أطلق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب هجوما حادا على محرك البحث الشهير جوجل قائلا إن النتائج التى يظهرها البحث عنه متحيزة وتظهر أخبارا سلبية فقط.. ولكن كيف يعمل محرك البحث نفسه؟.
تغريدة ترامب تقول إن مجرد كتابة "أخبار ترامب" Trump News فى محرك البحث تأتى بنتائج بها أخبار سلبية وانتقادات للرئيس الأمريكى وأخبار مزيفة على حد قوله وأن السيطرة فيها تكون لشبكة CNN التى اعتادت الهجوم عليه، بينما يخفى الأخبار من المواقع اليمينية والمحافظة المؤيدة له.
ولم يمض اليوم حتى ذكرت وكالة رويترز أن البيت الأبيض بدأ التحقيق فى الأمر، ولكن بحسب الوكالة لم يوضح ترامب ولا البيت الأبيض تفاصيل التحقيق ولا التبرير القانونى الذى سيستخدم ضد محرك البحث الذى أنكر أن يكون متحيزا ضد الرئيس الأمريكى.
لكن كيف يعمل جوجل ولماذا تظهر نتائج فى صدارة عمليات البحث وأخرى تتراجع فى ترتيبها؟
بحسب صحيفة "الإندبندنت" فإن جوجل يعمل بطريقة لوغاريتمات محددة فى ترتيب النتائج من حيث الأهمية، ورفض الموقع من قبل أن يكشف كل تفاصيل عمل هذه اللوغاريتمات، الأمر الذى يجعل من الصعب التأكد من صحة اتهامات ترامب من عدمها.
والجزء المعروف عنها يشير إلى أن جوجل يأخذ الكلمات التى يبحث عنها الناس ويفرز المتشابه منها بحيث تكون أكثر الكلمات والمصطلحات استخداما فى البحث هى العامل الرئيسى فى تحديد الرابط الذى سيظهر فى مقدمة البحث.
لكن مع ذلك فإن الموقع قال إنه يحاول التأكد من جدية المواقع التى يضعها فى الصفحة الأولى من عمليات البحث وأن الصفحات التى يأتى فيها ذكر هذه الكلمات هى صفحات حقيقية وليست كوميدية ساخرة مثلا أو ملفقة.. والوسيلة لذلك هى بحث مدى ارتباط الصفحة أو الموقع بمواقع أخرى وما هى المواقع التى تذكر هذه الصفحة وإن كانت مواقع أخرى تعتبرها مرجع جاد فى تقديم المعلومات.
وهذا بالطبع يختلف عن طريقة عمل جوجل القديمة والتى كان محرك البحث يأخذ فيها صورا من الصفحات على الانترنت ويبحث فقط عن مدى وجود رابط بين الصفحة وبين صفحات ومواقع أخرى فقط، ولكن تجدر الإشارة إلى أن المعلومات المذكورة جاءت عبر دراسات محللين بينما تفاصيل اللوغاريتمات نفسها تظل سرا.
قرار جوجل بفرض السرية على طريقة عمل لوغاريتمات الموقع يأتى كمحاولة للتأكد من أنها فعالة وأنه لن يحاول طرف التلاعب بها من الخارج لوضع معلومات معينة فى الصدارة من أجل غرض إعلانى مثلا أو سياسى أيضا.
لكن هذا القرار أيضا جعل جوجل فى مرمى الهجمات السياسية فى كل الأحوال فطريقة تصنيف النتائج فى عمليات بحث عادية مثل "كيف تغير مصباح كهربائي" لا تهم الكثيرين بينما الطريقة التى يتم بها تصنيف الأخبار المتعلقة بالرئيس الأمريكى ترامب لها عواقب سياسية، مثلما نرى الآن فى هجوم ترامب على الموقع.
مع ذلك فإن توقيت هجوم ترامب يأتى بالتزامن مع تقرير لموقع pjmedia والذى قال إن جوجل يتلاعب بنتائج البحث بحيث يعطى الأولوية للمواقع التى تهاجم ترامب وتتبنى وجهات نظر يسارية وليبرالية فقط.
خريطة انتماءات المواقع السياسية فى أمريكا
التقرير أشار أيضا إلى أن نفس الشيء يتم فى يوتيوب التابع لجوجل، أما فيسبوك محور الجدل فى الشهور الأخيرة فإنه يتعمد حجب المقالات والأخبار من المواقع المحافظة المؤيدة لترامب ويضع عليها علامة "هذا يبدو كمحتوى مزيف" بحيث يعجز المستخدم او أصحاب الصفحات من المحافظين عن الوصول لعدد كبير من الناس.
مع ذلك فإن ترامب لم يوضح ما هى المواقع التى يريد رؤيتها فى الصدارة باعتبارها مواقع نزيهة، ولكن فى كل الأحوال هذه المواقع ستجد صعوبة فى الوصول لقاعدة كبيرة من الجمهور على الانترنت لأنها مواقع "حديثة نسبيا" مقارنة بالمواقع الأقدم على الانترنت مثل CNN وغيرها من وسائل الإعلام الكبرى، أى أن التحيز الموجود فى جوجل هو تحيز لصالح الأقدمية فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة