رصدت "اليوم السابع" خلال تغطيتها اليومية، تقارير عدة على الصحافة العالمية، فى مقدمتها القصف الأمريكى البريطانى الفرنسى على سوريا، وعلقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فى افتتاحيتها على هذا التحرك العسكرى الثلاثى الذى شنته أمريكا وبريطانيا وفرنسا ضد دمشق فجر السبت، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بحاجة إلى موافقة من الكونجرس على أى عمل ضد الرئيس السورى بشار الأسد.
وأوضحت الصحيفة أنه بموجب ميثاق الأمم المتحدة هناك مبرران لاستخدام القوة ضد بلد آخر دون موافقتها، وهما إما من أجل الدفاع عن النفس أو بموافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأشارت إلى أن الحالة الأولى لا تنطبق على الضربة ضد دمشق، وهذه الأخير ستكون مستحيلة نظرا إلى حق روسيا فى النقض "الفيتو".
وأضافت أنه بموجب الدستور الأمريكى، يتم تقسيم صلاحيات الحرب بين الكونجرس والرئيس. ففى رأى معظم الباحثين القانونيين، فأن مؤسسو أمريكا أرادوا أن يقرر الكونجرس متى يجب شن الحرب، إلا عندما تكون البلاد عرضة لهجوم. لكن منذ الحرب العالمية الثانية، دفع الرؤساء من كلا الحزبين حدود السلطة التنفيذية وقاموا بالعديد من العمليات العسكرية دون تفويض من الكونجرس، كما فعل ترامب، العام الماضى، عندما أمر بإطلاق 59 صاروخا كروز على أهداف سورية بعد هجوم بغاز السارين على بلدة خان شيخون التى يسيطر عليها المتمردون.
وكان من المفترض أن يسمح قانون صلاحيات الحرب الصادر عام 1973 للكونجرس باستعادة بعض نفوذه، لكن سجله فى حصر سلطة الرئيس فى استخدام القوات العسكرية فى الخارج بات أمر مختلط. ففى السنوات الأخيرة، خلص محامو السلطة التنفيذية إلى أن الرؤساء قد يتصرفون من جانب واحد إذا قرروا أن الضرب سيكون فى المصلحة الوطنية وأنه لن يصل إلى أى حرب شاملة تشارك فيها القوات البرية، وهو ما وافق عليه الكونجرس إلى حد كبير.
أقرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن السوريين والرئيس بشار الأسد، واجهوا ضربات العدوان الثلاثى، المكون من طائرات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بالتحدى حيث خرج مدنيين بصحبة بعض الجنود مع فجر السبت، يلوحون بالأعلام السورية تحديا للغارات الجوية.
وقالت الصحيفة فى تقرير على موقعها الإلكترونى، إنه مع شروق الشمس فى دمشق، تجمع المدنيين وجنود الجيش السورى فى ساحة الأمويين لإظهار التحدى للقصف الجوى ولوحوا بالأعلام وقاموا بالرقص والغناء ثناءا للجيش. كما هلل أحد المدنيين أمام كاميرات التليفزيون "نحن جميعنا رجالك يا بشار".
وبالمثل قالت "واشنطن بوست"، إن الحكومة السورية ردت بتحدى فى أعقاب قرار ترامب شن تحرك عسكرى ضد المنشآت الكيماوية المزعومة فى سوريا، واصفة الهجوم بأنه عمل عدائى سوف يفشل.
وشاركت بريطانيا وفرنسا مع الطيران الأمريكى فى قصف العاصمة السورية دمشق بدعوى ردع الرئيس الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، بعد هجوم على قرية الدومة الذى وجهت فيه الولايات المتحدة اتهامات للأسد باستخدام أسلحة محرمة دوليا.
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، تعليقا على الضربات الجوية التى قادتها الولايات المتحدة ضد سوريا فجر السبت، بالتعاون مع سلاح الجو الملكى البريطانى، إن بشار الأسد، ربما يكون سعيدا نسبيا بنتيجة هذه الضربات حيث أن تأثيرها أقل من الغارة الأمريكية العام الماضى.
وأضافت الصحيفة فى تحليل إخبارى، أن العملية كانت محدودة نسبيا والهجوم قصيرا وحادا ضد أهداف يُزعم أنها مرتبطة بالأسلحة الكيميائية، موضحة أنه لا يوجد أى تخطيط لشن ضربات أخرى ما لم يقم الرئيس السورى بشار الأسد بهجمات كيماوية فى المستقبل.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تكهنات قبل الهجوم بأنه ربما يمثل مخاطرة يمكن أن تفضى إلى الحرب العالمية الثالثة. ولكن ما حدث كان بعيدا عن ذلك، وتأثيره محدود.
ومع ذلك، كانت الضربات أثقل بكثير من الضربة التى نفذتها الولايات المتحدة فى العام الماضى من جانب واحد ضد قاعدة جوية سورية. وحينها ، تم تدمير 20 طائرة سورية ، تقدر بنحو 20 % من القوات الجوية السورية. وأطلقت الولايات المتحدة 59 صاروخا من طراز توماهوك فى ذلك الهجوم: ولم تستخدم حينها طائرات ، لتقليل الخسائر الأمريكية.
- رد فعل روسيا الرسمى على العدوان الثلاثى صاخب لكنه "محسوب"
ومن جانبها، قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تعليقا على ضربات العدوان الثلاثى على سوريا فجر السبت، إنه رغم تهديد ووعيد موسكو وتعهدها بوجود "عواقب"، ردا على الضربة العسكرية، باعتبارها "انتهاك صارخ للقانون الدولى" وتبنيها رد فعل رسمى صاخبا، إلا أنه تم قياسه بشكل ملحوظ.
ووصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى بيان صدر صباح اليوم، الضربة بأنها "عمل عدوانى". وجاء فى البيان أن روسيا تدين الهجوم "بأشد العبارات".
وقال كونستانتين كوساتشيوف، الرئيس المؤثر للجنة الشئون الخارجية بمجلس الاتحاد للبرلمان الروسى، إن الهجوم كان "غير مبرر على دولة ذات سيادة". وكان هدفه تعقيد مهمة المفتشين الدوليين، التى كان من المرتقب أن تبدأ قريبا تحقيقا فى موقع الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية فى دوما بالقرب من دمشق. وأوضحت "الإندبندنت" أن هذا الرد تم تكراره عدة مرات على محطات التلفزيون الحكومية الروسية.
وأضاف كوساتشيوف أن الوقت "ليس وقتا للعواطف"، ويجب أن تسترشد روسيا رد فعلها بالاعتماد على " التقييم الاحترافى للمتخصصين العسكريين".
يبدو أن هؤلاء الأخصائيين العسكريين يهدئون الوضع بين روسيا وقوات التحالف. وفى تصريحات من شأنها أن تطمئن واشنطن - التى شددت على أن الأهداف قد اختيرت بعيدا عن البنية التحتية الروسية - قالت وزارة الدفاع الروسية إنها لم تستخدم أنظمة الدفاع الخاصة بها. وقالت فى بيان "لم تسقط أى من الصواريخ فى أى من المناطق الخاضعة لمسئولية أنظمة الدفاع الجوى الروسية فى طرطوس وحميميم."