فى الوقت الذى يرفع فيه حزب العدالة والتنمية التركى الذى يتزعمه رجب طيب أردوغان شعارات التقوى والإيمان والورع وكأنه يرفع لواء الإسلام فى الشرق الأوسط ويحافظ على مقدساته، أقدم الحزب الذى يحتضن جماعة الإخوان الإرهابية على فعل لا يفعله أعداء الإسلام والمسلمين فى العالم من هدم للمساجد ومنع بيوت الله أن تذكر ويرفع فيه أسمه.
وفجر المعارض التركى تونجاى أوزكان نائب حزب الشعب الجمهورى عن مدينة إزمير مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أكد أن حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه رجب طيب أردوغان، قرر هدم مسجد بزعم ترميمه، ليفاجئ الأتراك ببناء مجمع سكنى بدلاً منه.
ونشر "أوزكان" على حسابه بموقع "تويتر" صورة لأحد المساجد فى بلدة غازى عثمان باشا فى اسطنبول قبل وبعد عملية الهدم، مشيرًا إلى أن البلدية التابعة لبلدة غازى عثمان باشا تنوى بناء مجمع سكنى مكان المسجد.
وقال إن بلدية غازى عثمان باشا التابعة لحزب العدالة والتنمية هدمت المسجد بغرض الترميم، ولكن الهدف الحقيقى من هدمه هو تحويله لمجمع سكنى، موضحا أن حزبه سيحمى الجوامع من أردوغان وحزبه.
وأضاف النائب التركى إنه بينما يتهم الرئيس أردوغان وحزبه بتحويل الأحزاب العلمانية والمساجد إلى اسطبل للخيول وليس لديهم أى دليل على صحة ذلك يهدمون المساجد ويزعمون أنهم حماة الإسلام.
ولم يكن هدم المسجد فى اسطنبول الحالة الأولى التى يقوم بها حزب العدالة والتنمية، ففى 2012 بدأت أعمال الهدم فى مسجد وقف مرمرة، بحجة أنه غير مقاوم للزلازل والهزات الأرضية.
وبدأت أعمال الهدم من المئذنة الموجودة فى الطرف الأيسر للمسجد؛ حيث تم هدمها إلى منتصفها تقريبًا، بالإضافة إلى هدم جزء كبير من مكان الوضوء.
ومن جانبها أعلنت المعارضة التركية أن هدم المسجد فى اسطنبول دليل جديد على أن الإسلام الذى يتشدق به دائما أردوغان وحزبه ما هى إلا شعارات تهدف للتقرب من المسلمين فى العالم الإسلامى، وأن الحقيقة هى رغبة أردوغان فى أن تستمر تركيا فى علمانيتها لإرضاء الاتحاد الأوروبى.
وأشار مصدر بالمعارضة التركية، فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع" رفض الكشف عن اسمه خوفا من بطش أردوغان وحزبه إلى أن هدم المساجد هدفه فى الحقيقة ورقة يتقرب بها "أردوغان" للاتحاد الأوربى ليكون عضوًا فيه، بعدما رفض الاتحاد مرارا وتكرارا هذا الطلب بسبب انتهاكه للحريات، وخاصة حقوق الإنسان، وحرية الصحافة، وحرية الرأى والتعبير.
وأكد أن جماعة الإخوان فى تركيا لم تعترض على هذا الإجراء خوفًا من أن يطردهم حزب العدالة والتنمية من اسطنبول، كما أن يوسف القرضاوى الذى دائما ما يوصف "أردوغان" بأمير المؤمنين وقف صامتًا أمام هذا الإجراء الذى يتنافى مع تعاليم الدين الحنيف.