لم يكتف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالإجراءات التجارية التى اتخذها ضد حلفاءه، سواء فى أوروبا، أو أمريكا الشمالية، ليثير غضبهم، قبل انطلاق قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى، المنعقدة فى مدينة كيبك الكندية، حيث أثار قضية عودة روسيا إلى عضوية المجموعة، ليضع الزيت على النار، وهو ما قد يساهم بصورة كبيرة في زيادة حالة الاحتقان بين زعماء الدول الذين إلتقاهم ترامب، خلال فعاليات القمة التى استضافتها كندا.
وبحسب ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، فإن الرئيس الأمريكى كان لا يبدو سعيدا برحلته إلى كندا، حيث نقلت الوكالة، عن مقربين من مساعدى الرئيس قولهم، بأنه أعرب عن امتعاضه بسبب ضرورة حضوره للقمة، خاصة وأنها تأتى قبل حدث أكثر أهمية، وهو اللقاء المرتقب الذى من المقرر أن يجمعه بزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، فى سنغافورة يوم 12 يونيو الجارى.
ترامب مع ميركل وماى
يبدو أن انعدام رغبة ترامب فى المشاركة فى القمة قد تجسدت في اختصار زيارته لكندا إلى بضع ساعات، حيث كان آخر زعماء المجموعة الذين وصلوا إلى كيبك للمشاركة، وكان أول المغادرين منها، قبل نهاية المناقشات، بل وأنه حرص على عدم إخفاء اهتمامه باللقاء الذى سيجمعه مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، على حساب قمته مع زعماء الدول صاحبة الاقتصادات الأكبر فى العالم.
ترامب مع قادة مجموعة السبع
عودة روسيا إلى عضوية المجموعة
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه ربما لم تكن التعريفات الجمركية السبب الوحيد فى الخلاف بين ترامب وزعماء مجموعة الدول الصناعية الكبرى، خلال القمة، خاصة وأنه أصر على الدفاع عن مواقف بلاده تجاه العديد من القضايا الخلافية، وهو ما جعله بمثابة القائد المنبوذ بين دول المجموعة، كما تبدو الدعوة التى أطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إلى عودة روسيا من جديد لعضوية المجموعة، بمثابة استفزازًا صريحًا لغالبية أعضاء المجموعة، خاصة وأنها كانت غير متوقعة، فى ظل الدعاية الأمريكية المناوئة للدور الروسى فى العديد من مناطق العالم.
العميل الروسى سيرجى سكريبال
ولعل دعوة ترامب بشأن روسيا تمثل استفزازًا لأعضاء المجموعة من الأوروبيين تحديدًا، فى ظل توتر العلاقة بين لندن وموسكو، حول واقعة تسميم العميل الروسى المزدوج سيرجى سكريبال، على الأراضى البريطانية، وهو ما دفع العديد من دول أوروبا إلى سحب دبلوماسييهم من موسكو تضامنًا مع بريطانيا، وهو الأمر الذى دفع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، للرد بقولها، "إن أعضاء الاتحاد الأوروبى المشاركين فى القمة متفقون على أنه ينبغي ألا يحدث ذلك".
ترامب يقرر الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى
تجاهل أوروبا فى الملف النووى الإيرانى
ويمثل الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى الإيرانى، أيضًا، أحد النقاط الخلافية الرئيسية بين ترامب وأعضاء المجموعة، خاصة الدول الموقعة على الاتفاقية النووية، التى تم إبرامها فى يوليو 2015، وهى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وبالتالى كان القرار الأمريكى سببًا رئيسيًا في حالة العزلة التى بدا عليها ترامب خلال القمة، خاصة وأن قرار ترامب بالانسحاب جاء بعد محاولات من قبل قيادات بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى إثناءه عن هذا القرار، إلا أن محاولاتهم ذهبت سدى، ليتخذ ترامب قراره في النهاية بالانسحاب.
قادة أوروبا أعربوا عن غضبهم جراء التهديدات الأمريكية
العقوبات سلاح ترامب لإجبار على الرضوخ
ولم يكتف الرئيس الأمريكى بقرار الانسحاب أحادى الجانب من الاتفاق النووى الإيرانى، ضاربًا بعرض الحائط حلفاء بلاده الآخرين، ولكن امتد الأمر إلى تلويحه بسلاح العقوبات ضد الشركات الأوروبية التى سوف تواصل العمل في أوروبا، وهو الأمر الذى أثار حالة من الاستياء بين عدد من الدول، والتى اعتبرت أن التهديدت الأمريكية غير مقبولة.
ترامب يغادر قمة مجموعة السبع متجاهلا محادثات البيئة
فى خطوة أخرى، تبدو استفزازية لزعماء دول أوروبا الأعضاء، فى مجموعة السبع، غادر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القمة، مبكرا، متجاهلا المحادثات البيئية، والتى كانت جزءا من أجندة القمة، فلم تتوقف الخلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها على الجانب التجارى أو المسألة الإيرانية فحسب، ولكنها امتدت إلى القضايا البيئية، حيث كان الانسحاب الأمريكى من الاتفاقية المناخية فى العام الماضى، أحد أهم أسباب التوتر بين أمريكا وحلفائها.