يلعب الناشرون دورا مهما للغاية داخل موقع التواصل الاجتماعى الأشهر فى العالم "فيس بوك"، الذى تمكن من أن يصبح المصدر الأول فى الحصول على الأخبار بالنسبة لعدد كبير من المستخدمين حول العالم، وهذا بفضل الجهود التى يبذلها الناشرين من أجل توفير المعلومات والأخبار لحظة بلحظة للمستخدمين الذى يبلغ عددهم أكثر من 2 مليار شخص، إذ أصبح المحتوى الإخبارى من أبرز سمات فيس بوك التى يرغب الكثيرين فى متابعتها.
فيس بوك
وساعد الناشرون فيس بوك فى الاحتفاظ بكم هائل من المستخدمين ومعرفة اتجاهاتهم وميولهم وتفضيلاتهم الشخصية وما يحبون قراءته وغيرها من الأمور المهمة التى استفاد منها فى جنى الأموال من الإعلانات، بدون أن يكون هناك مقابل لهؤلاء الناشرين الذين يحملون على عاتقهم مسئولية التنوير ونقل المعلومات، بل قرر الموقع الاجتماعى أن يعاقب صناع الأخبار من خلال تقليل ظهور منشوراتهم للجمهور، وتصفيتهم وفقا لاستطلاعات يشك البعض فى موضوعيتها.
لماذا لا يدفع فيس بوك مقابل الأخبار؟
فى تصريحات حديثة قال إمبراطور الإعلام العالمى روبرت مردوخ إنه يجب على شركة فيس بوك التى تتحكم فى نصيب الأسد من النشاط الإعلانى عبر الإنترنت إلى جانب جوجل أن تدفع رسوما للناشرين إذا أرادت الترويج لأخبار موثوقة ودقيقة عبر المنصة الاجتماعية التابعة لها، وهذا فى أعقاب إعلان الرئيس التنفيذى لشركة فيس بوك "مارك زوكربيرج" أنه سيعطى الأولوية لمقالات المؤسسات الإخبارية ومقاطع الفيديو على أساس استطلاعات المستخدمين حول موثوقية المواقع الإخبارية.
rupert murdoch
وقال مردوخ "من الواضح أن الناشرين يعززون قيمة ونزاهة فيس بوك من خلال أخبارهم ومحتواها لكنهم لا يحصلون على مكافآت كافية لتلك الخدمات"، وأضاف أنه سيتابع عن كثب التحول الأخير فى استراتيجية فيس بوك، وأنه لا يشك فى أن مارك زوكربيرج شخص صادق، لكن لا يزال هناك نقص خطير فى الشفافية التى ينبغى أن تهم الناشرين.
فيس بوك يجمع مليارات من الإعلانات
وأشار مردوخ، فى تصريحاته الأخيرة، إلى أن الرسوم التى سيدفعها فيس بوك للناشرين سيكون لها تأثير طفيف على أرباح الشركة لكن لها أثر كبير على الناشرين والصحفيين.
إذ ساهمت كل من جوجل وفيس بوك بالسيطرة على الإعلان عبر الإنترنت فى الربع الثالث من عام 2017، حيث حقق نمو عائدات الإعلانات عبر الإنترنت رقما قياسيا عالميا، ووصل إلى 29.6%، وفقا لما ذكرته شركة أبحاث السوق "فورستر".
موقع فيس بوك
وعلى الرغم من أن فيس بوك كان يتنبأ بأن عائداته الإعلانية ستتباطأ فى عام 2017، إلا أنه شهد نموا قويا بلغ 48.8%، وهو ما تماشى مع الفصول السابقة، وهذا يعنى أن تخصيص جزء من الأرباح التى يجمعها بفضل صناع المحتوى والمستخدمين للناشرين مقابل الأخبار الموثقة لن يؤثر كثيرا على دخل الشركة.
حاجة فيس بوك للناشرين
فى الفترة الأخيرة تعرض موقع فيس بوك لانتقادات كبيرة أضرت بسمعة الشبكة الاجتماعية بالكامل بسبب الأخبار الكاذبة المضللة المنتشرة على الموقع، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة التى أثبتت إلى أى مدى يمكن استغلال فيس بوك وغيره من المنصات فى التلاعب بعقول المستخدمين، ووعد فيس بوك باتخاذ خطوات من أجل التصدى لهذا النوع من الأخبار.
الناشرون على فيس بوك
وخلال تلك الفترة الموقع فى أمس الحاجة إلى مصادر أخبار موثوق منها تقدم للمستخدمين معلومات غير مضللة، وهذا من أجل تحسين صورته وإثبات تمكنه من التغلب على المشكلة، ولهذا قرر "زوكربيرج" أن يكون تحدى عام 2018 هو إصلاح مشكلات فيس بوك على رأسها الأخبار الكاذبة، حتى ولو عن طريق تقليل ظهور الأخبار بشكل عام للمستخدمين.