"أوكرانيا ليست مستعدة بوضعها الأمنى الحالى للإنضمام إلى حلف شمال الأطلسى (الناتو)".. بهذه العبارات سلط كورت فولكر، مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى أوكرانيا الضوء على تلك الدولة الأوروبية التى كانت على السنوات القليلة الماضية بمثابة نقطة عبور والتقاء لكل عناصر تنظيم داعش وذئابه المنفردة، وكانت بقصد ـ أو بدون قصد ـ بمثابة الثغرة الكبرى فى القارة العجوز التى تسلل من خلالها غالبية من تورطوا ونفذوا عمليات إرهابية فى البلدان الأوروبية.
تصريحات "فولكر" التى نشرتها شبكة روسيا اليوم ، مساء أمس الأحد، والتى تبدو منطقية فى ظل ما تعانيه كييف من اضطرابات، إلا أنها فتحت وبشكل غير مباشر ملف الذئاب المنفردة وخط سيرهم بداء من الهروب من مناطق النزاعات الكبرى فى سوريا والعراق، والتى تكبد فيها تنظيم داعش خسائر فادحة، وصولا إلى ميادين العمليات الإرهابية التى أدمت الدول الأوروبية والتى كان آخرها هجوم برشلونة الذى خلف وراءه 14 قتيلا وعشرات المصابين.
وتعد أوكرانيا مدخل الدواعش إلى القارة العجوز، فرغم التدابير الأمنية التى تتخذها الدول الأوروبية إلا أنها تقف عاجزة أمام الاتفاقيات التى عقدتها كييف، والتى أهمها يكون إلغاء التأشيرات والتنقل الحر بين الدول، وهو ما حدث مع أوكرانيا، فيمكن دخول أى مواطنين لأغلب بلدان أوروبا لما يزيد عن 90 يوما.
وفى تقرير أمنى صدر الثلاثاء 22 أغسطس الجارى، كشف محققون أن مقاتلين فى تنظيم داعش الإرهابى يستغلون ثغرات فى أوكرانيا، للحصول على جوازات سفرها، والتسلل إلى باقى بلدان أوروبا.
وقال خبراء إن أكثر من 500 مقاتل سابق فى تنظيمات متطرفة، يختبئون فى الوقت الحالى داخل أوكرانيا التى وقعت مؤخرا اتفاق إعفاء من التأشيرة مع دول الاتحاد الأوروبى.
ويخشى مقاتلون روس فى تنظيمات متطرفة العودة إلى بلادهم، بالنظر إلى كونهم مدرجين على قائمة الإرهاب فيها، ويفضلون البقاء فى أوكرانيا بالنظر إلى سهولة التواصل فيها.
ويعد مارات نورماجوميدوف، الإرهابى الذى سافر فى وقت سابق من داغستان فى جنوب روسيا إلى سوريا، بغرض القتال فى صفوف داعش، مثالا للمقاتلين الذين يفضلون الاختباء فى أوكرانيا.
ووفقا لوكالة رويترز الإخبارية، فأن قرابة 30 شخصا من بلدة كاراتا فى داغستان، جنوبى روسيا، التحقوا بتنظيم داعش الإرهابى فى سوريا.
ويشار إلى أن أوكرانيا قد أبرمت، فى مطلع الشهر الحالى، اتفاقا للإعفاء من التأشيرة مع الاتحاد الأوروبى مما يسمح لمواطنيها بالسفر إلى أغلب بلدان أوروبا لما يزيد عن 90 يوما.
وأدخلت سلطات أوكرانيا تعديلا على جواز السفر الورقى القديم، وقالت مصلحة الهجرة فى كييف لـ"سكاى نيوز" إن اعتماد الجواز البيومترى الجديد يعنى أن تزوير الوثائق بات أمرا شبه مستحيل.
وفى السياق ذاته قررت المحكمة الإدارية الاتحادية بمدينة لايبزيج فى ألمانيا أكدت الأسبوع الماضى، قرار ترحيل إسلاميين اثنين تصنفهما سلطات الأمن الألمانية على أنهما خطيران أمنيا، ورفضت المحكمة دعاوى مقدمة من المشتبه فيهما احتجاجا على أوامر ترحيلهما الصادرة من وزارة داخلية ولاية سكسونيا السفلى، حيث أن وفقا للتحريات فهناك احتمالات بكونهما يحضران لهجمات إرهابية فى عدد من الضواحى والمناطق الألمانية.
يذكر أن رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة جان بول لابورد، توقع أن أوروبا ستواجه هذا العام تدفقا لمقاتلى تنظيم داعش، الذين انهزموا فى سوريا والعراق، ويعتبرون أكثر خبرة بالحروب والمعارك.
وقال لابورد فى تصريحات سابقة، عقب اجتماع مع مسئولين بالاتحاد الأوروبى - إن عدة دول أوروبية تقدر أن معدلات تدفق المقاتلين العائدين من مناطق النزاعات ازدادت بنسبة الثلث خلال العام الأخير.
وأشار إلى أن المقاتلين الأجانب الذين يسعون إلى العودة لأوروبا الآن "أكثر خطورة" بكثير من العائدين السابقين إذ يملؤهم السخط بعد سنوات من المعارك، وأنه على الرغم من قيود السفر، سيبقى لدينا عدد من المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين سيتسللون على الأرجح عبر الحدود ويعودون، مشيرا إلى تساهل أوكرانيا فى اجراءات التدقيق فى هويات المسافرين من وإلى كييف.
عدد الردود 0
بواسطة:
Isam Ragab
Egypt . Cairo
هذا الكلام فارغ تماما فأوكرانيا من أكثر الدول التي يصعب الحصول على تأشيرة دخول اليها !!!