فى بلد المليار والـ400 مليون نسمة، لا توجد فرصة ثانية للفساد أو الرشوة والمحسوبية إذا كان الأمر متعلقاً بـالمواطن البسيط، فالسجن المشدد والإعدام هو العقوبة المعترف بها حال الغش فى كل ما يخص المواطن الصينى الفقير قبل الغنى.
ومن هنا ذكرت أعلى هيئة صينية لمكافحة الفساد والكسب غير المشروع، اليوم السبت، إنه تم التحقيق مع أكثر من 70 ألف مسئول على مستوى المحافظات وما فوقها على خلفية اتهامات تتعلق بالفساد منذ عام 2012 وحتى الآن.
وقال بيان نشر على الموقع الإلكترونى للهيئة، المعروفة رسميًا باسم "اللجنة المركزية لفحص الانضباط التابعة للحزب الشيوعى الصينى الحاكم"، إن حملة مكافحة الفساد والكسب غير المشروع التى أطلقها الرئيس الصينى شى جين بينج منذ مجيئه إلى السلطة منذ خمسة أعوام مازالت تكتسب زخمًا وتحظى بإعجاب ودعم شديدين من الشعب الصينى.
وكان شى قد تعهد عند إطلاقه لتلك الحملة الموسعة، إنها لن يكون فيها أى تهاون أو هوادة، حيث نجحت جهود مكافحة الفساد طوال الفترة الماضية فى إسقاط عدد من كبار المسئولين البارزين، والذين يطلق عليهم اسم "النمور" علاوة على الإيقاع بالكثير من "الذباب"، وهو اللقب الذى يطلق على الفاسدين من صغار المسئولين.
ومن بين "النمور" التى سقطت بفضل الحملة، كان هناك تشو يونج كانج العضو السابق باللجنة الدائمة للمكتب السياسى للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى؛ وبو شى لاى، رئيس الحزب السابق لبلدية تشونغتشينغ؛ وشو كايهو، وقوه بوكسيونغ، وهما جنرالان سابقان ونائبان للجنة العسكرية المركزية؛ فضلا عن لينغ جيهوا وسو رونغ، اللذين كانا نائبان سابقان لأعلى هيئة استشارية سياسية فى الصين.
ووفقًا للهيئة، تم أيضا خلال فترة الخمس سنوات الماضية معاقبة 1.34 مليون من المسئولين على مستوى البلديات و648،000 من أعضاء الحزب والمسئولين فى المناطق الريفية.
كما عملت الصين مع المجتمع الدولى لمطاردة المشتبه فيهم فى قضايا فساد الذين فروا من البلاد إلى الخارج، حيث تمت مطاردتهم من خلال برنامجها المعروف باسم "سكاى نت" وغيره من البرامج الخاصة بالإمساك بالهاربين من يد العدالة.
وبحسب ما أفادت به بيانات الهيئة فإنه وبنهاية شهر أغسطس الماضى، تم القبض على 3339 هاربا كانوا فروا إلى أكثر من 90 بلدا ومنطقة ومن بينهم كان هناك 628 من المسئولين السابقين، ونجحت الصين فى استرداد حوالى 9.36 مليار يوان (حوالى 1.41 مليار دولار امريكى) من أموالها المنهوبة من قبل الفاسدين.
وقالت الهيئة فى بيانها، إنه تم القبض على 46 شخصًا من الذين توجد أسماءهم على قائمة 100 صينى هارب من المطلوبين للعدالة والمدرجة اسماءهم فى الإشارات الحمراء للانتربول.
وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 100 مسئول كبير صدرت ضدهم أحكام بالسجن خلال عام 2013 بتهم تتعلق بالفساد، وفى أحيان كثيرة تصل العقوبة إلى حد الإعدام، والتى غالبًا ما تكون رميا بالرصاص، كما يدفع أهل المدان ثمن الرصاصة التى يقتل بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة