انقضت 5 شهور على أكبر أزمة خليجية عصفت بالمنطقة، التى انطلقت شرارتها فى يونيو الماضى بين قطر ودول الرباعى العربى (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، ولا يزال الأمير تميم بن حمد، الراعى الرسمى للإرهاب فى العالم، يرواغ ويراهن على الإساءة للعرب والاستقواء بالخارج، فاستغل الفجوة التى أحدثتها المقاطعة العربية لمساعدة إيران فى تنفيذ أجدتها بهدف زعزعة استقرار أطراف الأزمة من البلدان العربية والخليجية فى المنطقة.
يمكن تقسيم العلاقات القطرية – الإيرانية، إلى مراحل: علاقات ما قبل الأزمة وعلاقات ما بعد الأزمة الخليجية، وإذا كنا نصف العلاقات التى جمعت البلدين قبل الأزمة بـ"علاقات التحالف"، فإن الآن أدق وصف لها بعد مرور أشهر على الأزمة هو "علاقات التأمر"، حيث كشفت التغيرات فى العلاقات السياسية بين دول مجلس التعاون الخليجى، عن خروج الإمارة الصغيرة الداعمة للإرهاب عن الإجماع العربى، وسعيها إلى نشر الفوضى وإثارة القلاقل فى بلدان الخليج بمساعدة إيران.
ما فعله تميم وارتمائه فى أحضان إيران، جعل طهران تتجاوز سريعا دعمه للإرهاب فى المنطقة، وتصفح عن تمويله للجماعات الإرهابية فى سوريا والعراق وسلوكه الذى يتعارض مع أجندتها فى هذه المناطق، ورغم أن الإعلام الإيرانى، لا يزال حتى الآن يصفه بأمير الإرهاب والممول الرئيسى التكفيرى فى المنطقة، إلا أن مصالحها فى الخليج حتمت على طهران الاقتراب من الدوحة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.
الحرس الثورى الإيرانى
توحش الحرس الثورى
بعد أن توسع الحرس الثورى الإيرانى سياسيا داخل الدوحة، وانتشرت عناصره داخل الإمارة، التى قدرتها تقارير إعلامية خليجية بما يقرب من 10 آلاف جندى وضابط إيرانى، وسيطرته على مفاصل صنع القرار فى الإمارة، وموافقة الدوحة على إنشاء قاعدة عسكرية داخلها لحماية تميم، أخذ يتوسع اقتصاديا عبر شركاته التى أصبحت على أبواب الدوحة.
وبخلاف أطنان المواد الغذائية وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، وتصدير200 طن من البضائع الإيرانية من مدينة شيراز، بحسب صادقيان رئيس اللجنة الزراعية بغرفة التجارة الإيرانية فى أغسطس الماضى، فتح رفع مستوى العلاقات وتبادل السفراء بين البلدين إضافة إلى زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف أوائل أكتوبر الماضى، الباب أمام وفود إيرانية لغزو الإمارة، واختراق الخليج اقتصاديا.
تميم
مخطط اختراق الدوحة
وتطبيقا لمخطط اختراق الشركات الإيرانية للدوحة، الذى دعا إليه رئيس اتحاد المصدرين الإيرانى، محمد لاهوتى، فى يونيو الماضى عندما قال على بلاده استغلال الفرصة وفتح شركات إيرانية لمنافسة الشركات التركية فى الدوحة، قالت تقارير خليجية إن شركة "شيرين عسل" للصناعات الغذائية الإيرانية، التى تقدر مبيعاتها بما يزيد على 5 مليارات دولار سنويا، تعتزم إقامة مصنع داخل قطر.
التحركات الإيرانية لفتح شركات بالدوحة، جاءت بعد خطة ممنهجة عقب التسهيلات التى منحتها السطات القطرية لرجال الأعمال الإيرنيين، وأصدر مدير إدارة الشئون القنصلية بالخارجية القطرية، تعليمات بتسهيلات إصدار تأشيرة فورية لرجال أعمال ورعايا إيران، كشفتها وثيقة تم تسريبها فى 27 يوليو الماضى، بينما عبر المراقبون عن قلقهم من الاحتلال الاقتصادى للدوحة، محذرين من تغلغل التجار الإيرانيين فى الإمارة والذى سيفتح الباب أمام تجنيسهم فى هذا البلد الذى يعتمد فى تركيبته السكانية على المجنسين، لمنح تواجدهم داخل قطر غطاء قانونيا وإقامة شرعية داخل البلاد.
حسن روحانى
معرض الصحافة الإيرانى
وامتد الاختراق إلى تبادل الزيارات على مستوى الوفود، وقالت مصادر خليجية، إن وفدا قطريا يشمل كتاب وصحفيين يزور العاصمة طهران الآن للمشاركة فى المعرض الدولى للصحافة الـ 23، الذى بدأ أعماله السبت الماضى، وبالتزامن مع زيارة الوفد، زار وزير المواصلات والاتصالات القطرى، جاسم بن سيف السليطي فى العاصمة الإيرانية طهران، واجتمع بوزير المواصلات الإيراني عباس آخوندى.
الاجتماع أفرز عن تشكيل لجنة إيرانية - قطرية مشتركة للاستفادة من الإمكانيات الواسعة المتاحة فى مجال النقل الجوى والبحرى، خاصة التجارة والموانئ، والترانزيت، وذلك من خلال الاستفادة من ممر قطر- إيران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة