صلاة عيد الفطر لأهل السنة فى إيران بلا مساجد بالعاصمة.. ونوابهم يشكون منع إنشاء مساجدهم فى العاصمة.. والسلطات لا حياة لمن تنادى.. زعيمهم يكرر مطالبه لروحانى بإلغاء التمييز المذهبى وبناء مساجدهم

الجمعة، 15 يونيو 2018 07:00 م
صلاة عيد الفطر لأهل السنة فى إيران بلا مساجد بالعاصمة.. ونوابهم يشكون منع إنشاء مساجدهم فى العاصمة.. والسلطات لا حياة لمن تنادى.. زعيمهم يكرر مطالبه لروحانى بإلغاء التمييز المذهبى وبناء مساجدهم أهل السنة فى إيران
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بينما يتوجه مسلمو العالم كله إلى المساجد لتأدية صلاة عيد الفطر فى أول أيام العيد، يواجه أهل السنة فى إيران لاسيما ممن يقطنون العاصمة طهران منع من امتلاك مسجدا واحدا لهم فى العاصمة رغم وجود أكثر من مليون سنى فيها بين ما يقرب من 20 مليون نسمة من أهل السنة من مجموع سكان إيران البالغ عددهم 80 مليون نسمة بحسب احصائيات غير رسمية، ويؤدى الإيرانيون بشكل عام صلاة العيد فى مصلى واحدا وهو مصلى جامعة طهران الكبير، وينصب المرشد الأعلى على خامنئى إماما ينوب عنه لإقامة الصلاة فى صلاة الجمعة أمام فى صلوات المناسبات الدينية يؤمهم بنفسه.

 

مصلى طهران
مصلى طهران

 

وبين التمييز الدينى والمنع من إنشاء مساجدهم، يقطن أهل السنة المناطق والمحافظات الحدودية من البلاد، سواء فى الجنوب أو الشرق أو الغرب أو الشمال، أو الشمال الغربى من البلاد، ويتركزون فى محافظات :محافظة سيستان وبلوشستان (جنوب شرق إيران) ومحافظات خراسان الجنوبية والرضوية والشمالية (شرق وشمال شرق إيران) ومحافظات كلستان وكيلان وأردبيل (فى الشمال) ومحافظة آذربايجان الغربية (شمال غرب) ومحافظتي كردستان وكرمانشاه (غرب) محافظات هرمزكان وفارس وبوشهر (جنوب وجنوب غرب) وكذلك يوجد بعض أهل السنة فى محافظة خوزستان. وكذلك يسكن بعض أهل السنة فى المدن الكبرى فى المحافظات المركزية، وينتمون إلى معظم القوميات والعرقيات التى يتكون منها شعب إيران، من البلوش والفرس والأكراد والآذريين والتركمان والعرب.

 

صلاة العيد لاهل السنة
صلاة العيد لأهل السنة

طموحهم انشاء مسجدا لهم فى طهران ورفع التمييز

ورغم مطالبة زعمائهم بإنشاء المساجد إلا أن السلطات تتجاهل تلك الدعاوى ولا تجد لها أذانا صاغية، والأشهر الماضية وكتب عضو مجلس بلدية العاصمة الإيرانية محمد جواد حق شناس مناشدة ورسالة مفتوحة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، يدعو فيها لضرورة بناء مسجد لأهل السنة فى العاصمة الإيرانية.وقال شناس، فى تغريدتين "إن وجود مسجد لائق يتناسب مع مواطنين من الأكراد والبلوش فى عاصمة جمهورية إيران الإسلامية ليس مطلبا كبيرا". وأضاف شناس: "يوجد فى شارع 30 يوليو، وعلى مسافة قريبة، مسجد وكنيسة وکنیس یهودي ومعبد للزرادشتيين جنبا إلى جنب، والأجدر أن نكون رحماء بإخواننا فى الدين (فى إشارة إلى أهل السنة)".

 

وتابع شناس "يوجد أكثر من 3000 مسجد فى طهران، ولعدم الشعور بالتمييز، يجب توفير مساجد فى العاصمة للمواطنين السنة".وتابع المسئول الإيرانى قائلا: "اليوم توجد مساجد للشيعة مع الخطباء منهم فى مناطق الأغلبية السنية، مثل كردستان، بلوشستان، صحراء التركمان، جزيرة قشم وبندر لنجة".

 

دعوة عضو بلدية العاصمة لم تكن الأولى، فقد سبقتها دعوات متعددة تندد بأوضاع أهل السنة وتطالب بأقل حق من حقوقهم المدونة بدستور هذا البلد الذى يعترف بهذه الطائفة  كمكونا أساسيا ضمن المكونات الدينية المختلفة للجتمع الإيرانى، وفى الثانى من مايو الجارى، طالب رئيس الكتلة السنية فى البرلمان الإيرانى ببناء مسجد لهم فى العاصمة، على نحو ما ذكره فى مقابلة مع وكالة إيلنا، يرغب السنة فى امتلاك مسجد لهم فى العاصمة لأداء الصلاة فيه.

 

اهل السنة
اهل السنة

 

 

مشكلات السنة

رغم أن الدستور الإيرانى فى مادته الـ 12 نادى باحترام اتباع المذاهب الأخرى والتى تضم المذهب الحنفى والشافعى والمالكى والحنبلى والزيدى والاعتراف بهم وأعطى أتباع هذه المذاهب مجموعة من الحقوق، منها: حرية أداء مراسمهم المذهبية حسب فقههم، فضلا عن اعترافها بأن المذهب الرسمى هو المذهب الشيعى الإثنى عشرى، إلا أن هناك العديد من الشواهد تؤكد وجود ممارسات تعسفية ضد السنة وعلماءهم، حيث عانى أبرز علماء السنة من قيود فرضت عليهم من قبل السلطات، ففى أكثر من مناسبة، ندد الشيخ مولوى عبد الحميد إسماعيل خطيب أهل السنة، بعدم استجابة السلطات لمطالبهم، بل وفرض قيود عليه ومنعه من السفر إلى خارج إيران بل وإلى بعض الأقاليم داخل إيران.

 

إمام اهل السنة وروحانى
زعيم اهل السنة وروحانى

 

ويتولى مولوى رئاسة جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، ورئاسة منظمة اتحاد المدارس الدينية فى بلوشستان والمجمع الفقهى فى إيران، وفى فبراير 2017 منعت السلطات الإيرانية الشيخ عبد الحميد من السفر إلى إقليم خراسان للمشاركة فى جنازة أحد علماء أهل السنة، كما منع من السفر إلى دولة قطر 5 مايو الجارى، وأخرجت هذه القيود الزعيم السنى عن صمته، وخاطب مولوى فى إحدى خطب الجمعة السلطات قائلا "متى سيثقوا بنا"، كما طرق مرات عديدة أبواب المرشد الأعلى، وفى رسالة مفتوحة وجهها إلى على خامنئى سبتمبر العام الماضى طالبه فيها بإنصاف "الأقلية" السنية، وخاطب خامنئى صراحة قائلا "أهل السنة لا يزالون يعانون من التمييز وعدم المساواة فى العديد من المؤسسات الحكومية".

 

وبخلاف التعسف، ينال المتشددين داخل إيران من رموز أهل السنة ويسعون دوما لاستفزاز مشاعرهم، رغم الفتوى الذى أصدرها المرشد الأعلى فى عام 2009 حرم فيها الإساءة للمقدسات بين أهل السنة والشيعة، وفى إحدى الوقائع تعرض برنامج يبثه التلفزيون الإيرانى الرسمى فى أغسطس عام 2016 للإساءة للصحابيين طلحة والزبير بن العوام، الأمر الذى دفع نواب الكتلة السنية فى البرلمان للإحتجاج واحتج 20 نائبا، ووقعوا على عريضة لتقديمها إلى وزير الثقافة، طالبوه فيها بمحاسبة المسيئين والتصدى للإساءات لرموز أهل السنة واتخاذ خطوات صارمة تجاه منتج ومخرج البرنامج.

 

كما يواجه السنة بعض المشكلات والمضايقات فى إقامة صلاة العيدين والجمعة فى مناطق يعيشون فيها كأقليات مثل مراكز المحافظات المركزية، ويواجهون مضايقات أحيانا فى تلك المدن حول افتتاح المصليات لإقامة الصلاة، ففى يوليو 2016 تم منع أهل السنة من إقامة صلاة عيد الفطر فى بعض المناطق، ومنعوا من إقامة صلاة العيد فى مسجد تهرانبارس بالعاصمة طهران ومسجد صالحية بمدينة إسلامشهر.

 

وبخلاف ذلك يعانى أهل السنة من الحرمان من الوظائف الحكومية وتكاد تكون نسبتهم معدومة، ويشغل المناصب الرسمية الرفيعة أفراد من طائفة الشيعة فى أماكن الأغلبية السنية. الأمر الذى دفع مولوى لتقديم شكوى للرئيس حسن روحانى أثناء تلبية حفل افطار فى شهر رمضان المنصرم، حول التمييز والمعاناة التى تواجه أبناء أهل السنة، وطالبه هو والمرشد الأعلى على خامنئى بالتدخل لحل المشكلات التى یعانون منها.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة