ساعات ويلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، فى وقت تمر فيه المنطقة العربية بمرحلة حاسمة من إعادة ترتيب الأوراق، حيث ستضع الكلمة الرئاسية محددات السياسة المصرية الخارجية تجاه تلك القضايا، والتى تقوم على مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله وحل الأزمات المشتعلة فى إطار سياسى يحافظ على وحدة وسيادة الدول العربية.
امير قطر
ومن المرتقب أن تحتل أزمة قطر مع الرباعى العربى جزء هام من كلمة الرئيس أمام قادة العالم، لارتباطها الوثيق بأهم قضية تستحوذ على اهتمام المجتمع الدولى وهى مكافحة الإرهاب، فعلى مدار الأشهر القليلة الماضية ومنذ إعلان مصر والسعودية والإمارات والبحرين التصدى للإرهاب وتمويله فى المنطقة تكشف للجميع الدور الذى تقوم به الدوحة فى دعم الجماعات الإرهابية فى المنطقة والعمل على زعزعة استقرار الأنظمة العربية.
وقال سامح شكرى، وزير الخارجية، مساء أمس الإثنين، إن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، ستتحدث فى الجمعية العامة بالأمم المتحدة عن الأزمة مع قطر بما يليق بهذه المناسبة فى حضور القادة والمبادئ والعلاقات ما بين المجتمع الدولى.
وتؤكد مصر على إصرار الدول الأربع على موقفها من قطر، لتحقيق مصالحها واستقرار شعوبها، وإن الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب تعمل من أجل الوئام العربى والتضامن العربى، ومن أجل أن تكون القواعد التى تحكم جميع تصرفات الدول العربية متسقة مع الأهداف المشتركة.
وستتضمن كلمة مصر على أسس حسن الجوار، والتى تحرص عليها مع دول المنطقة وعدم التدخل فى شئون أحد وهو ما تطالب به من قبل الآخرين تجاهها، وهو ما أكده شكرى قبل ساعات من إلقاء الرئيس السيسى لكلمة مصر، حيث قال: "نحن لا نتدخل فى الشئون الداخلية للدول وهذا من المطالب التى أطلقتها الدول الأربعة بأن تكف قطر عن التدخل فى شئونها، وبالمثل فنحن فى سياسة ثابتة ولا نتدخل فى الشئون الداخلية للدول الأشقاء أو الدول بصفة عامة، وهو مبدأ راسخ لا نحيد عنه".
ويأتى تنفيذ قطر لمطالب الدول العربية الـ13 فى مقدمة أولويات القاهرة والتى ستعبر عنها فى كلمتها بالأمم المتحدة، والتى فى مقدمتها إيقاف جميع أشكال التمويل القطرى لأفراد أو كيانات أو منظمات إرهابية أو متطرفة، وكذلك المدرجون ضمن قوائم الإرهاب فى الدول الأربع، والقوائم الأمريكية والدولية المعلن عنها، وقيام قطر بتسليم جميع العناصر الإرهابية المدرجة والعناصر المطلوبة لدى الدول الأربع.
السيسى
كما تشمل المطالب الـ13 تعهد الدوحة بعدم إيواء أى عناصر أخرى مستقبلًا والالتزام بتقديم أى معلومات مطلوبة عن هذه العناصر خصوصًا تحركاتهم وإقامتهم ومعلوماتهم المالية، وتسليم كل من أخرجتهم قطر بعد قطع العلاقات وإعادتهم إلى أوطانهم، بالإضافة إلى إغلاق قنوات الجزيرة والقنوات التابعة لها.
وشملت قائمة المطالب إعلان قطر خفض التمثيل الدبلوماسى مع إيران وإغلاق ملحقياتها، ومغادرة العناصر التابعة والمرتبطة بالحرس الثورى الإيرانى الأراضى القطرية، والاقتصار على التعاون التجارى بما لا يخل بالعقوبات المفروضة دوليًا على إيران وبما لا يخل بأمن مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقطع أى تعاون عسكرى أو استخباراتى مع طهران.
ومن مكافحة الإرهاب إلى قضايا المنطقة ستحتل القضية الفلسطينية أولوية فى كلمة الرئيس السيسى، خاصة فى ظل الدور الذى تضطلع به القاهرة لحل القضية وإتمام المصالحة الفلسطينية والنجاح الذى حققته خلال اليومين الماضيين من خلال اجتماع حركتى فتح وحماس، وقرار الأخيرة بتسليم قطاع غزة لحكومة الوفاق الوطنى والاستعداد للانتخابات.
بالإضافة إلى عرض موقف مصر من دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، حيث ألتقى الرئيس السيسى قبل ساعات من كلمته بطرفى الصراع الفلسطينى الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، معربا عن استعداد القاهرة لبذل كل الجهود التى تساعد فى إيجاد حل لهذه المشكلة.
كما سيعرض الرئيس السيسى موقف مصر الثابت من الأزمة السورية، والقائم على الحفاظ على وحدة الأراضى السورية، وعروبتها، وأهمية وقف أية تدخلات سلبية من خارج المنطقة فى الشأن السورى، فضلا عن الأولوية الخاصة بإنهاء معاناة الشعب السورى الشقيق، وضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لحث جميع أطراف الأزمة على إيجاد صيغ عملية ومقبولة للحل بما يتسق مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ولن تخلوا كلمة مصر من الحديث عن الأزمة الليبية والتى تراها قضية أمن قومى بالنسبة لها، وأهمية حل الأزمة سياسيا من خلال الليبيين أنفسهم بعيدا عن أى تدخل خارجى، بالإضافة إلى أهمية مواجهة تمويل المليشيات والتنظيمات الإرهابية فى ليبيا ووقف الدعم اللوجيستى لها من قبل بعض الدول الإقليمية، ومساعدة الجيش الليبى فى حربه ضد الإرهاب.
كما سيعرض الرئيس موقف مصر فى قضايا اليمن والعراق ومسلمى الروهينجا وملف التنمية فى أفريقيا والتى تمثلها مصر فى مجلس الأمن الدولى، بالإضافة إلى استعراض الجهود المصرية كونها سابع أكبر دولة مساهمة فى قوات حفظ السلام، بعدما شاركت مصر فى 37 بعثة أممية، بإجمالى قوات تجاوز 30 ألف فرد فى "آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة