2018.. عام جنى الثمار.. " فايننشال تايمز" تتوقع ريادة إقليمية بعد اكتشاف حقل ظهر.. وتؤكد: مصر تحقق الاكتفاء الذاتى من الغاز فى 18 شهرا.. الموقع الجغرافى وقناة السويس يعززان فرص الصعود.. وتركيا أكبر الخاسرين

الإثنين، 15 يناير 2018 03:54 م
2018.. عام جنى الثمار.. " فايننشال تايمز" تتوقع ريادة إقليمية بعد اكتشاف حقل ظهر.. وتؤكد: مصر تحقق الاكتفاء الذاتى من الغاز فى 18 شهرا.. الموقع الجغرافى وقناة السويس يعززان فرص الصعود.. وتركيا أكبر الخاسرين حقل ظهر
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحت عنوان "تغير فى القوى فى الشرق الأوسط"، قال الكاتب البريطانى نيك باتلر إن اكتشاف حقل ظهر فى مصر يمثل فرصة كبيرة بالنسبة للبلد الواقع على البحر المتوسط، معتبرا أن وجود حقل غاز رئيسي جديد، سيغير سوق الطاقة في مصر. 
 
 
وأضافت الكاتب فى مقاله بصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن القاهرة يمكنها استعادة الاكتفاء الذاتي في غضون الـ 18 شهرا القادمة، قائلا إن مصر يمكن أن تصبح مرة أخرى دولة مصدرة للغاز وأن تبنى على دورها الحالي باعتبارها أحد أهم المراكز التجارية في المنطقة، وهو المكان المثالي لربط الأسواق الغربية والشرقية. 
 
 
وأوضح الكاتب، أن موقع مصر الجغرافى مميز، وفرصتها كبيرة لأنها تقع على مفترق طريق التجارة الدولية الناشئة فى الغاز الطبيعى. 
 
 
وأشار "باتلر" إلى بدء إنتاج الغاز من حقل ظهر العملاق على بعد 150 ميلا قبالة الساحل المصري في شرق البحر الأبيض المتوسط.، في ديسمبر الماضى، معتبرا أن الحقل من أكبر الاكتشافات خلال العقدين الماضيين لاسيما مع احتياطى يقدر بـ30 تريليون قدم مكعب، ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى 2.7 مليار قدم مكعب في اليوم بحلول عام 2019. ويمثل تطوره في أكثر من عامين نجاحا كبيرا للشركة العاملة، إيني الإيطالية. أوضح الكاتب أن هناك عدد من التطورات الأصغر حجما، تشمل حقل دلتا غرب النيل الذى تعمل فيه شركة بريتش بتروليوم ويضيف إلى إمدادات الغاز. 
 
 
وتابع الكاتب قائلا، إن  اكتشاف حقل ظهر جعل مصر مركزا للاستثمار الصناعي، مع إمكانات قوية، لاسيما مع اهتمام شركات مثل روسنفت إكسون موبيل بالحقل وغيرهم، مشيرا إلى أن مصر تحتاج إلى الغاز، حيث أن 70 % من الكهرباء تعتمد على الغاز، معتبرا أن الاكتشافات لن تعيد الاكتفاء الذاتي فحسب، بل ستقلل إن لم يكن ستقضى على أى نقص فى الكهرباء.
 
واستطرد: " لكن طموحات البلاد لا تقتصر على كونها موردا لمصادرها فقط، يضيف الكاتب، فقناة السويس تقدم واحدة من أسهل، إن لم يكن أرخص، الطرق التجارية للنفط والغاز. وللإضافة إلى هذا الأساس، تقوم الشركة المصرية المملوكة جزئيا للدولة "سوميد" ببناء رصيف جديد للغاز الطبيعي المسال على خليج السويس، وينبغي الانتهاء من ذلك بحلول نهاية عام 2018، وستكمل قدرة مرافق الغاز الطبيعي المسال القائمة في إدكو ودمياط على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
 
 
ومع زيادة إنتاج ظهر، يرى الكاتب أن امدادات الغاز ستجاوز تلبية الطلب المصري، حتى مع افتراض انخفاض إنتاج بعض الحقول المنتجة القديمة، ويمكن للقاهرة مرة أخرى أن تكون مصدرا للطاقة، على نطاق يمكن أن يزداد بشكل كبير حال سمح المشهد السياسى بأن يصبح مركزا للإنتاج من جميع أنحاء شرق البحر الأبيض المتوسط، وهذا يعني الغاز من قبرص وإسرائيل، بل وربما من لبنان، حيث يجب أن تبدأ جولة التراخيص المنتظرة هذه السنة. ويملك حوض الشام كله إمكانيات كبيرة. 
 
 
وأشارت الكاتب إلى أن السياسة عرقلت على مدى العقد الماضي إلى حد ما، التطور المنطقي لشبكة من الخطوط يمكن أن تتلاقى جميعها فى نقطة واحدة، وأن تمثلا مركزا لتصدير الغاز إلى السوق العالمية. ولفت إلى أن مصر نفسها مرت بتغييرين جذريين في النظام، ولكن الوضع الآن أكثر هدوءا. وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تمكن من  استعادة النظام وجعل الإصلاح الاقتصادي والتقدم أولوية.
 
 
وأضاف أن مصر الدولة الوحيدة تقريبا فى المنطقة التى تتمتع بعلاقات جيدة مع جميع جيرانها (فى المتوسط). 
 
 
وفي الوقت نفسه، أصبح من الواضح أنه لا يوجد طريق تصدير للغاز آخر قابل للبقاء من حقل ليفياثان العملاق في المياه الإسرائيلية أو من حقل أفروديت الأصغر قبالة قبرص، بحسب الكاتب، الذى خلص إلى أن فكرة خط أنابيب طويل تحت البحر عبر البحر الأبيض المتوسط من إسرائيل وقبرص إلى اليونان تتجاهل الكثير من الحقائق؛ منها الاقتصاد في الوقت الذى تكون فيه أسعار الغاز منخفضة؛ وعدم وجود شبكة عبر اليونان إلى الأسواق الرئيسية في أوروبا الوسطى والشمالية؛ والأهم من ذلك كله، تعقد الظروف تحت البحر وهذا كله يضع مصر في صميم التنمية التجارية للغاز الطبيعي (وربما النفط) في شرق البحر الأبيض المتوسط.
 
 
واعتبر باتلر فى مقاله بــ"فايننشال تايمز" أن الخاسر في كل هذا هو تركيا، مشيرا إلى الزيارة غير المريحة التي قام بها الرئيس رجب طيب أردوغان إلى باريس الأسبوع الماضي، عندما أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مسائل حقوق الإنسان واستحالة إحراز تقدم في المحادثات حول انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، مما يعكس الاستجابة الدولية لسلوك وخطاب الرئيس التركى لاسيما بعد حملة القمع التى أعقبت محاولة الانقلاب قبل عامين.
 
 
ودمرت تركيا فرصتها لتوفير طريق تصدير للغاز من قبرص من خلال محاولة ربط التجارة بتسوية تقسيم الجزيرة الاقليمى القديم. فيما تدهورت العلاقات بين اسرائيل وتركيا خلال السنوات القليلة الماضية ويبدو من المستحيل الآن أن تعهد إسرائيل بتجارة الغاز إلى سيطرة الحكومة التى وصف رئيسها اسرائيل بأنها "دولة إرهابية"، على حد قول الكاتب. 
 
وختم نيك باتلر مقاله قائلا، إن الأمور فى الشرق الأوسط ليست دائما بسيطة، متوقعا صعوبات قبل التوصل إلى نمط تجارة جديدة فى المنطقة، ولكن إذا كان من المقرر تطوير شرق البحر المتوسط، فإن دور مصر كمركز تجاري إقليمي جديد يبدو أمرا لا غنى عنه.
 
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة