نحتفل فى يوم الخامس والعشرين من شهر يناير، بعيد الشرطة المصرية، تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية 1952، التى راح ضحيتها خمسون شهيدا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزى فى 25 يناير عام 1952 بعد أن رفض رجال الشرطة بتسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزى، وعلى تلك الأرض الباسلة، استشهد النقيب البطل "أحمد وحيد" الضابط بقطاع الأمن المركزى بمحافظة الإسماعيلية، وأحد أبناء محافظة الشرقية، الذى ضحى بحياته للثأر لزملائه بعد تفجير معسكر قطاع الأمن المركزى بالإسماعيلية، وإصابة 2 من زملاءه بالعمى، على يد أحد أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، أثناء مداهمة قوات الأمن لشقة تضم كمية من المتفجرات لاستخدامها فى أعمال إرهابية.
زياد يتمنى أن يكون ضابط مثل والده
النقيب"أحمد وحيد" ابن مدينة الزقازيق، تخرج من كلية الشرطة سنة 2004، وانتقل للعمل بقطاع الأمن المركزى بالإسماعيلية حتى سنة 2009 ونقل بعدها للعمل بقطاع الإسماعيلية حتى يوم استشهاد سنة 2013، وهو الأبن الوحيد لأسرته ولديه شقيقتين "بسنت" و"يارا" وتوفى ولده، ومتزوج من سنة 2007 من المهندسة "بسمة حسن" ولديه 3 أطفال، هم "يوسف" 9 سنوات و"مازن" 8 سنوات و"زياد" 6 سنوات ونصف.
الشهيد النقيب أحمد وحيد بزى الأمن المركزي
تقول المهندسة "بسمة حسن" زوجة الشهيد النقيب "أحمد وحيد" أن زوجها كان خلوقا ومحبويا من الجميع، وتحمل مسئولية كبيرة بعد وفاته والدته طبيب الأسنان، وكان الشقيق الأكبر لشقيقته" بسنت" ويارا" وكان يتمنى أن يحضر حفل زفاهما فى حياته، لكونه أب وأخ لهما فى نفس الوقت، لكن القدر لم يمهله، ودفع حياته ثمنا لشهامته وحبه لبلده.
الشهيد مع أطفاله أثناء قضاء المصيف
وتابعت "بسمة" أن زوجها ذات يوما وجدت زوجها متأثرا ويبكى بشدة، وذلك عندما وصل "مرسي" للحكم وكان قلق على البلد، ودائما يحدثها أن البلد هتضيع مع حكم الإخوان، إلى أن دخل فى حالة من الحزن الشديد، فى يوم 13 ديسمبر سنة 2013، عندما قام إرهابيون بتفجير عبوة ناسفة على بوابة معسكر قطاع الأمن المركزى بالإسماعيلية، وأسفر عن وقوع إصابات بين الضباط وأصيب كل من الملازم أول "محمود عبد الله عمار" بانفجار بالعين اليمنى، والملازم أول" محمد الشافعي" بانفجار بالعين اليمنى، وبعدها دخل "أحمد" فى حالة انهيار عندما علم بإصابة 2 من زملاءه بالعمى، وقالى بالحرف " لن تهدأ لنا بال حتى نقتص لزملائنا"، وأرسل رسالة دونها على صفحاته لمطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسى بسرعة الترشح للانتخابات الرئاسية، وخاصة أن "أحمد" شارك فى تأمين 30 يونيو وسط الميادين بالإسماعيلية وقام بتوزيع الشوكولاتة على أبناء الإسماعيلية فى الميادين.
وعن يوم الاستشهاد، تتذكر زوجة الشهيد اليوم الأصعب فى حياتها، عندما هاتفتها صديقة لها عن إصابة زوجها ونقله إلى مستشفى الإسماعيلية، قائلة:فى صباح يوم 17 ديسمبر لسنة 2013، بعض فض رابعة وقيام جماعة الإخوان بالأعمال الإرهابية، رصدت الأجهزة الأمنية وجود متفجرات بشقة بأحد المناطق بالإسماعيلية لكى يتم استخدامها فى أعمال إرهابية، وعلمت بعد ذلك بأن زوجى لم يكن مطلوب منه بالمشاركة فى تلك المأمورية، ولكنه صمم على المشاركة وظل طول الليل صاحى بمكتبه حتى حان وقت المأمورية، وكان أول من دخل الشقة وأثناء تعامله مع الإرهابى أصابه بطلق نارى بالفم، استشهد فى الحال، وتم التعامل مع الإرهابى وتبين أنه طالب بكلية الطب يجامعة قناة السويس، وتم ضبط كميات كبيرة من المتفجرات بالشقة قبل استخدامها فى أعمال إرهابية.
وتابعت "زوجة الشهيد" أن رئيس جامعة قناة السويس، أرسل لنا برقية تعزية كنوع من الاعتذار لكون الطالب الإرهابى الذى قتل زوجى مسجل بكلية الطب جامعة قناة السويس، وبعد وفاة "أحمد" حياتنا تغيرت نهائى، تركنى وأطفالى فى الدنيا، بمفردنا وزوجته توفت بعد سنة من وفاته لعدم قدرته على تحمل فراقه.
واسطردت "بسمة" أن محافظ الشرقية الأسبق أطلق اسم الشهيد على مدرسة اللغات بمنطقة فلل الجامعة، كما تم إطلاق اسمه على أحد شوارع محافظة الإسماعيلية تخليدا له كما أنه لم يتم عمل ندوات للطلاب بالمدرسة لمعرفتهم بكيفية تسميتها باسم الشهيد لمعرفة الأجيال القادمة بالشهداء.
واختتمت "بسمة" حديثها بأنها تكن لوزارة الداخلية كل الإحترام، لاهتمامها بأسرة الشهداء، وتكريمهم معنويا ولكن الاهتمام الأكبر يكون بأسر شهداء محافظة القاهرة، كما أن محافظة الشرقية لم تقديم أى دعم معنوى حقيقى لأسر الشهداء فى السنوات الأخيرة.
الشهيد مع نجليه
صور جماعية للشهيد
صورة الشهيد أحمد وحيد
الشهيد مع اطفاله
الشهيد وأطفاله بعد أيام من إستشهاده فى صورة مجمعة.
زياد يتمنى أن يكون ضابط مثل والده