كشفت صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير جديد أن فيس بوك شارك بيانات مستخدميه مع 60 شركة بما فى ذلك سامسونج وأبل ومايكروسوفت وأمازون وبلاك بيرى، إذ عقدت الشبكة الاجتماعية شراكات لتبادل البيانات مع 60 من صناع الأجهزة، لمساعدتهم فى الوصول إلى معلومات المستخدمين وأصدقائهم، بعد أسابيع قليلة من تعرض الشبكة الاجتماعية لردود فعل عنيفة لمشاركة البيانات الشخصية لنحو 87 مليون شخص دون إذن.
وأوضح التقرير أن العديد من هذه الشراكات مازالت سارية، حتى بعد أن بدأ فيس بوك بتخفيضها بهدوء فى أبريل، إذ أتاحت هذه الصفقات لشركة فيس بوك توسيع نطاق وصولها إلى المزيد من المستخدمين، وجعل صانعى الأجهزة يقدمون ميزات ذات صلة بالشبكة الاجتماعية بهواتفهم مثل الرسائل وأزرار اللايك.
وقال التقرير إن الاتفاقات التى أدخلها فيس بوك تثير المخاوف بشأن حماية خصوصية الشركة، والامتثال لمرسوم موافقة عام 2011" الخاص بلجنة التجارة الفيدرالية.
وقالت الصحيفة: "سمح موقع فيس بوك لشركات الهواتف الوصول إلى بيانات أصدقاء المستخدمين دون موافقتهم الصريحة، حتى بعد إعلانه بأنه لن يشارك مثل هذه المعلومات مع الغرباء".
وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز أن بعض صناع الأجهزة يمكنهم استرجاع المعلومات الشخصية حتى من أصدقاء المستخدمين.
وانتقد فيس بوك تقرير التايمز قائلاً إن الصحيفة أساءت تفسير غرض لما يسمى بـ"واجهات برمجة التطبيقات المتكاملة للأجهزة" - وهى البرامج التى تسمح لشركات الأجهزة بالانضمام إلى قاعدة بيانات فيس بوك لتقديم إصدارات من التطبيق على أنظمة التشغيل المختلفة.
وقال إيم أرشيبونج، نائب رئيس شراكات المنتجات فى فيس بوك: فى الأيام الأولى للهاتف المحمول، تجاوز الطلب على فيس بوك قدرتنا على تطوير نسخ من المنتج الذى عمل على كل هاتف أو نظام تشغيل، ومن الصعب تذكرها الآن، لكن فى ذلك الوقت لم يكن هناك متاجر للتطبيقات، ولسد هذه الفجوة، قمنا بتطوير مجموعة من واجهات برمجة التطبيقات المتكاملة التى سمحت للشركات بإعادة إنشاء تجارب شبيهة بفيس بوك على أجهزتها الفردية أو أنظمة التشغيل الخاصة بها".
وأضاف أرشيبونج: "خلافا لمطالبات صحيفة نيويورك تايمز، فإن معلومات الأصدقاء مثل الصور لا يمكن الوصول إليها إلا عندما يتخذ الناس قرارًا بمشاركة معلوماتهم مع هؤلاء الأصدقاء، فهذه الشراكات تعمل بشكل مختلف جدا عن الطريقة التى يستخدم بها مطورو التطبيقات منصتنا، فعلى عكس المطورين الذين يوفرون الألعاب والخدمات لمستخدمى فيس بوك، يمكن لشركات الهواتف استخدام بيانات فيس بوك فقط لتقديم نسخ من "تجربة فيس بوك".
وأكد أرشيبونج أن هذه الواجهات مختلفة تمامًا عن نوع الواجهات العامة التى سمحت لـCambridge Analytica بجمع البيانات عن ملايين المستخدمين.
وشدد فيس بوك على أن هذه الممارسات تتماشى مع سياسات الخصوصية الخاصة به، واتفاقية FTC والتعهدات التى أبرمها مع المستخدمين.
وقال سيرج إيجلمان باحث الخصوصية فى جامعة كاليفورنيا، الذى يدرس أمن تطبيقات الهاتف المحمول، "قد تعتقد أن فيس بوك أو الشركات المصنعة للأجهزة جديرة بالثقة، لكن المشكلة هى أنه كلما تم جمع المزيد والمزيد من البيانات على الجهاز - وإذا كان يمكن الوصول إليها بواسطة التطبيقات على الجهاز - فإنه يخلق مخاطر خطيرة على الخصوصية والأمان.
ويأتى هذا التقرير فى ظل خضوع "فيس بوك" للفحص والتدقيق بشأن معالجتها للبيانات الخاصة بالمستخدمين، بعد أن تم الكشف عن أن "كامبريدج أناليتيكا" قد تمكنت من الوصول إلى معلومات خاصة بملايين المستخدمين.
وفى أبريل الماضى اعترف الرئيس التنفيذى مارك زوكربيرج بأنه ارتكب "خطأً فادحًا" نظرًا لأن بيانات شخصية تصل إلى 87 مليون مستخدم قد تمت مشاركتها بشكل غير لائق مع كامبريدج أناليتيكا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة