حاصرته القضايا، ووجد نفسه مطلوبا فى 5 قضايا مختلفة، ولا يجد ما ينفق به على أطفاله الثلاثة وزوجته، فقرر فجأة الهرب من بلدته بالمنيا إلى القاهرة، حيث الزحام فلا يشك فيه أحد حتى تسقط الأحكام القضائية الصادرة ضده.
وما أن وطأت قدمه القاهرة قرر التسول مستغلاً وجود 3 أطفال لديه، واستعطاف قلوب المواطنين بهم.
ووجد الأب فى وسائل المواصلات بيئة خصبة لجمع المال، فى ظل تكدس محطات المترو يوميًا بملايين من الركاب، الذين يغدقون بأموالهم على المتسولين.
وفى سبيل حبك جريمته، تقمص الأب دور "الأعمى" وطلب من زوجته أن تقوده فى وسائل المواصلات برفقة أطفالهما الثلاثة، وتؤكد للركاب أنه أعمى ولا يستطيع العمل للإنفاق على أطفاله الصغار، مطالبة الركاب بمد يد العون لها.
ينتهى يوم العائلة المتسولة يومياً بمبالغ لا بأس بها، تمكنهم من شراء متطلبات حياتهم وتكفيهم عدة أيام أخرى، خاصة أنهم يتحركون لساعات طويلة فى محطات المترو مما يساهم فى جمع مبالغ أكبر.
ولم يتوقع الأب يوماً أن مشهد النهاية فى قصته المختلقة سيكون أكثر قسوة عليه وعلى أطفاله، حيث ارتاب رجال الشرطة فيه، فضبطوه وحرروا له محضراً بعد اكتشافهم أنه مبصر، ويمتهن التسول لجمع المال بالنصب والاحتيال على المواطنين.
الأب برر جريمته بحاجته للمال، وعلق الأخطاء على شماعة "الفقر"، وأنه تقمص دور "الأعمى" لكسب تعاطف المواطنين.
كواليس الواقعة بدأت بارتياب وحدة مباحث قسم رابع المترو فى أسرة تتسول بمحطات المترو يقودها شخص "أعمى"، وبضبطهم، تبين أنهم "خ.خ" 27 سنة، هارب من 5 قضايا آخرها جنح مركز شرطة المنيا محكوم عليه فيها غيابيا بالحبس لمدة سنة وكفاله 100 جنيه، وزوجته "ف.ع" 30 سنة، وبرفقتهم 3 أطفال أعمارهم 5 سنوات و4 أعوام وسنة، وتبين وضع جبيرة على قدم أحد أطفاله، مستغلاً تعرضه لحادث إصابة قديمة بكسر بالقدم اليسرى، وعثر بحوزة الأب على 135 جنيها عملات مختلفة، وضبط بحوزة الزوجة 105 جنيهات وهاتفان محمولان.
واعترف المتهمان بارتكابهما الواقعة وأن المبلغ المالى من حصيلة التسول داخل قطارات المترو، فوجه اللواء قاسم حسين، مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، باتخاذ كل الإجراءات القانونية وتحرير المحضر اللازم، وأرسل لقسم الأحداث لقيده وعرضه على النيابة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة