رحل عن عالمنا اليوم الكاتب والأديب السورى الكبير حنا مينا عن عمر ناهز الـ 94 عاما، وهو أحد رواد القصة والرواية العربية، بدأ بكتابة القصة فى أربعينيات القرن الماضى ونشرها فى الصحف السورية، وكتب أولى رواياته، وأشهرها عام 1954، وهى رواية المصابيح الزرق التى تم تحويلها إلى مسلسل تليفزيونى بنفس الاسم، ثم توالت أعماله بعد ذلك حتى بلغت حوالى 40 رواية ومجموعة قصصية.
وفى تصرف غريب للكاتب السورى الراحل حنا مينه عندما أقدم على كتابة وصيته فى الصحف السورية، بعدما شارف الخامسة والثمانين من عمره، وهو أمر لم يقم به أديب عربى من قبل، مبررا ذلك بأنه "شبع من الدنيا"، وكان ذلك سببا فى صدور أول شائعة عن رحيله عام 2008، لتتولى بعد ذلك العديد من الشائعات عن وفاته، إلى أن رحل عن عالمنا اليوم 21 أغسطس 2018.
ومن خلال الوصية التى نشرها الراحل قبل وفاته بـ 9 سنوات، طالب فيها بعدة طلبات من أسرته وأقاربه والإعلام، حيث طالب ألا يذاع خبر وفاته فى أية وسيلة إعلامية، وأن يحمل نعشه من بيته إلى عربة الموت على أكتاف أربعة أشخاص مأجورين من دائرة دفن الموتى، وبعد إهالة التراب عليه فى أى قبر متاح ينفض الجميع أيديهم ويعودون إلى بيوتهم لينتهى الحفل وتغلق الدائرة.
كما طالب الأديب الراحل بعدم الحزن والبكاء عليه، قائلا "لا لباس أسود، لا للتعزيات بأى شكل ومن أى نوع فى البيت أو خارجه، وهذا هو الأهم أشدد لا حفلة تأبين، فالذى سيقال بعد موتى سمعته فى حياتى، وهذا التأبين، وكما جرت العادات منكرة منفرة، مسيئة إلى، أستغيث بكم جميعاً، أن تريحوا عظامى منها".
ورغم وصيته بعدم نشر خبر وفاته إلا أن وكالة الأنباء السورية الرسمية نشرت صباح اليوم، فى تغريدة عبر "تويتر"، "وفاة الكاتب والروائى الكبير حنا مينه عن عمر يناهز 94 عامًا".
