يعاود مصطلح "الدولة العميقة" الظهور مرة أخرى، لكن هذه المرة فى مكان غير متوقع، فى الولايات المتحدة. فبالنسبة لأنصار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فإن ألد أعدائه ليس من الديمقراطيين فى أروقة الكونجرس، ولكن بين أعضاء مؤسسة الأمن القومى الذين يجب ألا يكون ولائهم للرئيس محل شك. لكن أنصار الرئيس يصفونهم بالدولة العميقة.
وتقول مجلة "نيوزويك"، إن واحدا من أشد أنصار ترامب وهو موقع "بريتبارت نيوز" اليمينى اتهم "الدولة العميقة" بتسريب معلومات عن الرئيس لصيحفتى "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست". ووصف دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس الدولة العميقة بأنها حقيقة وغير قانونى وتحديد للأمن القومى، فى حين أن الرئيس نفسه أعاد تشر تغريدة لمذيع فوكس نيوز شون هانيتى تدعو للتحرك ضد الدولة العميقة التى تخرب أجندة الإدارة.
ترامب يعد بتجفيف المستنقع.. ويلوم الاستخبارات
كان ترامب قد وعد خلال الانتخابات بتجفيف المستنقع فى واشنطن، بمعنى التخلص من سياسات المؤسسة العقيمة. فى حين أن علاقته بالبيروقراطية الفيدرالية لأمريكا كانت مشاكسة.. وكان الأمر الصعب على وجه التحديد علاقته بوكالات الاستخبارات التى تقول إن روسيا تدخلت فى انتخابات الرئاسة العام الماضى للمساعدة على فوزه، بينما ألقى الرئيس بدوره اللوم على الاستخبارات فى التسريبات الضارة به.
ويقول بول موسجراف، أستاذ الحكم فى جامعة ماسوشستس أمهرست، إن الأمر لا يتعلق فقط بروسيا، بل إن الرئيس يهين أو يستهدف وكالات الاستخبارات فى الفترة التى سبقت التنصيب.، وتم تصوير هذا على أنه شىء يمكن أن يثير رد فعل من أعضاء وكالات الاستخبارات الأمريكية.
ووفقا لتعريف قاموس أكسفورد، فإن الدولة العميقة مجموعة من الناس، أعضاء وكالات حكومية مؤثرين أو الجيش الذين يعتقد أنهم يشاركون فى تلاعب سرى أو يسيطرون على سياسة الحكومة.
موجة التسريبات أعاقت دولة ترامب
الحديث عن الدولة العميقة ليس بجديد حتى فى الولايات المتحدة، فبعد أقل من شهر من تولى دونالد ترامب الحكم، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا قالت إن موجة التسريبات من مسئولى الحكومة الأمريكية أعاقت إدارة الرئيس دونالد ترامب، الأمر الذى جعل البعض يثير مقارنات بين الولايات المتحدة وبعض الدول مثل تركيا وباكستان، حيث توجد شبكات غامضة داخل البيروقراطيات الحكومية والتى يشار إليها غالبا بالدولة العميقة، والتى تقوض الحكومات المنتخبة.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت الولايات المتحدة تشهد صعود دولة عميقة بداخلها؟.. ويقول الخبراء، إن الأمر ليس هكذا تماما، إلا أن أوجه التشابه حقيقة ومقلقة.
ورغم أن التسريبات يمكن أن تكون طبيعية ومراجعة صحية على سلطة الرئيس، إلا أن ما يحدث الآن يمتد لما هو أبعد من ذلك. فالولايات المتحدة، تخاطر، بحسب تحذيرات الخبراء، من أنها تطور ثقافة راسخة للصراع بين الرئيس وبيروقراطيته.
الصحيفة تستشهد بتركيا فى تعزيز السلطة
ومن الأمثلة التى سردتها الصحيفة للدولة العميقة تركيا، وقالت إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قد حارب الدولة العميقة بتعزيز سلطته، وقام بعد محاولة الانقلاب فى يوليو الماضى بإجراء عمليات تطهير واسعة.
وتتابع الصحيفة قائلة إنه على الرغم من أن الديمقراطية الأمريكية مرنة بما يكفى لمقاومة مثل هذه الصدامات، إلا أن لمحات مبكرة لوجود صراع يمكن أن تكون خادعة لأن بعض الشد والجذب بين الرئيس ووكالاته أمر طبيعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة