بحضور باهت، أدى الدكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة أمام البرلمان التركى ليكتب سطر النهاية لآخر ما تبقى من ميراث الديمقراطية التى أرسى قواعدها كمال أتاتورك، بعدما تراجعت تركيا فى كافة المؤشرات والتصنيفات العالمية لمعايير حقوق الإنسان واحترام حرية الرأى والتعبير، ومؤخراً معايير الأداء الاقتصادى ومعدلات النمو، لتواصل السقوط فى دوامة الفوضى والاستبداد.
واستطاع أردوغان من خلال حملة تزوير ممنهجة قبل وبعد فرز الأصوات الحصول على نسبة أقل من 53%، ليبدأ فور إعلان النتيجة حلقة جديدة من القمع والترويع تجاه الأتراك، شملت اعتقالات عشوائية فى صفوف قيادات الجيش، بخلاف إقالات واسعة فى صفوف الموظفين المدنيين بزعم ارتباطهم بحركة الخدمة التى يقودها المعارض الشهير، فتح الله جولن.
تميم بن حمد بن خليفة
وأمام التزوير المفضوح والقمع المعلن، يشهد حفل التنصيب الذى ينطلق خلال ساعات حضوراً دولياً باهاتاً، لم يشهد إلا مشاركة ممثلين من بعض الدول، وفى مقدمتهم إمارة قطر.
ويغيب عن مراسم التنصيب كلا من: مصر والسعودية والإمارات والبحرين والولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا وسويسرا والنمسا، حيث رفضت تلك الدول إرسال أى مبعوثين لحضور مراسم التنصيب.
ديمترى ميدفيديف
فيما سيحضر أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى حفل التنصيب، بحكم شراكتهما فى دعم الإرهاب وسفك دماء الأبرياء، حيث أجرى "تميم" زيارة للعاصمة الفرنسية باريس، بحسب ما أكدته صحيفة الشرق القطرية ووكالة الأنباء الرسمية، كما سيحضر مراسم التنصيب رؤساء السودان البوسنة والهرسك وبلغاريا وجورجيا وكازاخستان والصومال وأوكرانيا وفنزويلا،وقبرص التركية، ورئيس وزراء إقليم كردستان العراق نجيرفان البارزانى.
رجب طيب أردوغان
وعلى استحياء ارسلت 4 دول عربية مندوبين عن رؤساء وملوك الدول لهم إلى أنقرة لحضرو الحفل وهى الجزائر والكويت والمغرب والعراق ، حيث أوفد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الوزراء أحمد أويحى مندوبا عنه لحضور الحفل.
كما كلف الملك محمد السادس ملك المغرب، الحبيب المالكى رئيس مجلس النواب بتمثيله فى مراسيم تنصيب "أردوغان"، وعلى نفس النهج كلف أمير دولة الكويت رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم لحضور حفل التنصيب، وأرسلت دولة العراق سليم الجبورى رئيس مجلس النواب العراقى ، فيما أرسل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مندوبا عنه لحضور الحفل وهو رئيس الوزراء ديمترى ميدفيدف، على أن يعود إلى موسكو مرة أخرى عقب تأدية اليمين الدستورية.
ويتولى 10 آلاف شرطى تأمين العاصمة "أنقرة" أثناء حفل التنصيب، بينهم قوات خاصة وعناصر شعبتى الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، وقوات مكافحة الشغب، ومتخصصين فى إبطال مفعول المتفجرات، وعناصر شرطة المرور.
وأشارت مصادر، إلى أن مديرية الأمن العامة، نشرت قناصين على أسطح مقرات ومواقع حساسة فى أنقرة، مدعومة بغطاء جوى من قبل مروحيات شرطة، فضلا عن فرق الهجوم المضادة التى ستتولى حماية الضيوف، مع نشر كلاب بوليسية فى نقاط التفتيش الأمنية.
