بعد الاكتشاف الأثرى الكبير، الذى أعلنته جامعة القاهرة بمنطقة سقارة، تروى الدكتورة علا العجيزى، الأستاذ بكلية الآثار بالجامعة والمشرف على أعمال بعثة كلية الآثار التى اكتشفت مقبرة القائد الأعلى للجيش فى عهد الملك رمسيس الثانى وكان يلقب بـ"يوراخى".
قالت علا العجيزى لـ"اليوم السابع"، إن الاكتشاف بدأ من بداية الموسم الحالى للحفريات 2017/2018، موضحة أن اكتشاف المقبرة استغرق وقتا كبيرا، متوقعة أن هذه المقبرة ستكون كبيرة للغاية بعد إتمام الكشف عن كل المحتويات الخاصة بها، مؤكدة أن المناظر التى وجدت على الجدران أو الكتل الحجرية الملقاة فى الرمال نتيجة للعوامل الجوية أو السرقات التى شهدتها هذه المنطقة فى القرن الـ19 تعبر بصدق عن عبقرية المصرى القديم فى تصوير مظاهر الحياة المختلفة.
واستعرضت رئيس بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة، أهمية الكشف فى أنها أظهرت منظر مثبت لهذه القناة المائية من خلال الحفائر، مشيرة إلى أن المناظر الموجودة على جدران المقبرة تصور الحياة اليومية بداخل هذا الحصن وفى المرسى المائى البحرى الذى يظهر المراكب القادمة من سوريا وفلسطين محملة بأوانى الزيوت والمناظر الطقسية والجنائزية بما يعبر عن مدرسة فنية فى أرقى فتراتها خلال فترة الأسرة الـ 19 بتفاصيلها الجميلة حيث إنها تعد فريدة من نوعها.
وأكدت الدكتورة علا العجيزى، أن الرسومات الموجودة فى المقبرة لا تحتوى أية مناظر حربية إلا المنظر سابق الذكر، مفسرة أن المناظر الحربية الخاصة بالمعارك وغيرها توثق فى مقابر الملوك وليس قادة الجيش، قائلة: "هناك كتلة حجرية بها خيالة يركبون العربات الحربية ومجموعة من مشاة الجيش مدججين فى الأسلحة ومتجهين خارج هذا الحصن الموجود فى سيناء وهذا المنظر العسكرى الوحيد الموجود فى المقبرة"، مشيرة إلى أن اسم القائد الأعلى للجيش المصرى القديم "يوراخى" غالبا من أصل حورى من شمال سوريا لأنه ليس له معنى بالمصرية القديمة، ولكن يبدو أنه بدأ الوظيفة العسكرية فى عهد الملك سيتى الأول والد الملك رمسيس الثانى واستمر حتى وصل لأعلى المناصب العسكرية والمدنية فى عهد الملك رمسيس الثانى.
وأوضحت أن المقبرة لا تدل على فترة زمنية محددة فى حكم الملك رمسيس الثانى، قائلة: "إذا كان المنظر العسكرى الوحيد فى المقبرة يعبر عن إحدى الحملات الحربية، فإن هناك حملات حربية للملك رمسيس الثانى فى السنة الخامسة والسابعة من حكمه وهذا يعنى أن هذه المقبرة فى حدود الـ15 سنة الأولى من حكم الملك رمسيس الثانى، والمقبرة تحتوى على نجل القائد الأعلى للجيش "يوراخى" وحفيده الملقب بـ"حاتيا"، والذى حمل نفس ألقاب جده ويظهر فى العديد من المناظر كما أنه ظهر بنفس حجم وأهمية جده وحصل على نفس الألقاب العسكرية التى حملها جده.
واعتقدت الدكتور علا العجيزى، أن المقبرة بنيت على فترات مختلفة بدأت من الجد للحفيد وانتهت بـ"حاتيا"، قائلة: "هذه كلها احتمالات تؤكدها اكتشاف أجزاء المقبرة الأخرى وبئر الدفن الخاص بها وهذا يحتاج إلى عمل طويل والبعثة تحتاج إلى تمويل بما يقرب من 500 ألف جنيه فى السنة لدفع أجور عمال ومشتريات وجرارات رمل وغيرها فى منطقة سقارة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة