بخطوات مضطربة وبالتزامن مع هجوم لافت من وسائل الإعلام الأمريكية وتزايد الدعوات المطالبة بـ عزل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على خلفية التحقيقات فى قضية التدخلات الروسية خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بدأ الرئيس البحث عن الثغرات القانونية التى تمكنه من اجتياز الأزمة التى تواجهه.
وفى تقرير لها اليوم السبت، تساءلت مجلة "تايم" الأمريكية، عما إذا كان يمكن للرئيس الأمريكى دونالد ترامب العفو عن نفسه، فيما يتعلق بالتحقيقات الخاصة بـ التدخل الروسى فى الإنتخابات الأمريكية، ذلك بعد أن كشفت مصادر لصحيفة واشنطن بوست أن ترامب سأل مستشاريه عن سلطته فى العفو عن مساعديه وأفراد عائلته ونفسه، فيما يتعلق بالتحقيقات.
وتقول المجلة فى تقرير على موقعها الإلكترونى السبت، أنه بينما يدور تحقيق المحامى الخاص روبرت مولر، حول الرئيس ترامب نفسه، فإنه على الأغلب لا يمكن للرئيس الأمريكى العفو عن نفسه.
وتوضح أن الدستور الأمريكى ينص على أن "يكون للرئيس سلطة منح العفو عن الجرائم المرتكبة ضد الولايات المتحدة، باستثناء حالات العزل". ومع ذلك تشير إلى أن هذا النص لا يستبعد صراحة إمكانية العفو الذاتى، وتضيف أن هناك مسألة قانونية أخرى دون إجابة، حول ما اذا كان يمكن توجيه الاتهام إلى الرئيس فى منصبه. إلا أن العفو الذاتى سوف ينتهك مبدأ قانونيًا أساسيًا فى الولايات المتحدة، وفقًا لمذكرة صدرت عام 1974 عن مكتب المستشار القانونى فى عهد الرئيس نيكسون. وتلفت "تايم" إلى أن المحكمة العليا لم يسبق لها مطلقا الحكم فى مثل هذه المسألة.
وبحسب المذكرة التى أعلنت قبل أيام من استقالة الرئيس الأمريكى الأسبق، ريتشارد نيكسون، فى أعقاب فضيحة ووترجيت، فإنه " فى ظل القاعدة الأساسية القائلة بأنه لا يجوز لأحد أن يكون قاضيا فى قضيته الخاصة، فإنه لا يمكن للرئيس أن يعفو عن نفسه".
ومع ذلك تنص الوثيقة على ثغرة وهى "بموجب التعديل الــ25 فإنه إذا أعلن الرئيس أنه غير قادر مؤقتًا على القيام بواجبات منصبه، فإن نائب الرئيس سيصبح رئيسًا بالوكالة، وبالتالى يمكن للرئيس أن يعفو عن نفسه، وبعد ذلك يمكن له إما تقديم الاستقالة أو استئناف مهام منصبه".
وبعيدًا عن المسائل القانونية، تقول "تايم" سيكون هناك بالتأكيد تعقيدات سياسية إذا حاول ترامب العفو عن نفسه، ويمكن أن يؤدى ذلك إلى قيام مجلس النواب، الذى يسيطر عليه الجمهوريين أنفسهم، لإبعاده عن منصبه".
وكتب ستاف فلاديك، وهو أستاذ قانون الأمن القومى فى كلية الحقوق بجامعة تكساس، على "تويتر" يوم الخميس "من المهم أن نتذكر أن سلطة العفو قانونية".
وقال أحد مستشارى ترامب لواشنطن بوست، إن الرئيس أعرب ببساطة عن فضول فى فهم مدى سلطته فى العفو، وأيضًا حدود تحقيقات روبرت مولر. وقال مستشار مقرب: "لم يكن هذا فى سياق (لا أستطيع الانتظار للعفو عن نفسى)".
كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الفريق القانونى لترامب يبحث فى خلفيات المحققين التابعين لروبرت موللر، مديرFBI السابق والذى عينته وزارة العدل الأمريكية محققًا خاصًا لتولى مسئولية التحقيق فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة أشخاص - على علم بجهود فريق ترامب حاليًا- قولهم إن هذا يسعى حثيثًا إلى الكشف عن الخلفيات المهنية والسياسية للمحققين، الذين اختارهم موللر للتحقيق فى قضية التدخل الروسى، وذلك فى محاولة منهم لإيجاد تضارب فى المصالح فى هذا الشأن ما قد يمكنهم من هدم وتشويه صورة التحقيقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة