تعيش الكرة المصرية حالة من الحزن، بعدما فقدت واحدا من جيل الرواد الذين أفنوا حياتهم فى خدمة النادى الأهلي والكرة المصرية فى شتى الميادين، بكل تفانٍ وإخلاص، إنه عادل هيكل نجم الأهلى الكبير الذى وافته المنية مساء السبت عن عمر 84 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، ليرحل عن عالمنا أحد أنجب من شغل مركز حراسة المرمى في مصر والنادي الأهلي على مر التاريخ.
عادل هيكل فرض موهبته على الجميع
عادل هيكل أحد أفراد جيل الخمسينيات والستينيات فى الكرة المصرية والذى نجح فى فرض موهبته وتحدى الصعوبات ليصبح حارس مرمى النادي الأهلي، وأحد أعظم حراس الكرة المصرية، لينال خلال رحلته فى الملاعب عدة ألقاب أبرزها الحارس الطائر والأخطبوط.
ولد عادل هيكل فى 23 مارس عام 1934، وانضم لصفوف الناشئين بالنادى الأهلي وهو فى الثالثة عشرة من عمره بعدما اكتشفه حسين كامل مدرب الناشئين بالنادى.
كسر مضاعف يهدد مشوار هيكل مع الساحرة المستديرة
البداية غير الموفقة للناشئ الصغير كانت كفيلة أن يتخذ قرارا بالابتعاد عن كرة القدم، بعدما تعرض هيكل لإصابة بكسر مضاعف فى ذراعه، ولأنه يدافع عن ألوان الأهلى فقد تكفل النادى بعلاجه فى أكبر المستشفيات فى ذلك الوقت، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بعدما قرر رمز الأهلي مختار التتش زيارة الناشئ الصغير فى المستشفى ومعه محمد بك مدكور للشد من أزره ودعمه معنويا.
تتواصل المفاجآت غير السارة للحارس الصاعد بعدما شهد أول ظهور رسمى بقميص النادي الأهلي أمام نادى الترسانة فى الدورى بتلقي الأهلي خسارة كبيرة، وعقب المباراة كان مختار التتش حاضرا لتقديم الدعم للحارس الشاب، مؤكدا أنه سيصبح أفضل حارس مرمى فى مصر بلا منازع، ليبدأ عادل هيكل رحلة التألق الكروى بقميص النادى الأهلي ويفرض نفسه على حارسين بقيمة عبد الجليل وبراسكوس.
مشاركة تاريخية لعادل هيكل أمام بنفيكا
شارك عادل هيكل فى فوز الأهلى التاريخى على حساب بنفيكا البرتغالى بطل أوروبا عام 1963 بنتيجة 3-2 في مباراة شهدت تألق حارس مرمى الأهلى ومنتخب مصر أمام بطل أوروبا فى مباراة وصفها الراحل بأنها الأفضل فى مسيرته الكروية، استحق بعدها إشادة إيزيبيو نجم الكرة البرتغالية والذى قال حينها، «التسجيل فى شباك هيكل أحد أمنياته».
لعب عادل هيكل فى صفوف الفريق الأول فى الفترة من 1952- 1953 حتى1964- 1965 حقق خلالها العديد من البطولات بواقع 8 ألقاب لبطولة الدورى، وثلاثة ألقاب لبطولة كأس مصر، بالإضافة إلى كأس الجمهورية العربية المتحدة وبطولة منطقة القاهرة.
هيكل لا يخسر من الزمالك
على مدار 10 سنوات خلال مسيرته مع النادى الأهلى لم يتلق أى خسارة أمام نادى الزمالك الغريم التقليدى للأحمر، وعلل الراحل هذه الظاهرة بأنه يأتى بسبب خوفه الشديد من حزن الجماهير ما كان يدفعه للتدريب بشكل منفرد قبل مواجهات الزمالك.
مسيرة عادل هيكل لم تتوقف عند الدفاع عن ألوان قميص النادى الأهلي، فقد كان أحد أفراد المنتخب المصرى الذي توج ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1959، كما دافع عن شعار المنتخب فى دورة الألعاب الأوليمبية وبطولة البحر المتوسط.
هيكل يرفض إغراءات البرتغال وتركيا
بعد التألق اللافت لعادل هيكل مع الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي ومنتخب مصر انهالت عليه عروض الاحتراف، وأبرزها من بنفيكا بطل أوروبا عام 1963، والذى قدم عرضا بقيمة 50 ألف دولار للاستفادة بخدمات الحارس المتميز، بالإضافة إلى عرض من جالطة سراي التركي متضمنا الحصول على الجنسية التركية، إلا إنه رفض كافة العروض، مفضلا البقاء في صفوف النادي الأهلي حبا فى الكيان، وعرفانا بما قدمه له النادي الأهلي في مستهل مشواره في عالم الساحرة المستديرة.
عادل هيكل
رحل عادل هيكل عن عالمنا، ولكن تبقى ذكراه في عقل وقلب كل أبناء النادي الأهلي، وتظل علاقته بالكيان حلقة من حلقات الوفاء العظيم التى تتوارثها الأجيال، وتجلت عظمة هذه العلاقة المتفردة بين النادى وأبنائه المخلصين، عندما حرص محمود الخطيب، رئيس النادى الأهلي الحالي، على تكريم عادل هيكل مع رواد النادى الأهلى قبل بضعة أشهر والتوجه لزيارته فى المستشفى تجسيدا عمليا لمقولة «من شيوخك اكتسبنا مجدنا».