شارك وزير الخارجية سامح شكرى، اليوم الخميس، فى منتدى الأعمال الهندى- المصرى الذى ينظمه اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندى بالتعاون مع المكتب التجارى المصرى فى نيودلهى، بحضور عدد كبير من رجال الأعمال ورؤساء الشركات المستثمرة او الراغبة فى الاستثمار فى مصر، حيث استعرض وزير الخارجية مختلف جوانب برنامج الإصلاح الاقتصادى والفرص الاستثمارية فى مصر.
جاء ذلك فى مستهل زيارته الحالية إلى العاصمة الهندية نيودلهى.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن وزير الخارجية استهل كلمته بالإشارة إلى الهند باعتبارها نموذجا حضاريا يحتذى به فى التعايش بين مختلف الثقافات، وهو ما ينطبق على مصر بحضارتها وتاريخها العريق ودورها الهام الذى تلعبه فى العالم اليوم، مؤكدا على العلاقات التاريخية بين مصر والهند، والحرص على تطويرها فى كافة المجالات من أجل تحقيق التنمية والرخاء لشعبى البلدين.
وأضاف أبو زيد، بأن وزير الخارجية أشار إلى وجود فرصة لتوسيع وتنويع التعاون الاقتصادى بين البلدين، وخلق قاعدة استثمارية وتجارية كبيرة اعتمادا على المزايا النسبية التى يتمتع بها البلدان.
وأكد شكرى على أن الاقتصاد المصرى قد تعافى فى أعقاب الأحداث التى مرت بها البلاد خلال الأعوام الماضية، وذلك بفضل السياسات الاقتصادية والإصلاحات الجريئة التى قامت بها الحكومة المصرية لمواجهة التحديات الرئيسية التى يعانى منها الاقتصاد المصرى، وما استند إليه برنامج الإصلاح الاقتصادى من محددات تقوم على زيادة معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى وخلق وظائف عمل وزيادة الصادرات وتنظيم بيئة الأعمال، بجانب استعادة التوازن الاقتصادى وتعميق الإصلاحات الهيكلية مع مراعاة البعد الاجتماعى لعملية الإصلاح.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، بأن الوزير شكرى أكد على دعم المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى فى مصر وعلى رأسها صندوق النقد الدولى، خاصة فى ظل المؤشرات القوية على استعادة الاقتصاد المصرى لعافيته، والتى تتمثل فى زيادة معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى، ونجاح التحول نحو نظام سعر الصرف المعوم أو الحر، وتحسن مستوى توفير الطاقة من مصادرها المختلفة، وبدء استعادة التوازن المالى، بالإضافة إلى الثقة المتزايدة فى بيئة الأعمال فى مصر.
وفيما يتعلق بالمؤشرات الحالية للاقتصاد المصرى، كشف الوزير شكرى عن زيادة معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى المصرى إلى 4.2% فى السنة المالية 2016/2017 مقارنة بنسبة نمو بلغت 3.8% فى 2015/2016، كما ارتفع احتياطى العملة الصعبة لدى البنك المركزى إلى 36.7 مليار دولار أمريكى بنهاية أكتوبر 2017 مقارنة باحتياطى بلغ 12.1 مليار دولار بنهاية يونيو 2016، بالإضافة إلى زيادة معدل الاستثمار الأجنبى المباشر إلى 7.9 مليار دولار خلال السنة المالية 2016/2017، والذى من المتوقع أن يصل إلى 10 مليار دولار بنهاية 2017/2018.
كما استعرض الوزير شكرى النجاحات الاقتصادية الكبيرة فى قطاع الغاز الطبيعى، حيث أشار إلى بدء الإنتاج من حقل "ظهر"، وسعى مصر إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعي بنهاية 2018. كما استعرض وزير الخارجية الفرص الاستثمارية التى تمنحها المشروعات القومية الكبرى مثل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة ومحور تنمية قناة السويس.
ونوه المتحدث باسم الخارجية إلى أن وزير الخارجية، أوضح عددا من الإجراءات التى اتخذتها الحكومة أيضا لتحسين بيئة الأعمال فى مصر، وتشمل سن قانون الاستثمار الموحد، وإنشاء مراكز جديدة لخدمة المستثمرين فى المحافظات، ووضع خريطة للفرص الاستثمارية الصناعية على مستوى الجمهورية، فضلا عن تطوير قواعد ضريبية جديدة لمحاسبة الشركات المتوسطة والصغيرة.
وفي نهاية كلمته، أكد الوزير شكرى حرص مصر على تعزيز التعاون الثنائى مع الهند فى كافة المجالات، مستعرضا بيانات التجارة والاستثمار بين البلدين، فضلا عن آفاق تطوير التعاون الاقتصادى خاصة فى إطار المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس، مشيرا إلى الفرص التى تتيحها مصر باعتبارها بوابة الهند نحو أفريقيا.
وشهد اللقاء حوارا مفتوحا بين وزير الخارجية ورؤساء الشركات وممثلى القطاع الخاص الهندى، أجاب فيه وزير الخارجية عن استفسارات المستثمرين الهنود، سواء فيما يتعلق بمناخ الاستثمار أو الأوضاع السياسية فى مصر والمنطقة بشكل عام.