كشفت دراسة حديثة عن أن المصريين القدماء قاموا بزيادة إنتاجهم من الحبوب والاعتماد على الحيوانات الهجينة، فى محاولة لمواجهة كارثة مناخية أدت إلى الجفاف.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، اليوم السبت، فإنه قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، أرسلت ملكة الحثيين، التى كانت تعيش فى تركيا، قرصا طينيا لرمسيس الثانى، الفرعون المصرى، يحمل رسالة استغاثة: "ليس لدى حبة قمح فى أرضى".
وتشير إلى أنه فى السابق، كانت المملكتان فى حالة حرب وكان الجفاف الشديد يحفر دمارا فى بلاد الشام القديمة، مما أدى إلى قتل المحاصيل والأبقار والناس. لكن بحسب باحثين من جامعة تل أبيب فأن المصريين، على عكس الحثيين، كانوا يتوقعون أزمة ويخططون لموجهة نقص الغذاء. وفى محاولة للحفاظ على الاستقرار على حدودهم يبدو أن الفراعنة قد قاموا بجهود إغاثة وإرسال الحبوب إلى أعدائهم السابقين.
وبحسب دراسة نُشرت فى طبعة هذا العام من مجلة مصر والشام، جمع الباحثون أدلة قديمة - بما فى ذلك سجلات الصوان والعظام من مدينة "مجيدو" الساقطة، وبيانات خاصة بحبوب اللقاح المتحجرة من بحر الجليل وبيانات خاصة بالحمض النووى للماشية" القديمة - لإلقاء الضوء على الكيفية التى تنبأ بها المصريون فى العصر البرونزى وخططوا لمواجهة الجفاف الذى استمر من عام 1250 قبل الميلاد إلى 1100 قبل الميلاد، فى حين بدا نظرائهم أقل استعدادا.
وعلى مدى عقد من الزمان، عرف علماء الآثار أن الجفاف انتشر على نطاق واسع فى البحر الأبيض المتوسط وكان سببا فى سقوط الحضارات هناك أواخر العصر البرونزى، لكن فى هذه الدراسة الأخيرة ظهرت أدلة على علم وبصيرة الفراعنة: فتحسبا لحدوث أزمة فى المناطق القاحلة من جنوب شرق إمبراطوريتهم، أمر القادة القدماء بزيادة إنتاج الحبوب فى الأجزاء الخضراء وقاموا بتربية الماشية المحلية وتهجينها مع أنواع أكثر مقاومة للحرارة.
وعلى الرغم من أن هذه الإجراءات لم تنقذ الإمبراطورية المصرية فى ذلك الوقت حيث انهارت فى نهاية المطاف. لكن الدراسة تظهر كيف أن الاعتراف بالكوارث المناخية والاستعداد لها يمكن أن يجعل المجتمعات أكثر مرونة.