فى كل يوم تقريباً أطلع على العديد من التقارير الإعلامية الغربية التى تتحدث عن معاناة سكان إقليم شينجيانج الصينى، والقول بأن المسلمين يعانون تمييزًا دينيًا وثقافيًا وقيودًا تتعارض مع المعايير العالمية لحقوق الإنسان، وكان تفكيرى حينها أن أحاول زيارة هذا الأقليم لأرى بنفسى ما يحدث على أرض الواقع، خاصة أن رصيد الإعلام الغربى لدينا سيئ للغاية، فهم فى تناولهم للقضايا خاصة المتعلقة بالأقليات يتعاملون بمنطق الاهواء السياسية والإيدلوجية التى تسيطر على إدارة تحرير هذه الصحيفة أو تلك الفضائية .
وما هى إلا شهور قليلة حتى تيقنت بنفسى من نظرية الأهواء السياسية التى غالباً ما تحرك الإعلام الغربى، فمنذ ثلاثة أشهر تقريباً كان لـى كصحفى مصرى نصيبًا فى زيارة الإقليم لرصد أوضاع الإيغور على أرض الواقع دون اعتماد على تقارير تدونها جماعات الإعلام الغربى التى لا تنقل صورة كاملة.
منذ وصولى إلى الأقليم وقفت على أول حقيقة، وهى أننا كنا أسرى لدعايات غربية تعتمد الشائعات وسيلة لكى تخترق مجتمعاتنا، ومحاولة خلطها بالحقائق ، لكى يصلوا إلى مبتغاهم، فعلى الأرض وصلت إلى الحقيقة، وهى أن الحكومة الصينية على مدار الأشهر القليلة الماضية لاحقتها العديد من الإتهامات والشائعات أيضاً المرتبطة بأزمة أقلية الأويغور المسلمة، والتى ادعت العديد من الأطراف الغربية تعرضها لاضطهاد ممنهج من قبل السلطات، مستغلة فى ذلك غياب التواصل والجهل باللغة الصينية.
وفى الجولة التى قمت بها فى الإقليم الصحراوى الذى يقع فى أقصى غرب الصين ، والذى يسكنه بخلاف الأويجور ، العديد من الأقليات المسلمة الأخرى ، ومن بينها «كازاخى» و«الهان» و«خوى» وغيرهم من المجموعات العرقية الأخرى التى يدين أغلبها بالإسلام، وجدت أن الحياة تسير بصورة طبيعية بين جميع الأقليات التى تسكن الأقليم ، كما أن السلطات الصينية بدأت فى اتخاذ عدة إجراءات لحفظ أمن وسلامة المواطنين ومنها تزويد العناصر الأمنية فى جميع شوارع المقاطعة من وحدات أمنية ثابتة وأخرى متحركة.
وعلى الرغم من أن الزيارة الأولى للإقليم تكشف زيادة فى الإجراءات الأمنية بشكل لافت، إلا أن ما ينشره الغرب من تقارير تفيد بوجود اضطرابات يظل أمراً لا يمت للواقع بصلة، حيث تسير الحياة اليومية بشكل طبيعى، خاصة فى المعهد الإسلامى بمنطقة أورمتشى داخل الإقليم والذى نفى مسؤولوه تعرض المسلمين داخل شينجيانج لأى مضايقات.
وخلال الزيارة كان لى لقاء مع الشيخ عبد الرقيب مدير المعهد الإسلامى، الذى تحدث عن الحكومة الصينية تحت قيادة الحزب الشيوعى وقال أنها تحترم جميع الأديان، وأن لكل مواطن الحرية فى اعتناق الدين تحت حماية الحكومة والمجتمع ولديه كل الحقوق من التعليم والصحة، كما أنه يتم تقديم تسهيلات للمسلمين للسفر إلى السعودية لقضاء العمرة والحج، وإن كل القوميات المسلمة فى الصين لديهم الحق فى الصوم، ولا يوجد منع أوتضييق عليهم، ولن ولم يتم منع أحد من النساء من ارتداء النقاب، وأن كل التقارير التى يتداولها الغرب مفبركة.
بعد العودة إلى القاهرة زادت قناعتى أن أقليم شينجيانج الذى أستخدمه الإعلام الغربى للهجوم على الصين، أصبح حائط الصد الذى تكسرت عليه كل الدعايات والشائعات المغرضة والتى تتسهدف ضرب الصين، وليس الدفاع عن أقلية كما يدعون.