ثورة غضب بين عدد من علماء الأزهر الشريف، بعد حوار مع الدكتور خالد منتصر مع "اليوم السابع"، والذى قال فيه إن الأزهر يسيطر عليه تيار سلفى متشدد، وأن الأزهر الشريف يرفض المنهج العقلى خوفا من علمائه من فقدان السطوة المجتمعية، كما قال إن وجود الكليات العلمية داخل جامعة الأزهر مثل الطب والهندسة هو أمر غير دستورى وعنصرى، لأن تلك الكليات المدنية لا تقبل طلابا أقباطا فى أوساطها.
عضو مجمع البحوث الإسلامية: فليتحدث فى الطب فهو لا يعرف شيئا عن الجهود المبذولة
البداية كانت من الدكتور حامد أبو طالب، أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، والذى استنكر ما جاء على لسان الدكتور خالد منتصر، موضحًا أن الأزهر مؤسسة من مؤسسات مصر، العاملين به والقائمين عليه قطاع من المصريين، والهجوم على الأزهر باتهامه بأنه لا يمارس دوره، هو كلام من شخص لا يعرف شيئا عن الجهود المبذولة فى الأزهر لتطوير الخطاب الدينى ولا ما يدور فيه.
وأوضح أبو طالب، لـ"اليوم السابع"، أن الأزهر يقوم بتدريب علمائه فى الوقت الحالى عن دور رجال الدين فى مواجهة العنف ضد المرأة على سبيل المثال، فنتناول فى هذه المحاضرات كل ما يمثل عنفا ضد المرأة مثل التمييز بين الذكر والأنثى فى الميراث، أو الفرحة بإنجاب الولد دون البنت، هذا مثلا نوع من تجديد الخطاب الدينى، ومجهود من مجهودات الأزهر، تركنا القاهرة وذهبنا إلى الصعيد ونتحدث فى مثل هذه الأمور، أليس هذا تجديد الخطاب الدينى؟.
أما عن اتهام الأزهر بوجود تيار سلفى متشدد يسيطر على الأزهر، فقال عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن هذا الكلام بعيد كل البعد عن الواقع، حيث لا يوجد واحد ممن وصفهم بالسلفيين فى مركز قيادى فى الجامعة، ولا تعين قيادة فى الأزهر إلا بعد إجراء تحريات حول أفكار هؤلاء، شأنه فى هذا مثل جميع مؤسسات مصر.
واستطرد أبو طالب: "نحن عرفنا متى يهاجم الأزهر، هم يهاجمون المشيخة عندما تحدث مشكلات إرهابية، هذا الذى ينعم بالحياة ولا يجد أمامه إلا الأزهر يتحدث عنه ولا يعرف شيئا عن الأزهر، هذا كلام لا يليق بهذه المؤسسة العريقة، من يتحدث عن الأزهر يجب أن يكون مدركا لما يقول"، متابعًا: "على خالد منتصر أن يتحدث فى تخصصه وهو الطب، ما يصحش طبيب يتحدث عن الأزهر ".
عميد كلية الطلاب الأزهريين الوافدين: نقد هدام غير مسئول ولا لا يرد عليه
من جانبه قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية الطلاب الأزهريين الوافدين، إن مثل هذا الكلام لا يرد عليه، فالأزهر معروف من رجاله ومن مناهجه، والتشكيك فيه مسألة تحتاج إلى معرفة ثقافة المشكك ومواقفه، نتمنى أن ينظر إلى الأزهر كمؤسسة مصرية لها مكانتها، وكحائط صد قوى يتخندق مع القوات المسلحة والشرطة فى الدفاع عن أمن هذا البلد الفكرى، وإثارة زوابع عن الأزهر فى هذه الأوقات لا تفيد البلد على الإطلاق، ولذا يجب على الجميع النظر إلى أيدلوجيته أولا.
وتابع فؤاد، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، قائلا: "أنظروا إلى كتابات وأفكار خالد منتصر، ماذا قدم فى البناء الفكرى؟، من يتحدث عن الأزهر وأفكار الأزهر نقول له نريد منك أن تمدنا بأفكار بناءة حتى نستفيد منها".
وأكد عميد كلية الطلاب الأزهريين الوافدين، على أن منهج الأزهر لا يخضع لتيارات سلفية، مشددًا على أن منهجه الأزهر معروف فى العالم كله الذى يطرق أبوابه، والإمام يجوب العالم ليبين الوجه الصحيح للإسلام، فلقد وصلنا إلى مرحلة أننا ندافع عن ديننا من الكلمات التى يطلقها المسلمين.
واستنكر فؤاد حديث خالد منتصر عن عدم التحاق الأقباط فى كلية طب الأزهر، قائلا هذا كلام غير مسئول وفيه إثارة لا داعى له، وكل جامعة لها ضوابطها فى القبول، ويجب أن تحترم التقاليد الجامعية، الدستور يجب علينا أن نحترمه.
أمين الأعلى للشئون الإسلامية الأسبق لـ"خالد منتصر": يجب أن تكف عن أسلوبك
وفى السياق ذاته، قال الدكتور الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن منهج الأزهر وسطى، ويشكل حماية لعدم التطرف والفهم المتشدد للدين الإسلامى، ومن ناحية أخرى وجود الكليات العملية فى جامعة الأزهر أمر ملح، مضيفًا: "وعلى خالد منتصر أن يتذكر أن ابن سينا والزهراوى وابن الهيثم وغيرهم، هؤلاء لهم دراسات فى الإسلام والشريعة الإسلامية، ولا يوجد تفرقة بين المنهج الشرعى والمنهج العملى، فلماذا يقيم هذا الجدار الفاصل بين الدين والمجتمع، وكأن الدين يجب أن يكون معزولا ولا يجوز له أن يتصدى ويساهم فى القضايا العلمية".
وأضاف الشحات : "فليخبرنا عن التيار السلفى الذى يقول عليه، بل على العكس فالعديد من بيانات الأزهر تقف ضد التيار السلفى، على سبيل المثال قضية تهنئة الأقباط بأعيادهم، وكذلك الوقوف فى السلام الوطنى، وزواج القاصرات، فلقد تصدى لها جميعا، وقال هنئوا الأقباط، وقفوا فى السلام الوطنى، وحارب زواج القاصرات، ومن يريد أن يحكم على مؤسسة عليه أن يطلع على كل ما تصدره، وألا يصدر كلام مرسل".
وتساءل عضو مجمع البحوث الإسلامية والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ما هو الهدف الآن؟، هل تريد هؤلاء تحجيم الأزهر؟، هذه أمور لا تخدم أحد، لا الدين ولا المجتمع.
أما عما أثاره "خالد منتصر من منح شيخ الأزهر سلطة غير محدودة فى مسألة الدستور، فقد رد الدكتور الشحات الجندى قائلا: "عليه أن يأتى ويدين المجتمع لأنه وافق على الدستور الذى صدر عن ممثلين عنه، ووافق عليه الشعب، ألا تؤمن بحق الجماهير فى إصدار وثيقتها الدستورية الحاكمة؟".
واستكمل عضو مجمع البحوث الإسلامية والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، تساؤلاته: "لماذا يصر على دق إسفين بين الأزهر والرئاسة حول مسألة الطلاق الشفهى؟، هل يريد خالد منتصر على إثارة خصومة بينهما؟، هذا أمر لا يجوز منه، الدستور أوكل للأزهر النظر فى المسائل الدستورية، وقام بدوره وتعقب الحكم الشرعى فى مسألة الطلاق الشفهى، والأزهر قال رأيه بما لديه من رصيد علمى وشرعى حول هذه القضية".
واستمرارا لانتقاده لتصريحات منتصر قال الشحات: "لو افتيت فى مجال تخصصك فى طب الجلدية هل هناك أحد يسفهك ويدينك، كف عن مثل هذا الأسلوب الذى لا يعبر إطلاقا عن الرغبة فى إقامة حوار مجتمعى ناضج، هذه الأمور تتجاوز حدود النقد، لماذا النقد الهدام، لماذا يصر خالد منتصر على النقد الهدام باسم الحرية والديمقراطية؟، مضيفًا: "أنت تناقض نفسك، وكلماتك لا تراعى أدب الخلاف، وعليك أن تكف عن حديثك هذا إذا أردت حوارا مصريا أصيلا مع مؤسسات المجتمع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة