صراع جديد يلوح فى الأفق بين "فيس بوك" والكونجرس الأمريكى بشأن بيانات خاصة بحسابات على المنصة الاجتماعية، وسط مزاعم أمريكية متزايد بشأن استغلال روسيا المنصة الاجتماعية عبر حسابات وهمية للتدخل فى الانتخابات الأمريكية 2016، لصالح الرئيس الحالى دونالد ترامب، الذى كان مرشحا للحزب الجمهورى.
وبحسب مجلة فورين بوليسى الأمريكية، اليوم الخميس، فإن هناك معركة مشتعلة بين إدارة "فيس بوك" ولجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ بشأن المعلومات التى ينبغى لشركة التكنولوجيا العملاقة كشفها حول مستخدميها أمام اللجنة التى تجرى تحقيقًا فى مزاعم التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية، وهو ما أثار جدلًا بين المدعين العامين والمدافعين عن حماية الخصوصية والخبراء العاملين على قانون الخصوصية.
ويتطلع مجلس الشيوخ لإيجاد أى دليل من شأنه أن يشير بوجود نشاط روسى على "فيس بوك" عبر حسابات وهمية، ربما دفعت الناخبين فى الولايات الرئيسية مثل بنسلفانيا أو ميتشجان، لدعم ترامب أو آراءه السياسية، وتقول المجلة الأمريكية إنه لم يتضح بعد ما إذا كان "فيس بوك" يمكنه توفير دليل من هذا القبيل أو عما إذا كان هذا الدليل موجود بالفعل.
وكانت إدارة "فيس بوك" كشفت قبل أسبوع، عن تعرفها على نحو 500 حساب وهمى على صلة بروسيا قام بالترويج لإعلانات تقدر بـ100 ألف دولار، حيث قالت الشركة إن روسيا استخدمت هويات مزورة وحوالى 3000 إعلان لنشر مواد سياسية خلافية بين الأمريكيين قبل وبعد الانتخابات الرئاسية العام الماضى.
وبينما سلمت "فيس بوك"، روبرت مولر، المحقق الخاص فى قضية التدخل الروسى المزعوم فى الانتخابات الأمريكية الرئاسية 2016، سجلات مفصلة حول إعلانات لجهات روسية على منصة التواصل الاجتماعى، بحسب أشخاص مطلعون، فإنها لم تتشارك نفس المعلومات مع الكونجرس، ويعود ذلك جزئيًا إلى مخاوف بشأن الإضرار بتحقيق مولر واحتمال انتهاك قوانين الخصوصية الأمريكية.
ومجددًا زعم موقع ديلى بيست الأمريكى، أن روسيا استغلت "فيس بوك" لتنظيم مسيرات فى 17 مدينة أمريكية عبر حسابات وصفحات دعائية، مضيفًا أن حسابات دعائية، يشتبه أنها على صلة بروسيا، سعت لتنظيم أكثر من نصف المسيرات المؤيدة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى فلوريدا، خلال حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضى.
وأشار إلى حشد مؤيد للترامب عقد فى 20 أغسطس 2016 تحت عنوان Florida Goes Trump!، وقالت الصفحة الداعية للحشد على "فيس بوك"، وقتها "يوم 20 أعسطس، نريد أن نجمع الوطنيين فى شوارع القرى والمدن ونسير لتوحيد أمريكا ودعم دونالد ترامب"، ويقول الموقع أن هذا الحشد كان واحدا مما لا يقل عن أربعة آخرين إما داعمين لترامب أو مناهضين لمنافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، تم تنسيقهم عبر صفحة على "فيس بوك"، تدعى "كونك وطنيا"، وحساب متصل بها على تويتر يدعو "مسيرة من أجل ترامب"، وبالإضافة إلى إتهامها بدعم ترامب، فى إتهام يسعى لنزع الشرعية عن الرئيس الأمريكى، تتهم وسائل إعلام أمريكية روسيا بالوقوف وراء الاحتجاجات الأمريكية المناهضة للمهاجرين.
وبحسب ما جاء فى موقع ديلى بيست، الأسبوع الماضى، فإن عملاء روس يختبئون وراء هويات زائفة استخدموا أداة إدارة الأحداث فى "فيس بوك" لتنظيم وتشجيع احتجاجات سياسية عن بعد، داخل الولايات المتحدة، بما فى ذلك مظاهرة مناهضة للمهاجرين فى أغسطس 2016 فى أيداهو.
وسعى الموقع الأمريكى لإلقاء لوم الإسلاموفوبيا على المؤامرة الروسية المزعومة، قائلًا إن "الأحداث التى تم تنظيمها عبر الفيس بوك، ومن بينها نظريات المؤامرة المتعلقة بالإسلاموفوبيا التى دفعت بها وسائل الإعلام المؤيدة ترامب، هى أول مؤشر على أن محاولات الكرملين لتشكيل الخطاب السياسى الأمريكى تتعدى الأخبار المزيفة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة