بموته اكتملت أسطورته، فهم لم يقتلوا سوى رجل، أما الفكرة فلا تزال ترفف على المعذبين فى الأرض تمنحهم نضالها الأبدى، وربما كان لعجز الشعوب عن مساندته وحمايته، هو الذى ترك إحساسا عاما بالذنب لدى كثير من الشباب فى العالم.. إنه أرنيستو تشى جيفارا.
تظل حكايات جيفارا أيقونة القرن العشرين، الذى قتل فى مثل هذا اليوم 9 أكتوبر 1967، لا تنتهى، حيث تحول بعد موته إلى رمز عالمى بكل المستضعفين فى الأرض.
فى ديسمبر 1951 بدأ الشاب الباحث عن الحق "جيفارا" بصحبة صديقه "ألبيرتو جرانادو" رحلتهما إلى قلب أمريكا اللاتينية، كما جاء فى كتابه "يوميات دراجة نارية"، قطعا أكثر من 4500 كيلو متر، كان لها أكبر الأثر على قلب وفكر وروح المناضل "جيفارا" فهناك شاهد الظلم والفقر والقهر متمثلا فى أبناء هذه القارة المسلوبة فى عمالها وفلاحيها وفقرائها ومرضاها، وشاهد الرجل الأبيض الغازى يمتص دماء وثروات هذه البلاد، لذا لم تأت ثورته ضد الظلم من رفاهية طالب يتعلم الطب فى جامعة" بوينس آيرس"، إنما مما شاهده فى قارته الجريحة.
كان جيفارا يقول "المكان الممتلئ بالظلم هو وطنى" لذا كانت تجربة "جيفارا" أن شارك بقوة فى ثورة كوبا مع رفيقه فيدل كاسترو حتى انتصرا على الديكتاتور الكوبى "باتيستا"، لكن جيفارا حمل أفكاره وغادر إلى الكونغو لإشعال الثورة هناك، قبل أن يحط رحاله فى "بوليفيا" وهناك تآمرت عليه قوى الشر.
وفى النهاية كان ملاك الموت يتعقبه بينما يتعقب هو الظلم فى العالم كى يفنيه ويميته، حيث وضع جيفارا شرعية لحرب العصابات، وأصبحت نظاما تعترف به القوى الثورية الناهضة خاصة فى البلاد العربية التى كانت قد خرجت من نير الاحتلال مثل مصر والجزائر وتونس، وغيرها.