"قتلناكَ/ يا جبلَ الكبرياءْ/ وآخرَ قنديلِ زيتٍ/ يضىءُ لنا فى ليالى الشتاءْ/ وآخرَ سيفٍ من القادسيهْ/ قتلناكَ نحنُ بكلتا يدينا/ وقُلنا المنيَّهْ/ لماذا قبلتَ المجىءَ إلينا؟ فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا" هكذا رثا الشاعر الكبير نزار قبانى الزعيم جمال عبد الناصر الذى رحل فى 28 سبتمبر 1970 ، وتم تشييع الجنازة التاريخية يوم 1 أكتوبر 1970.
لم تكن جنازة جمال عبد الناصر عادية، لأنه لم يكن رجلا عاديا، كان حبيبا للشعب، الذى فاجأه الرحيل، وتساءلوا عن الغد دون جدوى حتى قال صلاح عبد الصبور "تتجمع الكلمات حول اسمٍ سرى كالنبض فى شريانهم/ عشرين عامًا/ كان الملاذ لهم من الليل البهيم/ وكان تعويذ السقيم/ وكان حلم مضاجع المرضى/ وأغنية المسافر فى الظلام/ وكان مفتاح المدينة للفقير يذوده حرس المدينة عن حِماها/ وكان موسم نيلها/ يأتى فينثر ألف خيط من خيوط الخصب تورق فى رباها/ وكان من يحلو بذكر فعاله فى كل ليلة/ للمرهقين النائمين بنصف ثوب.. نصف بطن/ سمر المودّة والتغنِّى والتمنِّى والكلام/ والآن أصبح كل لفظ خنجرًا/ ولكل أمنية عذاب/ هل مات.. واحزناه!!
وفى ذلك اليوم أغلقت معظم المتاجر أبوابها،وكان أول القادة الأجانب الذين حضروا إلى مصر للتعزية القائم بالأعمال للاتحاد السوفيتى، قبل أن يلتحق به رئيس وزرائه.
من مشاهد الجنازة المهيبة أن تسلق الناس الأشجار لمحاولة الاطلاع على نعش الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وفور حمل ضباط التشريفة لجثمان الرئيس الراحل، تم تنكيس أعلام مصر حزنًا.
وداعا جمال عبد الناصر
وفى ذلك اليوم نقل ضباط التشريفة جثمان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من قصر القبة إلى مقر مجلس قيادة الثورة، بعد أن وضعوه داخل «هليكوبتر».