يواصل الاقتصاد القطرى نزيف الخسائر الفادحة بعد أكثر من 40 يومًا على الأزمة الممتدة بين نظام تميم بن حمد الراعى الأول للإرهاب فى الشرق الأوسط، والدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من الدوحة، وفى مقدمتها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.
وفى الوقت الذى تواصل فيه الدول العربية فرض حظرًا جويًا على الطيران القطرى، يواصل القطاع خسارة ملايين الدولارات بعد عزوف العديد من المسافرين حول العالم عن استخدام رحلات خطوط قطر الجوية، وتجنب السفر من وإلى الدوحة.
وفى تقرير لها اليوم، انتقدت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية عدم إقدام المسئولين القطريين على إخطار الركاب بزيادة الموعد المخصص للرحلات الجوية بسبب الحظر، فى استهانة منهم بوقت المسافرين، مشيرة إلى أن إغلاق المجال الجوى فى وجه الطيران القطرى أثر بشدة على حركة الطيران من وإلى قطر.
وتضمن التقرير رواية شخصية للصحفية البريطانية كارلا مكريدى، استعرضت خلالها تجربتها فى السفر عبر مطار حمد الدولى، مشيرة إلى أن العديد من الرحلات يتم إلغاؤها بسبب المقاطعة العربية لإمارة قطر، موضحة أن شركة "قطر إيرويز" تقدم عروضاً سخية وتخفيضات هائلة على تذاكر رحلاتها فى محاولة لوقف نزيف الخسائر.
وكانت شركة الخطوط الجوية القطرية، تكبدت خسائر تقدر بملايين الدولارات، بعدما تحولت مطارات الإمارة وفى مقدمتها مطار حمد الدولى لموانئ جوية خاوية تبحث عن مسافرين بعد قرار المقاطعة مباشرة.
وفى تقرير سابق للكاتب الغربى ألكس ماتشيراس، على موقع "ذا بوينتسجاى" السياحى، قال إنه كان من المثير للدهشة أن يجد طائرة من نوع A380 خاوية تمامًا فى الرحلة من لندن إلى الدوحة، وهى الرحلة التى تطير عادة فى المجالين الجويين الأردنى والسعودى، ولكنها تُعَد حاليًا مناطق محظورة الطيران أمام قطر بعد المقاطعة.
وأوضح التقرير أن مطار الدوحة، كان خاليًا تمامًا إلا من بعض الموظفين، وعندما تسائل ماتشيراس عن هذا الهدوء، رد عليه أحد الموظفين: "ما يحدث ليس بالأمر الهين"، وهو نفس ما ردده كل من قابله خلال رحلته، واستكمل وصفه لحالة المطار قائلاً "إنه عندما وصل إلى نقطة التفتيش الأمنى، كان الوحيد هناك، وكانت الماكينات متوقفة، وأعاد الحراس تشغيلها عندما راءوه متجهًا نحوهم.
ووصف الكاتب حالة صالات كبار الزوار فى كلمة واحدة: "خاوية"، وبدأ يعتقد أنه الراكب الوحيد بالفعل فى المطار، ولم تكن هناك أى علامة للحياة، حتى بدأ فى البحث فى أرجاء المطار عن مسافرين آخرين، ولكن كل من وجدهم كانوا بعض الموظفين".
واستطرد قائلاً: "عندما توجهت إلى مقهى المطار، كان النادل هناك فى غاية السعادة لمرور أحد المسافرين عليه، لأن المقهى كان فارغا تمامًا".
وبعد ما يقرب من شهرين على إندلاع الأزمة بين قطر والدول العربية، تواصل الدوحة تمسكها بدعم وتمويل الكيانات الإرهابية وإيواء تنظيمات متطرفة فى مقدمتها جماعة الإخوان وتنظيمى القاعدة وطالبان، فضلاً عن تورطها فى تقديم أموال وأسلحة لتنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق وليبيا.
ورفضت قطر قائمة المطالب التى تقدم بها الرباعى العربى والتى تضمنت 13 بنداً من بينها تسليم القيادات الإرهابية المطلوبة لدى الدول العربية، وغلق قناة الجزيرة التى وفرت ولا تزال غطاءً سياسياً لرموز الإرهاب والتطرف فى المنطقة العربية، بخلاف إنهاء التواجد الإيرانى داخل قطر.