سلط تعيين الأمريكى "براين هوك" كمبعوث خاص لإيران والمكلف بإدارة "فريق عمل حول إيران" وإعادة تقييم وتنسيق كل جوانب نشاطات وزارة الخارجية الأمريكية المرتبطة بإيران، الضوء على هذه الشخصية التى أربكت حسابات طهران، ودفعت بوزير خارجيتها جواد ظريف باتهام واشنطن بالسعى لإسقاط البلاد، كون تشكيلها تزامن مع الذكرى الـ65 للانقلاب الذى نظمته وكالة الاستخبارات المركزية CIA للإطاحة برئيس الوزراء الإيرانى السابق محمد مصدق فى 19 أغسطس 1953.
انسحاب ترامب من الاتفاق النووى فى مايو 2018
من هو براين هوك؟
خرج اسم هوك إلى العلن مؤخرا، بعد أن قاد مفاوضات ومشاورات مع نظرائه فى الدول الأوروبية لاستقطابها لمحور واشنطن وإقناعها لتوقيع اتفاق آخر مع إيران عن ذلك الذى أبرم فى عام 2015 وانسحبت واشنطن منه فى 2018، وتشير تقارير إعلامية إلى أنه التقى بمسؤولين بريطانيين وفرنسيين وألمان، فى الوقت نفسه قالت تقارير إعلامية أنه لم يستبعد إجراء محادثات مباشرة مع القادة الإيرانيين شريطة أن يظهروا التزاما بتغيير سلوكهم.
اختيار جيد بحسب ما قاله وزير الخارجية الأمريكى الذى أكد أن لديه خبرة فى السياسة الإيرانية، تجعله خياراً رائعاً لقيادة مجموعة العمل حول إيران. وقاد جهود الخارجية الأمريكية مع الحلفاء فى أوروبا وآسيا لإقناعهم بوقف استيراد النفط الإيرانى بحلول نوفمبر المقبل.
وبحسب موقع وزارة الخارجية الأمريكية، يشغل هوك حاليا منصب مدير دائرة التخطيط السياسى فى وزارة الخارجية الذى عينه فيه الوزير السابق ريكس تيلرسون، وهو أحد أكثر المناصب نفوذا وتأثيرا بالوزارة، وظل على مدار عام تقريبا أحد أقوى المسؤولين فى الكواليس بالخارجية الأمريكية، وكان أحد أكثر المقربين من تيلرسون.
وشغل هوك منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية فى عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن ومستشارا للسفير الأمريكى بالأمم المتحدة، ومساعداً سياسياً خاصاً للرئيس بمكتب كبير موظفى البيت الأبيض. كما عمل مستشاراً بوزارة العدل.
5 إجراءات لهوك لترويض إيران
كان أولى تصريحات هوك عقب تعيينه فى منصبه الجديد، هى أن "الهدف من مجموعة العمل هو فرض احترام الدول الأخرى للعقوبات الاقتصادية على إيران، التى أعاد الرئيس الأمريكى العمل بها بعد انسحابه من الاتفاق النووى، ما يعنى أن أولى إجراءاته ستكون أولا: "إقناع العالم بالالتزام بالعقوبات الأمريكية على إيران".
ثانيا: سوف يقوم هوك بتعديل سلوك طهران فى المنطقة، من خلال تصريحه الذى قال فيه أن فريق العمل الذى يترأسه تشكل من أجل على القيام بجهد عالمى كبير ليغير النظام الإيرانى سلوكه، وهو ما يمكن قراءته من خلال جولاته التشاورية مع المسئولين الأوروبيين لإقناعهم بتعديل الاتفاق النووى وإبرام اتفاق أخر مع طهران.
ثالثا: العمل مع حلفاء الولايات المتحدة وأوروبا لإقناعه بضرورة العمل المشترك والضغط على إيران، وفى تصريحاته قال هوك "نريد العمل بشكل وثيق بالتزامن مع حلفائنا وشركائنا فى جميع أنحاء العالم"، وهى ذاتها الاستراتيجية التى أعلنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اكتوبر 2017 الماضى، بهدف تقويض سلوك طهران وخفض وتيرة تطوير برنامجها الصاروخى الباليستى.
رابعا: تصفير واردات النفط الإيرانى فى العالم، وهى استراتيجية الولايات المتحدة التى ستعمل عليها حتى نوفمبر المقبل، ويمكن قراءته من تصرح هوك الذى قال فيه "إن هدفنا هو خفض واردات النفط الإيرانى لكل بلد إلى الصفر بحلول الرابع من نوفمبر".
خامسا: التوصل لاتفاق جديد مع طهران، وهى غاية الإدارة الأمريكية الأن بحسب وزير الخارجية الذى قال "أملنا أن نتمكن قريباً من التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران. لكن يجب علينا أن نرى أولاً تغييرات أساسية فى سلوك النظام داخل حدوده وخارجها".