليا داخل القطاع، من خلال فعالية تعدت تكلفتها ملايين الدولارات، أعدها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية وحماس فى غزة، من خلال شراء بعض النفوس الضعيفة فى القطاع الذى يعيش أهلها تحت انقلاب الحركة الإرهابية منذ عام 2007، لتحريض عشرات الفلسطينيين للخروج فى مسيرات تضامنا مع إرهاب قطر ودعمها للتطرف.
ووزعت المؤسستاْن القطريتان اللأتان تعملان بالقطاع، وتم إدراجهما مؤخرًا من جانب "الرباعى العربى" على قائمة الإرهاب "قطر الخيرية"، ومؤسسة "الشيخ عيد آل ثانى"، تحت ستار مساعدة الفقراء منذ سنوات فى القطاع للتمويه عن دعمها للعناصر المسلحة والإرهابية فى غزة وشبه جزيرة سيناء، أموال على المحتاجين فى غزة للخروج تضامنا مع الدوحة فى شوارع القطاع.
ورفع المشاركون فى الوقفة التضامنية مع إرهاب قطر، بمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، أعلام إمارة الإرهاب كما حملوا صور لأمير الفتنة تميم بن حمد، إلى جانب لافتات كتب على بعضها: "قطر شريان الحياة لغزة" على حد زعمهم.
وتورطت "قطر الخيرية" بمبادرتها "غيث العالمية" التى خرجت للعالم بهوية العمل على تنمية المراكز التعليمية والثقافية للوصول إلى خدمة الإسلام والمسلمين فى أوروبا والغرب والدول العربية، كما تقول فى العلن، فى تأجيج الصراعات فى المنطقة، ودعم الصراعات بين عدد من الدول العربية المؤثرة مع تنظيمات إرهابية وفصائل مسلحة تدعمها قطر ماليا وسياسيا وإعلاميا ضد عدد من الحكومات العربية.
وبدأت الجمعية القطرية، فى تنفيذ أجندتها بدعم فصائل مسلحة تعمل ضد مصالح الدول العربية، ففى اليمن رتبت بشكل دقيق دخول جماعة "الحوثى" الإرهابية للأراضى السعودية وضرب الاستقرار الحدودى، وكذلك فى مصر وسوريا وليبيا والعراق وقطاع غزة، وتبنت الجمعية التى يمثلها مرتزقة عرب وأجانب فى دعم التطرف إعلاميا فى قناة "الجزيرة"، وسياسيا من خلال رئيس الوزراء القطرى السابق حمد بن جاسم المتورط فى استهداف وحدة الخليج، ودينيا من خلال بوق الفتنة العربية الإرهابى شيخ الإرهاب يوسف القرضاوى، الذى يقدم فتاوى القتل والتدمير فى المحيط العربى والإسلامى.