رغم شعارات حقوق الإنسان البراقة، والتأكيد على احترام المجتمع المدنى ونشاطه فى النهوض بالمجتمع، كشف تحقيق عام يقوده قاضى بريطانى، أن ضباط شرطة سريين تبنوا هويات مزيفة أثناء تنفيذهم عمليات استمرت عدة سنوات، واستطاعوا التجسس على أكثر من ألف مجموعة سياسية وجمعيات حقوقية وآخرى تعمل فى مجال الرفق بالحيوان.
وفى تحقيق صادم نشرته "الجارديان" البريطانية، قالت الصحيفة إنها المرة الأولى منذ قرابة الـ4 عقود التى يعلن فيها أعداد الجماعات السياسية التى استطاع الجواسيس السريون اختراقها، ولم ينشر التحقيق قائمة الجماعات التى تم اختراقها، ومع ذلك من المعروف إنها تشمل جماعات حقوقية فى مجالات البيئة ومكافحة العنصرية ورعاية الحيوانات والأحزاب اليسارية واليمين المتطرف.
وأوضحت الصحيفة، إن عدد الجماعات السياسية المخترقة نشرها تحقيق عام كانت أطلقته تريزا ماى، رئيسة الوزراء البريطانية عندما كانت وزيرة الداخلية لفحص سلوك جواسيس الشرطة منذ عام 1968.
وطالبت ماى، بالتحقيق بعد الكشف عن قيام بعض الجواسيس بجمع معلومات عن الأقارب الذين يمرون بفترات صعبة بعد وفاة أقاربهم ويستغلونها فى خداع النساء لتشكيل علاقات طويلة كما قاموا بسرقة هويات أطفال متوفيين.
وكشف التحقيق، عن هذا الرقم بعد أن طالب ضحايا التجسس بالكشف عن عدد الجماعات السياسية التى تم التسلل إليها.
ويضغط النشطاء والحقوقيون، لنشر قائمة بالمجموعات وأسماء الهويات المزورة التى استخدمها جواسيس الشرطة خلال بعثاتهم السرية.
ونشر ما لا يقل عن 144 من ضباط الشرطة السرية، للتجسس على الجماعات السياسية منذ عام 1968، ويبدو أنهم جمعوا معلومات عن أكثر من جماعة سياسية واحدة.
وأوضحت "الجارديان"، أن الجواسيس كانوا ماهرين فى تبنى هويات مزيفة، إذ كانت ترتكز تلك الهويات على أطفال متوفيين وكان لديهم وثائق وهمية كذلك مثل رخصة القيادة التى توفرها السلطات.
وتم التعرف على 16 جاسوس، بعد تحقيقات أجراها نشطاء ومحامون وصحفيون، مما كشف عن بعض الجماعات التى تم التجسس عليها، حيث قالت الصحيفة إن الجماعات الأولى التى تم اختراقها من قبل الجواسيس فى أواخر الستينيات والسبعينات شملت حملات ضد حرب فيتنام والفصل العنصرى، ومنظمات يسارية مثل المجموعة الماركسية الدولية، ثم تم توسيع العملية لاحقا لاستهداف اليمين المتطرف.
وفى الثمانينات، تنكر الضابط السرى بوب لامبرت، كناشط فى جبهة تحرير الحيوان وجمعيةLondon Greenpeace
أما فى التسعينيات، فتم زرع بيتر فرانسيس، الضابط السرى، الذى أصبح فيما بعد من المبلغين عن المخالفات، للتجسس على الجماعات المناهضة للعنصرية مثل "شباب ضد العنصرية فى أوروبا"، والحزب الأشتراكى.
ولفتت الصحيفة إلى وجود جاسوس آخر وهو جيم بويلنيج داخل الجماعات البيئية، أما زميله مارك جينر، تسلل إلى مركز كولين روتش، وهو فريق فى لندن يسعى إلى كشف فساد الشرطة.
وأكدت وزارة الداخلية، الثلاثاء الماضى، أن التحقيق العام يرأسه حاليا قاض جديد، وهو السير جون متينج، الذى حل محل السير كريستوفر بيتشفورد، الذى أبعد تشخيصه بمرض عصبى.
وتم تأجيل التحقيق حيث أن الشرطة تدعى أن معظم إجراءاتها يجب أن تعقد بشكل سرى من أجل حماية الجواسيس وتقنياتهم، وقدمت الشرطة طلبات قانونية من شأنها، إذا ما تم الموافقة عليها، أن تحفاظ على سرية هويات جواسيسها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة