أنهت اللجنة المشتركة المشكلة من وزارة البيئة ومعهد علوم البحار، مخاوف المصطافين من ظهور سمكة قرش من نوع "الماكو" بالقرب من شواطئ العين السخنة، حيث كشفت فى تقريرها أنه لم يتم رصد أى من أسماك القرش الكبيرة الحجم بالقرى السياحية بالعين السخنة، بعد الضجة التى أثيرت على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث تم إجراء مسح شامل للشواطئ، وتكثيف حملات الرصد البيئى والمسوحات البحرية ولم يتم العثور عليها.
وأصدرت وزارة البيئة ولجنة الطوارئ بفرعى خليج السويس والبحر الأحمر بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصـايد تقرير تقصى الحقائق والرصد والمتابعة، الذى أكد أنه لا صحة لما أثير عن ظهور قرش "الماكو"، ولم يتم رصد أى من أسماك القرش الخطرة.
وأكد الدكتور جاد القاضى، رئيس المعهد القومى لعلوم البحار والمصـايد، أنه تم رصد القرش الحوتى (بهلول) بالفعل فى البحر الأحمر، موضحًا أن هذا النوع من القرش من الأنواع المسالمة، وليس له أى خطورة على الإنسان بل على العكس، فإن الغواصين والسباحين يتعاملون معه بشكل طبيعى ويمكن السباحة معه دون خطر، فضلًا عن أن بعض الدول التى يتواجد بها هذا النوع كأستراليا والمكسيك والفلبين يستغلون وجود هذا القرش فى الترويج السياحى وكوسيلة لجذب السائحين.
وكشف تقرير رسمى لوزارة البيئة أن الدراسات التى قام بها خبراء الوزارة على كافة الحوادث التى تمت نتيجة لمهاجمة أسماك القرش بالبحر الأحمر خلال العقدين الأخيرين، تم التوصل لثلاثة حقائق أساسية، أن معدلات حوادث القروش بالبحر الأحمر هى الأدنى عالميًا، وأن جميع الحوادث كانت ناتجة من ممارسات بشرية خاطئة وعلى الأخص تغذية أسماك القرش بإلقاء الغذاء فى البحر بقصد المغامرة أو بدون قصد والمجرمة قانونًا، ولم يثبت فى أى من الحالات مهاجمة أسماك القرش للضحايا بغرض التغذية، أى أن البشر لم يكونوا أبدًا ضمن قائمة الغذاء لأسماك القرش.
ونظرًا لازدهار موسم السياحة الداخلية خلال فترة الأجازات وازدياد أعداد مرتادى الشواطئ، وخاصةً منطقة البحر الأحمر والعين السخنة، بالإضافة إلى زيادة الأنشطة الترفيهية التى تمارس بتلك الشواطئ وتنوعها، ومن منطلق أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر لمرتادى البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة، حددت وزارة البيئة الإرشادات والتعليمات، والمسئوليات الواجب اتباعها من إدارات الشواطئ والقرى السياحية ومرتادى الشواطئ عند النزول إلى البيئة البحرية.
وتتضمن الإجراءات التى حددتها وزارة البيئة للقرى السياحية والشواطئ، وضع علامات عند خط كنتور 2 متر عمق لتحديد بداية المياه العميقة بغرض زيادة الأمان للنزلاء، وواقامة أبراج لا يقل ارتفاعها عن 5 متر من خط المياه لمراقبة الشاطئ لسلامة مرتادى المنطقة البحرية، توعية مرتادى الشواطئ فى جميع الأحوال بالإبلاغ عن أية ظواهر غير طبيعية من مشاهدة أسماك كبيرة الحجم أو مخالفين يقومون بعملية التغذية الصناعية للأسماك أو إلقاء مخلفات أسماك بالمياه حتى يمكن اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين.
وتتضمن التعليمات التى يجب اتباعها من المصطافين، لعدم جذب أسماك القرش، الامتناع الكامل عن القيام بالسباحة بالقرب من الأماكن التى تمارس فيها أنشطة الصيد التجارى أو الترفيهى سواءً كانت هذه الأنشطة تتم من على الشاطئ أو من على اللنشات بالمياه المفتوحة، حيث أن أسماك القرش تنجذب لمحيط أماكن الصيد بسبب ما يصدر من الأسماك الت يتم صيدها من ذبذبات أو ما يلقى فى المياه من طعوم أو مخلفات وبقايا الأسماك، والتزام ممارسى الصيد الترفيهى بعدم إلقاء بقايا المأكولات أو الأسماك فى المياه (تزفير المياه)، وعدم القيام مطلقًا بأية محاولة لتغذية الأسماك وتغيير النمط الغذائى الطبيعى لها مما قد يؤدى إلى تغيير سلوكها تجاه الإنسان ومهاجمته.
وتشمل التعليمات، عدم صيد الأسماك باستخدام الهربون، وخاصةً فى مناطق المياه العميقة، لما لذلك من أثر فى جذب أسماك القرش، تجنب السباحة والتواجد فى البحر المفتوح -المياه العميقة- ليلًا وأثناء فترات شروق وغروب الشمس حيث أنها الفترات الأكثر نشاطا لأسماك القرش، وفى حال مشاهدة أسماك القرش يحظر نهائيًا التعامل المباشر معها سواءً بالتغذية أو باللمس أو الاقتراب أو التصوير بالقرب منها.
من جانبه أكد الدكتور خالد فهمى وزير البيئة أنه تم تكليف محميات البحر الأحمر، بتكثيف الدوريات البحرية وعمليات الرصد بطول سواحل البحر الأحمر والعين السخنة بالإشتراك مع الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى العاملة فى مجال حماية البيئة وكذلك لمراقبة المخالفين وتطبيق القوانين البيئية بكل حزم.
وخصصت وزارة البيئة خط ساخن فى حالة وجود استفسار أو بلاغ على رقم 19808 أو على واتس آب رقم 01222693333 مع بيان موقع البلاغ، وأيضًا خصص معهد علوم البحار أرقام للمصطافين ومرتادى الشواطئ للإبلاغ عن أية ظواهر غير طبيعية على الأرقام التالية: 01001007516 أو 01001312820 أو 01001547090 حتى يمكن اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين.