لا يزال الغموض يحيط بمصير زعيم تنظيم داعش الإرهابى أبو بكر البغدادى عقب توارد أنباء حول مصرعه، ما تسبب فى حالة من الفزع والخوف من أنصار الإرهابى البغدادى حول مصير "خلافتهم المزعومة" ومن هو خليفة البغدادى؟
بدوره أكد الخبير فى شئونِ الجماعاتِ المتشددة الدكتور هشام الهاشمى وجود 3 مرشحين لخلافة أبو بكر البغدادى، حال التأكد من مقتله، مشيرا إلى أن المرشح الأبرز لخلافة البغدادى ضابط سابق بالجيش العراقى يدعى "إياد عبد الرحمن العبيدى"، يليه المدعو "إياد حامد محل الجميلى" وهو عراقى الجنسية يعرف بـ"أبو يحيى العراقى" وهو وزير الأمن لتنظيم داعش الإرهابى، وهو ضابط سابق فى جهاز الأمن التابع لصدام حسين، مؤكدا ان المرشح الثالث لخلافة البغدادى يدعى "طراد الجربا" الملقب بـ"أبو محمد الشمالى" وهو سعودى الجنسية يترأس مجلس شورى داعش.
وأوضح "الهاشمى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، اليوم الثلاثاء، أنه فى حال تأكد مصرع أبو بكر البغدادى فلن يكون هناك "خليفة"، مؤكدا أن قادة التنظيم الإرهابى سيعودون للهيئة التنظيمية لأنهم فقدوا أرض تمكين للخلافة المزعومة وخصوصا بعد فقدانهم لمدينة الموصل وقرب تحرير مدينة الرقة السورية، إضافة لشريطة أن ينتمى الخليفة لـ"النسب القريشى" حتى يتولى تقلد منصب خليفة التنظيم.
وصرح مصدر مسئول فى محافظة نينوى العراقية، الثلاثاء، أن تنظيم "داعش" أعلن فى بيان مقتضب مقتل زعيمه أبو بكر البغدادى، وتحدث عن قرب إعلان اسم خليفته الجديد، مشيرا إلى أن التنظيم دعا مسلحيه إلى مواصلة ما سماه "الثبات فى المعاقل".
وقال المصدر لموقع "السومرية نيوز"، إن "تنظيم داعش نشر بيانا مقتضبا جدا عبر أذرعه الإعلامية فى مركز قضاء تلعفر، غرب الموصل، يؤكد مقتل زعيمه البغدادى دون تحديد أى تفاصيل أخرى"، مبينا أن "الإعلان كان متوقعا بعد رفع حظر الحديث العلنى عن مقتل البغدادى فى القضاء قبل يومين".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أكدت إن هناك معلومات تدل على مقتل زعيم تنظيم "داعش" الإرهابى بإحدى غارات القوات الجوية الروسية على الرقة السورية.
يذكر أن إياد العبيدى، وهو فى الخمسينات من عمره، يتولى ما تسمى بـ "وزارة الحرب" فى التنظيم، بينما يرأس الجميلى وهو فى الأربعينات الوكالة المسئولة عن الأمن فى التنظيم، وانضموا إلى حركات التمرد المتشددة فى العراق عقب الغزو الأمريكى للعراق الذى أطاح بنظام صدام حسين عام 2003.
وتحول الاثنان إلى أهم مساعدين للبغدادى بعد مقتل كل من نائبه "أبو على الأنبارى" و"أبو عمر الشيشانى" وزير الحرب السابق بالتنظيم وأبو محمد الجولانى مسئول الدعاية فى ضربات جوية العام الماضى.
وأكد الدكتور هشام الهاشمى انتفاء صفة الخليفة من القائد المقبل لداعش بسبب عدم وجود أرض للتمكين "يسيطر عليها" يحكمها بمقتضى الشرع الإسلامى، مضيفا "إذا لم يتوفر هذا فإن خلفه يكون فقط أميرا وليس خليفة"، مستبعدا أن يصبح أيا من المرشحين "خليفة" لافتقارهما إلى المكانة الدينية لأن التنظيم خسر الكثير من الأراضى التى كان يسيطر عليها.
ويحتاج اختيار الزعيم الجديد للتنظيم إلى موافقة مجلس شورى الجماعة المؤلف من 8 أعضاء وهم ستة عراقيين وأردنى وسعودى، ومن المستبعد أن يجتمع الأعضاء الثمانية لدواع أمنية.
وحول الاستراتيجية التى ستتعامل بها الحكومة العراقية مع العائلات التى تشبعت بفكر تنظيم داعش الإرهابى، نفى "الهاشمى" وجود استراتيجية واضحة للحكومة العراقية للتعامل مع الفكر المتطرف ومكافحة مخلفات داعش كظاهرة اجتماعية، مؤكدا أن الحكومة العراقية تمتلك استراتيجية لمكافحة إعلاميا وعسكريا وأمنيا وأيضا تجفيف منابع تمويله، مشيرا لعدم امتلاك الحكومة استراتيجية لتجديد الخطاب الدينى ومحاربة الفكر المتطرف.
ودعا الخبير فى الجماعات المتشددة الدكتور هشام الهاشمى، الحكومة العراقية أن مرحلة ما بعد داعش هى منصة للخطاب الدينى المعتدل وعلى رأسها مؤسسة "الأزهر الشريف" فى مصر.