صدر عن سلسلة عالم المعرفة، التابعة للمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب، فى الكويت، العدد الجديد بعنوان "الثورة الرقمية.. ثورة ثقافية"، وهو من تأليف ريمى ريفيل، وترجمة سعيد بلمبخوت، وراجعه الزواوى بغورة.
شهد العالم، مع بداية الألفية الثالثة، تطورا باهرا فى مجال التكنولوجيا والتقنيات الرقمية، وقد بدأت العديد من التقنيات والتطبيقات – بالفعل – تغزو كل قطاعات النشاط البشرى شيئا فشيئا؛ وذلك عبر التغيير من عاداتنا وعلاقتنا بالإعلام، والتأثير فى معرفتنا وفى حياتنا المهنية وطرق ترفيهنا.
كما أصبحت تلك الوسائل تمس الحميمية والهوية الشخصية، وتغير محيط شبكاتنا الاجتماعية، لذا يمكن القول إننا أمام ثورة صناعية ثالثة مرتبطة بتنمية تكنولوجيا الإعلام المتواصل؛ وذلك بعد ثورة صناعية أولى ارتكزت على تطور الآلة البخارية والسكة الحديدية، ثم ثورة ثانية اعتمدت على استغلال الكهرباء والبترول.
بعد تعريف "الرقمى" يحاول هذا الكتاب أن يشرح ما يغيره "الرقمى" عند الولوج إلى المعرفة والمعلومات، وهل يشجع ظهور شكل جديد من الإبداع وتبادلات جديدة لإنتاجات ذاتية؟ وهل يعتبر مصدرا حقيقيا للتجديد الثقافى؟ ويتطرق أيضا إلى ما يغيره "الرقمى" للوصول إلى المعلومة وما يتعلق بالآراء والتمثيلات فى المجال السياسى، وما إذا كان يعمل على تيسير نقاش الأفكار، وتعزيز التحاور، وتوسيع المجال العمومى والديموقراطية التشاركية.
يحاول كتاب "الثورة الرقمية، ثورة ثقافية؟" توضيح أن الهدف هنا هو إعطاء تحليل شامل لكل القطاعات المعينة بازدهار "الرقمى" فى ميدان الثقافة، مع التركيز على بعض الجوانب الرئيسية وتحديد خطوط التصدع.. ويترقب ما يمكن أن يقع: أشكال مؤانسة جديدة، أو علاقات جديدة من حيث الإبداع والمعرفة والإعلام والمواطنة، فتحليل هذه الرهانات الرقمية سيتركز أساسا على مقاربة سوسيولوجية للمشكلات؛ لكنه سيأخذ بعين الاعتبار الاستعانة ببعض التساؤلات الفلسفية وحتى الاقتصادية.
ويذكر ريمى ريفيل أن الثورة التكنولوجية، مثل تلك المتعلقة بالرقمى، هى فى الأساس غير مستقرة ومتناقضة، وتحمل فى الوقت نفسه وعودا وتهديدات كبيرة؛ فالأمر يندرج فى سياق تتعارض فيه قيم التحرر والانفتاح من جهة، واستراتيجيات المراقبة والهيمنة من جهة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة