تعد المتاحف الساحيلية من الأمور التى تحتاج إلى تمويل ضخم لسرعة الانتهاء من تطويرها، وفى ظل الأزمة المالية التى تعانيها وزارة الآثار عقب ثورة يناير 2011، فهذا الأمر يقف حائلا أمام تطويرها، ومع تعدد المطالبات بمشاركة رجال الأعمال فى تمويل المشاريع باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء تلك المتاحف، وفى إطار دورنا لمتابعة القضية التى تناولناها فى السابق نود أن نوضح آخر التطورات فى هذه المشاريع.
متحف شرم الشيخ
متحف شرم الشيخ توقفت أعمال التطوير به منذ 2011، لعدم وجود موارد مالية تنفق على المشروع، وكشف المهندس وعد أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار، إنفاق ما يقرب من 188 مليون جنيه على المشروع قبل يناير 2011، وبالمقارنة بأسعار اليوم سنجد أن المصروفات التى تم صرفها من قبل تعادل الضعف فى الوقت الحالى.
وأوضح المهندس وعد أبو العلا أن اللجنة الاستشارية قدرت ما يحتاجه المشروع بأكثر من 800 مليون جنيه، نظرًا لمساحة المتحف التى تبلغ حوالى 50 فدانا، وهى مساحة ضخمة، ويضم 6 قاعات بمساحة كبيرة، بالإضافة لمخازن واسعة، حيث من المقرر أن يعرض به حوالى 20 ألف قطعة أثرية، ما بين فرعونى وإسلامى وقبطى.
واقترابا لتحقيق الحلم، كشف المهندس وعد أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار، فى مايو الماضى، عن بدء إعداد مقايسة لمتحف شرم الشيخ، تمهيدًا لافتتاح المتحف جزئيًا كمرحلة أولى خلال الفترة المقبلة، وتم عقد 10 اجتماعات بالوزارة لمناقشة وبحث مدى إمكانية افتتاح المتحف، وأسفرت النتائج عن فتح صالتين، وكافتيريات وبازارت ومطاعم وقاعتى عرض متحفى مع المبنى الإدارى.
متحف بورسعيد
متحف بورسعيد يواجه أزمة كبير فى عملية التمويل، ويحتاج إلى مبلغ كبير قد يصل إلى 85 مليون جنيه، وأكد المهندس وعد أبو العلا عدم وجود ميزانية لذلك، لذا تبحث الوزارة عن تمويل، وأن المشروع يحتاج لمستثمر لاستكماله، وهذا دور رجال الأعمال تجاه الدولة، فيجب مشاركتهم فى المشاريع التى من شأنها الحفاظ على الحضارة المصرية القديمة.
متحف الغردقة
متحف الغردقة يقام على مساحة 100 ألف متر تسلمتها وزارة الآثار فى 2015 لتكون مقرا لإقامة متحف الغردقة القومى، وخلال الأيام القليلة الماضية تم تشكيل لجنة معينة لاختيار القطع الأثرية للمتحف، حسب ما كشفت إلهام صلاح الدين، رئيس قطاع المتاحف لـ"اليوم السابع"، لسرعة افتتاحه فى أقرب وقت.
وأشارت إلهام صلاح الدين إلى أن عدد القطع التى سيتم عرضها بمتحف الغردقة لا تقل عن 1000 قطعة أثرية، من مخازن المناطق المختلفة، وستكون مناسبة مع المنطقة الواقعة بها المتحف، لجذب السائحين للزيارة، وارتفاع إيرادات وزارة الآثار، وستساهم تلك المتاحف فى الترويج للآثار المصرية، ويسهل أيضًا على السائحين المتواجدين بتلك المناطق من خلال الرحلات السياحية على إدراج زيارة المتاحف ضمن برنامج الرحلة.
ومع أزمة وزارة الآثار فى تمويل تلك المشاريع يقدم رؤساء القطاعات بالوزارة الحل لاستكمال تلك المشاريع المهمة، وأكد المهندس وعد أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات، أن الحل هو تدخل مستثمرين للتمويل، مشددا على الدور المهم لرجال الأعمال تجاه الدولة والذى يتمثل فى المشاريع التى من شأنها الحفاظ على الحضارة المصرية القديمة، لافتا إلى المتاحف الساحلية تحتاج لنصف مليار جنيه حتى يكون لدينا متاحف بتلك المناطق .
من جانبها قدمت إلهام صلاح الدين حلاً لتلك الأزمة، مطالبة بمناقشة أزمة تمويل المتاحف المتوقفة داخل البرلمان، لوضع حل سريع لبحث كيفية إتمام إنشائها، لافتة إلى أنه حال توفير الميزانية سيتم الانتهاء فورًا من افتتاح جميع المتاحف المتوقفة بسبب التمويل، كما سيساعد على تنشيط السياحة فى مصر.
