فى درجة حرارة وصلت إلى ما 27 درجة تحت الصفر، حملت "مريم رضوان" مطرقتها فى يديها وبدأت طرق لوح جليدى ضخم، لتنحت تمثال فنى أثار إعجاب من وقعت أعينهم عليه، وحمل فى طياته حلم راودها أثناء توجهها لمدينة "هاربين" بالصين، وهو أن توقع لأول مرة فى تاريخ مصر على أحد التماثيل الهامة عبارة "صنع بأيادى مصرية"، بل وتحصل على أعلى تقدير فى المسابقة "أمتياز".
العمل الخاص بالمسابقة الأولى
البداية كانت من شغف مريم بفن النحت وصلت إلى إقدامها على اختياره فى رسالة الماجستير الخاصة بها عقب تخرجها فى كلية الفنون بجامعة حلوان عام 2011، حيث أقامت عددًا من المعارض داخل مصر، ولكن حبها للتعلم والتعرف حول ما هو جديد، أوصلها إلى مسابقة "هاربين الدولية للنحت على الجليد".
لم تكن مصر من ضمن المشاركين ضمن هذه المسابقة الدولية التى وصفتها بـ"كأس العالم"، بالرغم من أن هذه السنة كانت المسابقة فى دورتها الـ32، ولهذا السبب قررت "مريم" قبول هذا التحدى والمشاركة فى هذه المسابقة لحفر اسم مصر ضمن الحضور.
وقالت مريم لـ"اليوم السابع"، إنها استغلت علاقاتها بفنانين على مستوى العالم، من ضمنهم فنان صينى أرشدها لطريقة المشاركة فى هذه المسابقة العالمية، وبالفعل تواصلت مع اللجنة المسئولة عن المسابقة وقامت بإرسال السيرة الذاتية الخاصة بجانب عدد من أعمالها السابقة التى نالت إعجابهم بشكل كبير، وقاموا بالفعل بإرسال دعوة بقبولها للمشاركة فى فعاليات المسابقة التى تقام فى مدينة هاريبن بالصين.
مريم أثناء النحت
وأشارت مريم، إلى أن أول التحديات التى واجهتها فى المسابقة كانت اختلاف الأدوات المستخدمة، فكانت هنا تستخدم "المطرقة والأزميل" للنحت على الحجر، ولكن هذا ثلج فالوضع أضحى مختلفًا، وأيضًا مصر لا تمتلك هذا النوع من النحت، ولا هذه الأنواع من الأدوات، حتى لو وجدت فالسعر المرتفع كان عائقًا، فكيف سيكون التدريب فى سبيل الاستعداد للمسابقة؟.
ابداع مريم
لم تقف مريم مكتوفة الأيدى تشاهد هذه التحديات التى من الممكن أن تؤثر فى قرارها دخول المسابقة، ولكن قبلت كل هذه التحديات حتى وصلت إلى الصين برفقة أخيها مصطفى، وبدأت فى المسابقة التى تتكون من شقين: الأول وهو الرسم على الجليد، والثانى وهو الرسم على الثلج الأبيض.
وأوضحت مريم، أن الفرق بين النحت على الجليد والنحت على الثلج الأبيض يكمن فى أن الجليد هو عبارة عن مياه مجمدة تتم تجميعها من إحدى الأنهار فى الصين ومن ثم تعبئتها وإضافة مادة خاصة لتكون مجسم كبير للنحت عليه، أما الثلج الأبيض فهو الذى يتساقط من السماء يتم تعبئته أيضًا بطريقة معينة من أجل تكوين المجسم اللازم للنحت عليه.
تشترط المسابقة أن يتكون الفريق من إثنين أحدهما متخصص فى النحت، والآخر يمكن أن يكون غير متخصص ولكن كمساعد فوقع اختيار مريم على أخيها مصطفى للقيام بهذا الدور، وكانت مدة المسابقة الأولى يومين ونصف، والنموذج الذى يقام عليه النحت بطول مترين وعرض مترين، واجتازوا المسابقة الأولى وحصلوا على علامة الامتياز.
ليدخلوا بعدها المسابقة الثانية وهى الرسم على الثلج الأبيض، والتى كانت مدتها ثلاثة أيام ونصف، ولكن فى هذه المسابقة يجب أن يكون الفريق مكون من أربعة أفراد، ولذلك قامت بالتعاون مع الفريق البولندى وتكوين فريق واحد من أجل إنجاز العمل الذى نالوا على أثره علامة الإمتياز، حيث لا يوجد جوائز فى هذه المسابقة.
فريق العمل المصرى والبولندى المشارك فى المسابقة
مريم بجانب العمل عقب الانتهاء
عمل مريم بالثلج الأبيض
مريم أثناء العمل
مريم بجوار العمل الفنى
مريم تواصل إبداعها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة