العنصرية واحدة من الأشياء التى تحاربها المجتمعات الدولية التى تدافع عن المدنية والحريات، لما لها من تأثير سلبى على المجتمع والتفريق بين طوائفه ما يخلق ممارسات مرفوضة، مثل التفريق والتمييز بين البشر، وحين يتورط أحد ممن ارتبطوا بالأدب والفن الذين ينجزون أعمالا فكرية نصبح أمام معضلة كبرى، باعتبار أن الآداب والفنون المفروض أنها تدعو للمحبة والجمال، إذا كيف تلعب دوراً فى العنصرية والتفريق والقتل أحياناً، لكن هذا يحدث وربما سوف يستمر.
فى جامعة مانشستر البريطانية العريقة، والتى يزيد عمر تأسيسها على 150 عاماً، محا عدد من طلاب الجامعة قصيدة للشاعر البريطانى روديارد كيبلينج، تحمل عنوان "عبء الرجل الأبيض"، وهى القصيدة التى كتبها "كيبلينج" عام 1895، واتهمت بأنها تفوح منها رائحة العنصرية على أوروبا، ومعتقدات المجتمعات الغربية، وفى القصيدة يحث الشاعر القارئ على الانطلاق بالمبادرة الإمبريالية ويدعو الدول الغربية لاستعمار الأخرى الفقيرة.
قصيدة عبء الرجل الأبيض
والطريف أن القصيدة كتبت على جدار فى ردهة المبنى الذى يضم مقر قيادة الاتحاد الطلابى، والذى يحمل اسم الناشط الجنوب أفريقى ضد الفصل العنصرى ستيف بيكو.
قصيدة مايا أنجيلو بعد قيام الطلبة بكتابتها
ويعرف ستيف بيكو بأنه ناشط ضد نظام الفصل العنصرى (آبارتيد) بجنوب أفريقيا فى خلال ستينيات وسبيعينيات القرن الماضى، من خلال نشاطه فى الحركة الطلابية، وأسس حركة الوعى الأسود، الحركة الشعبية التى عوضت الفراغ السياسى التى خلفته اعتقالات قادة المؤتمر الوطنى الأفريقى بعد مجزرة شاربفيل عام 1960، كان لحركة الوعى الأسود دورًا كبير فى تعبئة قطاعات كبيرة من شباب المدن الأفارقة لمعارضة نظام الفصل العنصرى.
الطلبة يمحون القصيدة
وروديارد كبلنج (1865 - 1936) كاتب وشاعر وقاص بريطانى ولد فى الهند البريطانية، من أهم أعماله "كتاب الأدغال"1894، ويعتبر كبلينج من أكبر مؤلفين القصص القصيرة، كما أنه يعد من أعظم الروائيين فى الأدب الإنجليزى حيث أنه يكتب النثر والشعر معا، وفى أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.
وبحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، فإن قصيدة "عبء الرجل الأبيض" كتبت على جدار فى بناية رممت حديثا تضم مقر اتحاد الطلبة فى جامعة مانشستر، فقام الطلبة من أعضاء الاتحاد بمحو القصيدة، لما تحتويه من أبيات عنصرية واستبدلوها بمقطع من قصيدة للشاعرة الأمريكية مايا أنجيلو فى محاولة لتأكيد دور "الأصوات السمراء" فى كتابة التاريخ، وقد اعتذر الاتحاد إلى الطلبة عما رآه تقصيرا فى عدم استشارتهم بشأن اختيار القصيدة.
وقالت ريدى فيسواناثان، مسئولة شئون التنوع فى الاتحاد، إن أعضاء منتخبين لتمثيل الطلبة شعروا أن كيبلينج " لايتناسب مع قيمنا"، مشيرين إلى قصيدته الشهيرة "عبء الرجل الأبيض".
اتحاد الطلبة يعتذر عن القصيدة
وعلق إحدى مسئولى الاتحاد وتدعى سارا خان: إن عمل كيبلينغ "عنصرى" يدعم دور الامبراطورية البريطانية وقد اختيرت قصيدة أنجيلو بوصفها "إرجاعا للتاريخ إلى أولئك الذين اضطهدوا من جانب أمثال كيبلينج لعدة قرون".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة