فازت الإيزيدية العراقية نادية مراد بجائزة نوبل للسلام ، حيث اختارت الأكاديمية السويدية "مراد" اليوم الجمعة لمنحها الجائزة لهذا العام نظراً لما قدمته من جهود فى مجال إنهاء استخدام العنف الجنسى كسلاح فى الحرب والصراع المسلح.
واستضافت جريدة "اليوم السابع" الفتاة الإيزيدية فى مصر ديسمبر من عام 2015 ، فى ندوة أدارها الكاتب الصحفى خالد صلاح رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير "اليوم السابع" ورئيس التحرير التنفيذى دندراوى الهوارى ومشاركة عدد كبير من الصحفيين.
نادية مراد باليوم السابع
وقالت "مراد" لـ"اليوم السابع" خلال الندوة إنها جاءت على مصر لتشتكى لها موقف العالم العربى والإسلامى الذى التزم الصمت حيال ما حدث للإيزيديين من إبادة على يد تنظيم يزعم انتسابه للإسلام، فلم تخرج مظاهرة واحدة تندد بما حدث لنسائهم وأطفالهم من خطف واغتصاب ورجالهم من ذبح بأيادى "داعش".
ندوة نادية مراد
وتوجهت نادية مراد بالشكر إلى "اليوم السابع"، الذى كشف للشعب المصرى الجرائم التى يقوم بها تنظيم داعش فى العراق، ولاسيما بحق المجتمع الأيزيدى من فظائع وجرائم تنظيم " داعش" الإرهابى ، وتابعت بالقول: "شكرا كثيرا لليوم السابع لأنه بفضلها وصلت رسالتى للرئيس السيسى.. أشكركم كثيرا وبفضلكم وصل صوتى وقابلت الرئيس وسألتقى شيخ الأزهر وألقى محاضرة فى الجامعة، لن أنسى وقفتكم ووقفة الشعب المصرى بجانب الشعب الإيزيدى"، وفيما يلى تفاصيل الندوة.
نادية مراد تتحدث لصحفى اليوم السابع
-هل شعرتى بأن عمق رسالتك تم إيصالها لدول العالم من خلال وجودك بمصر؟ وهل هناك خطوات أخرى ستقومين بها؟
عقب حديثى مع الرئيس عبد الفتاح السيسى شعرت بحفاوة الاستقبال، وشعرت بمدى تفاعل وسائل الإعلام المصرية معى عقب إلقاء كلمتى فى مجلس الأمن الدولى، وأصبح عندى إيمانى أكثر عقب لقائى بالرئيس، فقد طلبت خلال حوارى مع "اليوم السابع" اللقاء بعدد من الرؤساء لكننى لا أحتاج الآن لسماع أى رئيس آخر عقب لقائى بالرئيس السيسى.
عند وصولى إلى مطار القاهرة شعرت بأننى متواجدة بجانب أهلى، فنحن كأيزيديين نعتبر الإسلام والمسلمين الأقرب إلينا لأننا تعايشنا معهم، وأعتقد أن رسالتى وصلت والشىء الذى أريده وسأطلبه من شيخ الأزهر أن يبعثوا برسالة للعالم الإسلامى وللمسلمين جميعا أن تنظيم "داعش" لا يمثل الدين الإسلامى كى تتناقص أعدادهم ولا ينضم الشباب للتنظيم الإرهابى الذى مارس الإبادة التى قاموا بها بحق الأيزيديين من كلامهم كانت باسم الدين، ما أريده رسالة للمسلمين فى العراق وسوريا أن يساعدوا الفتيات فى التحرير من "داعش" وأن التنظيم الإرهابى لا يمثل الإسلام.
وكما قال الرئيس السيسى لى خلال لقائى معه: إن "داعش" ستنتهى والشر سيخسر والإنسانية سوف تنتصر.
-هل لكى أن تذكرى لنا أبرز محاور لقاءك مع الرئيس عبد الفتاح السيسى؟ وما هو انطباعك عن اللقاء لاسيما أن الرئيس يتبنى الحرب على الإرهاب نيابة عن الإنسانية جمعاء وعلى رأسها داعش؟
اخترت مصر وطليت أن ألتقى بالرئيس لأن كل العالم يعرف أن السيسى ضد الإرهاب وضد ما يحدث ضد الإنسانية كلها، وأنا سردت للرئيس عما يحدث للأيزيديين كلهم، وما فهمت من "داعش" أن عندهم دعم وقوة من دول عديدة، ولأن الرئيس السيسى لأنه ضد الإرهاب طلبت منه أنه يحمينا كما يحمى البنات المصريات، لأننا نعلم أننا والعرب أهل ولسنا بعيدين عن بعض.
كل الأيزيديين يعتبرون أن "داعش" هى الإسلام ولم يكن لديهم أمل فى أن تنتهى هذه المأساة، ولكن من خلال لقائى مع الرئيس السيسى عرفت أن داعش ليس الإسلام، وأن مأساتنا ستنتهى يوماً ما.
- هل محاربة داعش يجب أن تتم سياسيا وعسكريا أم فكريا؟ وماهى رسالتك للدول التى تضطهد الأقليات الكردية مثل تركيا ؟
أرى أن محاربة "داعش" فكريا أهم، ولكن الدفاع العسكرى مهم أيضا، وعن منظمة "يزدا" يمكننا التأكيد، بأن الدول كلها يجب أن تتحد للدفاع عن الأقليات، فالأقلية الكردية اليوم مضطهدة ومتهمة بقتل عشرات منهم، وتضع مدن كاملة منهم تحت الأسر، فما يحدث فى كردستان تركيا، شىء منافى للإنسانية ونحن ندين ذلك بشدة، ولا نقبل بأى حال من الأحوال قتل المدنين الأكراد فى تركيا وسجنهم.
- ما حدث مع "نادية" دراما كبيرة فى حد ذاته إلى أى مدى تتواصل منظمة "يزدا" برئاستك أستاذ مراد مع فتيات أخريات لتحاول إنقاذ فتيات أخريات من ذلك؟
مراد إسماعيل: داعش أخذ أكثر من 5800 شخص أغلبهم نساء وأطفال إلى الآن تم تحرير أكثر من ألف فتاة ، وتبقى فى يد "داعش" حوالى 3400 فى قبضة داعش، مركز يازدا استقبل حتى الآن أكثر من 860 امرأة وبنت، جاءوا إلى المركز وهن جميعا ضحايا الاستعباد الجنسى الذى وقعن فيه فى داعش، وما قاموا به مع كل فتاة كرروه مع الفتيات الأخريات، فعندما دخلوا إلى سنجار، قاموا بقتل الرجال، وأخذ النساء، وكانوا مستعدين لإخضاع البنات للاستعباد الجنسى، وكان معهم سيارات كبرى، حملوا فيها الفتيات، ووزعوهن فى الأسواق، فهذا الشىء كان مسبق التخطيط، والفتيات اللواتى كن يأتين إلى المركز، دون أن يكون لديهن مكان ليسكن فيه، بعد أن تهدمت بيوتهن ومجتمعاتهن، وتعود الأيزيديات من الأسر وهن محملات وبالمشاكل النفسية والجسدية نتيجة الاغتصاب المتكرر لهن، بسبب العنف الذى يتم ممارسته ضدهن فى الاغتصاب، وأغلب الفتيات مثل نادية تم قتل آبائهم وإخوانهم أمام عيونهم.
بالنسبة لـ 3400 الذين مازالوا فى يد داعش، فعمليات الإنقاذ لهم قليلة جدا، وتتم عادة بمبالغ عالية جداً من العائلات الذين لا يملكون تلك المبالغ، حتى أن العائلات تتصل بمركز "يزدا" لأنها تحتاج إلى الأموال لتحرير بناتهن، لأن "داعش" يبيع الفتيات فى الأسواق، وعمليات التحرير تصبح أصعب وأصعب، والحل النهائى هو القضاء على تنظيم داعش، وإن لم يتم القضاء على "داعش" فستسمر هذه المأساة الإنسانية فى التفاقم.
"داعش" لا يؤمن بحدود أو بمجتمعات فهدفها السيطرة على الشرق الأوسط بأكلمه بل العالم، ونشر الإرهاب والفكر الإرهابى، والفكر لا يحاربه إلا الفكر، لذا فنحن هنا فى مصر، بلا سلاح، ولكن لنحارب الإرهاب فكريا بالكلمات بالفكر العربى، لأن الفكر العربى لا يمكن أن يكون بهذه الوضاعة.
لقد درست الفن المصرى والثقافة، وأعرف عن أدب طه حسين، وأعلم جيداً أن العرب هم أول من اخترعوا الرياضيات، وهم أصحاب علوم الفلك، ولكن داعش لم يكن يوماً بهذا الفكر، لذا أطالب بعمل وقفة عربية مشرفة، لأنه بصراحة، نحن جئنا على مصر لنشتكى من العالم العربى والإسلامى.
ومر حتى الآن 16 شهر على أسر بناتنا وأخواتنا، والعرب يتظاهرون كل يوم ولم تخرج مظاهرة واحدة تنديدا بما يحدث أو المناداة بفك أسر هؤلاء النسوة، العالم العربى يقوم بـ50 مظاهرة فى العام الواحد لأن سعر الأرز غالى، ولكن أن يتم أسر أكثر من 5800 فتاة وامرأة دون أى ذنب، فالأيزيدية لم يفعلوا شيئا لأحد، لم يعتدوا على أى إنسان فى حياتهم، ولم يعتدوا على المسلمين، فى الوقت الذى يتم فيه سبيهن واغتصابهن والعالم الإسلامى لا يتحرك.
جئنا على مصر لنشتكى، لأن مصر كانت دائماً المركز الذى يتفرع منه العالم الإسلامى المعتدل، هناك دول أخرى لها أكثر من وجه، وتعاملهم مع "داعش" بشكل غير طبيعى أو بمعنى أصح بشكل إجرامى، فمن يقومون بشراء النفط من "داعش" مشتركون فى إجرامهم وفى عمل مذابح جماعية ضد الأيزيديين.
- نادية نريد أن نعرف منك تفاصيل أكثر، كيف هربتِى من الإيزيديين؟
حاولت أن أهرب أكثر من مرة، فالمقرات كان فيها عشرات الدواعش، ولكن آخر مرة هربت مع سائق، كان المفترض أن أظل لمدة أسبوع عنده ثم يبيعنى، ولكن بقيت يومين فقط وثالث يوم هربت من عنده، ودخلت على بيت بحى زنجابى، وكان لدى أخ فى كردستان اتصلت به وأرسل لى الأموال، وتم استخراج لى هوية إسلامية، وارتديت خمارا، وكانت صورتى مطبوعة فى الشوارع وعلى السيارات ومكتوب من يجد هذه الفتاة يعيدها، ولكن لم يتعرف عليا أحد بسبب اختبائى فى ملابس إسلامية.
- نريد أن نعرف أكثر عن شكل المجتمع الداعشى، هل لديهم وزارات أو مؤسسات مثلا، خاصة وأنك تقولين أن صورتك كانت مطبوعة وموزعة فى الشوارع، كيف يبدو "داعش" من الداخل؟
عندما تهرب فتاة يبلغ مالكها بأن هناك "سبية" هربت، ثم يبلغون قاضى المحكمة الإسلامية الذى يأمر بتوزيع هذه الصور.
وعند الأسر تذهب الفتيات إلى القاضى حتى يقرأ عليهن القرآن، ويلقى عليهم الشهادة، حتى يكون حلال لهم أن يأخذوننا، و"داعش" فيه شرطة وفرق دفاعية، وشكل مبدئى للدولة.
-أنتى الآن تحملين رسالة سلام إلى العالم بعد قدومك إلى مصر، ما هى محطتك المقبلة، ومتى ستشعرين أن رسالتك قد وصلت بالفعل؟
طالما أن هناك طفل أيزيدى فى يد الدواعش لن أسكت ولن أتوقف عن نشر رسالتى، وسأذهب إلى أقصى مكان فى العالم، وكل ما فى يدى لمحاربة جرائم "داعش" واغتصابهم للنساء سأفعله، بعد ما حكيت قصتى لن أتوقف.
- هل طلبتى من الرئيس السيسى أمورا معينة تخصك أو تخص عائلتك؟
الرئيس السيسى طلب منى أن أطلب من عائلتى القدوم إلى مصر لنعيش فيها، وأخبرته أنه لشرف لى أن أعيش فى مصر، خاصة أننى كنت فى ألمانيا لكنى لا أريد الاستقرار فيها، وفى النهاية الهدف الأسمى أن نعود لمناطقنا فى العراق ونعيش بها فى سلام.
- هل تستطيعين أن تصفى لنا صور المعايشة اليومية لعناصر داعش وكيف يديرون أمورهم؟
استولوا على منازل المسيحيين والشيعة الذين أخرجوهم من الموصل، ويذهبون بشكل يومى للقتال، وعندما يرجعون يفكرون فى النساء فمنهم من يذهب لتأجير فتاة أو بيع إحداهن وشراء أخرى وكانت عمليات بيع الفتيات فى داخل سوريا داخل قاعات كبيرة، وتم بيعى داخل المحكمة الإسلامية بالموصل.
وأوضحت أن أول شخص من "داعش" طلب منى الزواج وجهت له سؤال إنه فى حال لو أسلمت هل من الممكن أن يعتقها ؟ فأجابها بـ"لا" وقال لها "حتى لو أسلمتى ولم تأخذى أحدا منا- يقصد عناصر داعش- ستظلين كافرة".
وتداخل إسماعيل مراد قائلا: حسب ما سمعه من البنات الأخريات إن البنت تظل سابية حتى تحمل طفلا لكنهم لا يجعلونها تحمل ويعطونها حبوب"منع الحمل" ويتم توزيع البنت بين الناس فى بعض الأحيان وتنتقل من شخص لآخر، فوجودها للمتعة والاستعمال الجنسى فقط وليس للإسلام ويستخدمون الأطفال أيضا ليكونوا إرهابيين فى المستقبل.
وقالت إنها ذهب يوما لبيت خالة الداعشى الذى كان يرافقها ووجدت كل أهل البيت سعداء بتنظيم الدولة "داعش".
وأوضحت أن زوجة أخيها هربت من "داعش" مرة واحتمت ببيت من الموصل ووجدت امرأة كبيرة أكدت لها أنها ستساعدها لكنها أخبرت التنظيم بأمرها وجاءوا إلى البيت وأخذوها مرة أخرى.
وأوضح مراد أنه قرابة 2100 امرأة وطفل تم تحريرهم بطرق مختلفة لكنه لم يكشف عن طرق التحرير، لافتا إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة صعب عملية التحرير وذلك لإحكام داعش سيطرته، فقبل شهر مارس الماضى كان معظم الأطفال والنساء مجتمعين فى مكان واحد ولكن بعد عمليات الهروب التى حدثت، قام داعش بتوزيعهم على عوائل مختلفة لذلك من الصعب أن يكوم هناك عمليات تحرير أخرى.
- هل توصلتى خلال الفترة التى كنتى فيها أسيرة لدى داعش إلى نقاط ضعفهم؟
التنظيم ليس لديه نقطة ضعف ولم يهتموا بما يقال عنهم من إرهاب ووحشية واغتصاب للنساء والأطفال.
- كيف تستقبل الأسرة الأيزيدية بناتهن المختطفات والمغتصبات لدى "داعش" بعد هروبهن؟
الأسرة تستقبل بناتهن بفرحة وتتمنى عودة كل من تم خطفه من الأسرة، ويعتبرن الفتاة المختطفة لدى داعش"قديسة"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة