يوما بعد يوم يرسخ تنظيم "داعش" الإرهابى الهدف الحقيقى له وهو تشويه الإسلام من خلال استغلال الدين الحنيف كعملة صعبة فى سوق الإرهاب، واللعب على أوتار "استعادة الأمجاد الضائعة" التى لن تأتى "وفق شعارهم" إلا بالإرهاب وقتل الأبرياء، فمن الملاحظ أنه عندما يتحدث الداعشيون عن إسبانيا فيتحدثون بنوع من الحنين والرومانسية عن الأندلس، التى كان يحكمها المسلمون قديما، والتى يرون أنه لابد من استرجاعها بأى وسيلة، وهو ما يعكس هدفهم الدنيئ فى تشويه صورة المسلمين، الذين لم يدخلوا الأندلس عن طريق قتل الأبرياء.
ونشر داعش العديد من تسجيلات الفيديو التى تؤكد ذلك، كما أنه نشر خريطة من قبل لتوسع التنظيم فى أكثر من مناسبة والتى احتوت على شبه الجزيرة الإيبيرية كجزء رئيسى لا يتجزأ من حلم التوسع الذى يراود التنظيم فى العراق والشام، وبدأ التنظيم الإرهابى أمس الخميس بتنفيذ تهديداته لإسبانيا ، وشن
هجومين فى برشلونة، مما أسفر عن ما لا يقل عن 13 قتيلا وأكثر من 80 مصابا.
الشرطة تحمى المارة فى موقع الحادث
ووفقا لصحيفة "الباييس" الإسبانية فقد قابل عناصر داعش الهجومين بالسعادة على مواقع التواصل الاجتماعى بعد بضعة دقائق من الكابوس الذى بدأ فى منطقة رامبلاس وحادث الدهس الذى أودى بحياة أكثر من 13 شخصا وإصابة العشرات.
وقال التنظيم "الآن هو الوقت المناسب لدفع ثمن كل ما تقوم به حكومتكم لشعبنا الأبرياء فى بلادنا".
وأبدى العديد من أفراد تنظيم داعش اهتماما بالغا بإسبانيا، بالنظر إليها كهدف شرعى خاص بهم، وذلك ظهر من خلال تعقب النشاطات الرقمية لبعض الداعشيين على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث غرد أحدهم واسمه أبو ردينة العصامى على موقع "تويتر": "يوما ما سيرجع الابن الضال إلى حضن أبيه"، كما علق آخر حجب اسمه بجانب العلم الداعشى الأسود ''باقية وتتمدد، فاتحة الأندلس السليبة قريبا"، وقال فى تغريدة أخرى ''نذر علينا تنقية الآثار الدموية بالأندلس التى تعود إلى قرون".
دماء الضحايا
وأوضحت الصحيفة أن هناك أكثر من 200 إسبانى سافروا إلى الأراضى الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابى من سوريا والعراق ، وانضموا للتنظيم، ولذلك فإن مخاوف الإسبان فى تزايد مستمر من هذا التنظيم ، كون البعض ممن التحقوا للقتال بسوريا فى صفوف الجيش الحر، مروا بالخدمة العسكرية فى صفوف الجيش الإسبانى مما يرفع من درجة الخطورة التى يشكلونها بعد عودتهم، لاسيما وأن مجندين إسبان طلبوا وبدون أسباب مقنعة إعفاءهم من عملهم بصفوف الجيش، الأمر الذى اعتبرته الأجهزة العسكرية استعدادا لتلبية نداء الجهاد فى سوريا وغيرها من بؤر التوتر.
وكان آخر تقرير للمعهد الملكى الإسبانى إلكانو أكد أن برشلونة وسبتة مركز حشد إرهابى تنظيم داعش فى إسبانيا، مؤكدا أن هناك 124 من الإرهابيين تم تقديمهم للعدالة فى إسبانيا منذ عام 2013 إلى إبريل 2016، مشيرا إلى أن 83.1% من الإرهابيين الذين اعتقلوا فى إسبانيا بتهمة الانتماء إلى داعش من الرجال، ومتوسط أعمارهم 32 عاما، و16.9% من النساء بمتوسط عمر 23 عاما، ولكن لا يزال هناك العديد من الإرهابيين موجودين فى سبتة وبرشلونة، وجميعهم يقوموا بمحاولة استقطاب الشباب خاصة من النساء.
فتاة محجبة وسط رجال الشرطة
وبالإضافة إلى حادث رامبلاس فقد أصيب 6 مدنين وشرطى بجروح، عندما دهست سيارة عددا من المشاة على شاطئ كامبريلس على بعد 120 كلم جنوب برشلونة قبل أن تتوقف إثر إطلاق الشرطة النار عليها، وهذا الحادث جاء بعد ساعات على اعتداء إرهابى مماثل فى برشلونة .
وتعليقا على اعتداء كامبريلس، قال متحدث باسم الحكومة المحلية إن أشخاصا "يشتبه بأنهم إرهابيون كانوا يتنقلون فى سيارة أودى آى 3 ويبدو أنهم دهسوا عددا من الأشخاص قبل أن يتواجهوا مع دورية لشرطة كتالونيا الإقليمية لتبدأ عندها عملية إطلاق نار".
وأكدت الشرطة أنها قتلت خمسة ركاب كانوا داخل السيارة التى نفذت الاعتداء فى كامبريلس، مشيرة إلى أنها تعتبر أن الاعتداء فى كامبريلس "على صلة" بالاعتداء فى برشلونة، وكانت الشرطة قد أشارت فى وقت سابق إلى أنها قتلت أربعة أشخاص يشتبه بأنهم إرهابيون كانوا داخل السيارة وأنها أصابت خامسا بجروح، لتعود وتعلن لاحقا مقتل الشخص الخامس، كما أكدت أن بعضا من هؤلاء كان يرتدى أحزمة ناسفة.
الشارع الذى شهد حادث الدهس ببرشلونة
جانب من حادث الدهس فى برشلونة
حادث دهس برشلونة
سيدة تجلس قرب مصابين فى الحادث
قوات الأمن تنتشر فى موقع الحادث
محالات لإنقاذ المصابين
مصاب فى حادث برشلونة
مواطنون يحاولون إسعاف مصاب
موقع الحادث فى برشلونة