"تحرش وتجاوز وتمييز عنصرى" بهذه العبارات وصف عاملون فى قطاع الطيران التصريحات التى تم تسريبها لرئيس شركة الخطوط الجوية القطرية "أكبر الباكر" ونشرها على موقع "يوتيوب" والتى قال خلالها إن مضيفات شركة "أمريكان إيرلاينز" أشبه بـ"الجدات" متفاخراً بأن شركته لا توظف إلا بنات الـ26 عاماً، وأنها تطرد وتفصل أى مضيفة تفقد مظهرها الجيد أو تتقدم فى العمر.
تصريحات الباكر المسيئة والتى أثارت ردود فعل غاضبة، جاءت فى الوقت الذى نشرت فيه صحيفة "فينانشيال تايمز" تقارير عن اعتزام الشركة القطرية شراء نحو 4.75% من أسهم الشركة الأمريكية فى خطوة من شأنها كسر القيود المفروضة على قطاع الطيران القطرى منذ بداية الأزمة بين تنظيم الحمدين، والدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر.
وبعد ساعات من نشر مقطع الفيديو المسىء الذى حمل إهانة للمرأة الأمريكية والقطرية على حد سواء، ووصفه معلقون بالعنصرى، فضلاً عما فيه من إيحاءات جنسية ونظرة دونية للمرأة وطبيعة عملها، توقع مراقبون إلغاء الصفقة المرتقبة بين الشركة القطرية ونظيرتها الأمريكية، التى كانت الحكومة القطرية تعلق عليها الكثير من الآمال لإنقاذ القطاع الذى خسر المليارات منذ بداية الأزمة بين قطر وجيرانها الخليجيين.
وأثار مقطع الفيديو الذى نشرته بدورها صحيفة "إيكونوميست" البريطانية ردود فعل غاضبة بعدما كشفت الصحيفة أن أحد المحيطين برئيس الشركة القطرية أكبر الباكر، سجله وقام برفعه على يوتيوب، ووصف معلقون على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" الأمر بالحماقة والتجاوز الذى لا يمكن السكوت عليه لما يمثله ذلك من إهانة للمرأة بشكل عام.
وقال الباكر فى مقطع الفيديو: "إننا نقصر التوظيف على بنات لا تتجاوز أعمارهن 26 عاماً، ونتخلص من المضيفات اللواتى يفقدن مظهرهن، وهذا ما يجعل الخدمة أفضل فى الخطوط القطرية.. ومما لا شك فيه أيضا أن المضيفات فى أمريكا أكبر سنا مما هو عليه فى الخليج"، وبرر رداءة الخدمة على الخطوط الأمريكية بسبب كبر سن المضيفات.
وأضاف الباكر: ليس هناك منافسة بين الشركات الأمريكية والقطرية، ولهذا لن يحول عملاء الشركة القطرية إلى الخطوط الأمريكية ظناً منهم أنه يروج لشركة الطيران القطرية، كما أضاف أن "النقابات القوية فى أمريكا تجعل من الصعب التخلص من المضيفات المسنات".
وأشارت الصحيفة إلى الوضع المهين الذى تتعرض له النساء العاملات بشركة الطيران القطرية من حيث إنه لا يسمح لهم بالزواج أو الإنجاب، مشيرة إلى أن منظمة العمل الدولية، قد خاطبت الخطوط الجوية القطرية لمراجعة معاملتهم للمرأة.
كما اتهمت المنظمة الشركة القطرية بالتمييز ضد المرأة والتحرش الجنسى.
وفى طليعة الخاسرين من عناد أمير قطر ـ الراعى الأول للإرهاب ـ تميم بن حمد، ورفضه لتنفيذ مطالب الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من الدوحة يأتى قطاع السياحة والسفر، حيث تكبدت شركة الخطوط الجوية القطرية خسائر تقدر بالمليارات منذ بداية الأزمة بين الدوحة وجيرانها الخليجيين.
ويقدر مراقبون خسائر مطار حمد الدولى بما يزيد على 200 مليون دولار يومياً بعد تراجع معدل الرحلات من وإلى قطر قبل ما يقرب من شهرين، بسبب حظر الطيران الذى تفرضه الدول العربية على الإمارة الداعمة والممولة للكيانات والتنظيمات الإرهابية وفى مقدمتها الإخوان والقاعدة وطالبان وداعش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة