تهديدات بحرب نووية، وتدريبات على حالات الخطر والحماية من الاستهداف بعداءات جوية، هذه هى الأجواء السائدة فى جزيرة هاواى الأمريكية، فى ظل الخطر الكورى الشمالى المتصاعد بتطور صواريخها الباليستية العابرة للقارات، والتى سبق وأن أكد أحد مسئوليها خلال حوار الكوريتين الأخير، أن أراضى الولايات المتحدة، هدف لصواريخ "بيونج يانج" النووية والباليستية.
إنذار كاذب فى هاواى يطالب السكان بالاحتماء بسبب قرب سقوط صاروخ
وفى ظل المخاوف الأمريكية المتصاعدة مؤخرًا، مع تزايد عدد التجارب الباليستية والنووية لكوريا الشمالية، العدو اللدود لواشنطن، وقع حدث عارض فى الولايات المتحدة، وتحديدًا فى جزيرة هاواى الأمريكية، المطلة على المحيط الهادئ، السبت الماضى، حيث صدر إنذار كاذب لسكان الجزيرة بشأن هجوم وشيك بصاروخ باليستى، الأمر الذى أعاد التذكير بالتهديد النووى الذى تفرضه كوريا الشمالية على الولايات المتحدة، وسط تصاعد التوترات والحرب الكلامية بين قادة البلدين.
وأُرسل التحذير على الهواتف المحمولة، وجاء فيه "صاروخ باليستى يهدد هاواى، احتموا على الفور فى الملاجئ، الأمر ليس تدريبا"، ولكن بعد 38 دقيقة من هذا التحذير، قالت قيادة الجيش الأمريكى فى المحيط الهادئ، إنه لا يوجد تهديد بإطلاق صاروخ باليستى باتجاه هاواى، وإن رسالة أُرسلت بطريق الخطأ إلى الهواتف المحمولة لسكانها.
ماذا لو كان التحذير من الاستهداف الصاروخى لـ"هاواى" حقيقيًا؟
وبعد التقاط الأنفاس فى الداخل الأمريكى، والاطمئنان من أن التحذير من الاستهداف الصاروخى كاذبًا، وأن الأراضى الأمريكية فى مأمن من الصواريخ الكورية الشمالية، فتحت لجنة الاتصالات الاتحادية الأمريكية، تحقيقًا شاملًا بشأن التحذير الطارئ، الذى أرسل بشكل خاطئ، من أن صاروخا باليستيا جرى توجيهه إلى هاواى، ولكن بقى سؤالًا هامًا مطروحًا أمام المسئولين الأمريكين، وهو "ماذا لو كان التحذير حقيقيًا؟".
وفى حالة كان التحذير من استهداف جزيرة هاواى، بصواريخ "بيونج يانج"، حقيقيًا، فحينها ستجرى السلطات الأمريكية سلسلة من التقييمات وتتخذ حزمة من القرارات السريعة، التى ربما يترتب عليها عواقب وخيمة، وفق ما نقلته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية، عن مجلة "تايم" الأمريكية.
السلطات الأمريكية تمتلك برنامج متطور للدعم الدفاعى
وأثناء تلك الحالة من الطوارئ، تجرى السلطات الأمريكية الإجراءات وتتخذ القرارات، بناء على ما تسجله الأقمار الصناعية المملوكة للأجهزة العسكرية والمخابرات، لرصد ومراقبة أى شئ "غير ملائم" حول العالم، حيث صُممت ما تسمى بأقمار الإنذار المبكر لتحديد موقع إطلاق الصاروخ، ومساره، وهدفه المحتمل، فى غضون ثوان.
وتشكل مجموعة من الأقمار الصناعية فى حجم الحافلات المدرسية، المعروفة باسم برنامج الدعم الدفاعى، العمود الفقرى لنظام الإنذار المبكر، ونظام الإنذار المبكر مزود بأجهزة استشعار عن بعد تعمل بالأشعة تحت الحمراء، لتمييز الإشعاع الحرارى المنبعث من محركات الصواريخ، والذى ينعكس على الأرض.
وما يزيد من اطمئنان واشنطن، أن الأقمار الصناعية تتمتع باستشعار قوى يستطيع الكشف عن إطلاق صاروخ قصير المدى، وبالتالى فهى قادرة على تتبع صاروخ باليستى كورى شمالى يتجه إلى هاواى، حيث تبعد الولاية الأمريكية عن العاصمة بيونج يانج بنحو 4600 ميل فقط، كما أنه بعد ذلك يأتى دور منشآت الرادار الأمريكية، والسفن البحرية، وأنظمة الكشف التابعة لحلفاء أمريكا فى المنطقة، للمساعدة فى تعقب رحلة الصاروخ.
الأراضى الأمريكية فى مأمن من صواريخ "بيون يانج"
وبالاستعانة بإشارات وصور المخابرات الأمريكية، والأجهزة المتعاونة، ومساعدة الذكاء الصناعى والبشرى، تتمكن السلطات الأمريكية، فى غضون ثوان أو دقائق، من تحديد نقطة انطلاق الصاروخ، وتتبع مساره، وهو ما يجمعه رادار القياس والتوقيع المخابراتى، كما تتلقى القوات الأمريكية فى كوريا، ومقرها فى سول، والقيادة الأمريكية فى المحيط الهادئ، هذه المعلومات، ومن ثم يتخذ الجيش قرارًا بشأن ما إذا كان الأمريكيون معرضين للخطر، وإذا كان على الولايات المتحدة أو حلفائها استخدام أنظمة الدفاع الصاروخية لمحاولة الرد.
ويمكن أن يحدث هذا الرد فى شبه الجزيرة الكورية، حيث نشرت الولايات المتحدة مؤخرًا أنظمة جديدة، أو أن تطلق شبكة الدفاع الصاروخى اليابانية نيرانها، أو ترد السفن الحربية الأمريكية، التى تحمل أنظمة اعتراضية، وتوجد فى المحيط الهادئ.
قائد القوات الأمريكية بالمحيط الهادئ يحذر من إمكانية سحق صواريخ الدفاع
ومن وجهة نظر العسكريين، فإن قائد القوات الأمريكية فى آسيا والمحيط الهادئ، هارى هاريس، كان قد قال – فى وقت سابق - إن أنظمة الدفاع الصاروخى فى هاواى، كافية للرد، لكنه اقترح التفكير فى وضع أنظمة اعتراضية جديدة ورادارت فى حال الحاجة إلى ضرب موجات من الصواريخ القادمة من كوريا الشمالية.
وأضاف هاريس – فى تصريحاته السابقة أمام الكونجرس - "أعتقد أن بنية الصواريخ الباليستية لدينا كافية لحماية هاواى اليوم، لكن يمكن سحقها، وإذا كان الهجوم الصاروخى نوويًا، سيتعين على الرئيس دونالد ترامب، اتخاذ قرار بشأن الضربة المضادة".
وفى حالة وجود هجوم صاروخى على الأراضى الأمريكية، فإن ترامب، سيأمر فى الحال، الضباط العسكريين الأمريكيين فى قيادة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والغواصات النووية، أو القاذفات الثقيلة، بالرد، ومع استمرار تصاعد التوترات مع كوريا الشمالية، فإن ولايات مثل هاواى، تعيد تقييم مدى استعدادها بشكل مستمر فى حال وقوع ضربة نووية، وفق "التايم" الأمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة