فى ذكرى مقتل الحسين.. هل رأى إبراهيم عيسى سيد الشهداء؟.. الكاتب يجيب

الجمعة، 12 أكتوبر 2018 05:44 م
فى ذكرى مقتل الحسين.. هل رأى إبراهيم عيسى سيد الشهداء؟.. الكاتب يجيب رواية دم الحسين
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الثانى عشر من أكتوبر لعام 680 ميلادية وقعت معركة كربلاء، واستمرت لمدة ثلاثة أيام، تلك المعركة التى ما زالت حتى يومنا هذا يتردد صداها فى كل عام، كانت بين الإمام الحسين بن على بن أبى طالب، وابن بنت نبى الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجيش يتبع يزيد بن معاوية.
 
فى رواية "دم الحسين" يسرد الكاتب والإعلامى إبراهيم عيسى، أحداث القصة الكاملة لمقتل الحسين، سيد الشهداء، وسيد شباب أهل الجنة، ويقول فى مقدمة الطبعة السادسة، والصادرة عن دار الكرمة، عام 2012: التاريخ معلم عظيم. ليس - إذن - من قبيل المصادفة أن يكون المفسر العلامة ابن كثير، صاحب أهم التفاسير الشارحة للقرآن الكريم، هو نفسه صاحب المجلد الضخم "البداية والنهاية"، أهم مراجع التاريخ الإسلامى كافة. وليست مصادفة - كذلك - أن يكون "تاريخ الرسل والملوك" للإمام الطبرى واقفا على قدم المساواة مع عطاء الطبرى الفكرى والدينى والتفسيرى. وإنهما - وغيرهما - عرفا معنى التاريخ، وأنه الساحة المفتوحة لاختبار واختيار الدين والدنيا. التاريخ - قصصا وحكايات وسيرا - مدرسة حقيقية لكل تلاميذ الحقيقة.
 
وأضاف الكاتب فى مقدمة روايته: والغريب أن أحدا من الذين يتشدقون ويفتون ويرمون الناس بالفتاوى لم يعط نصف وقته - أو ربعه - لقراءة التاريخ وفهمه، وليعلم يقينا أن السياسة غير الدين، وأن الدين ليس مطية الساسية، وأن أناسا رفعوا المصاحف والسيوف - والبنادق - بعضهم أمام بعض، مع أنهم لا يختلفون كثيرا - ولا أبدا - فى شروح الآيات وفقه السنة، وإنما استخدم كل طرف الآيات والأحاديث لهثا وراء الحكم والنفوذ والمال.. وقطع الرقاب.
 
الدين كانت معركته سهلة.
 
أما الدنيا فهى معركة دامية.
 
وأهم ما يُفصح عنه التاريخ أن الدين قد تم استعماله واستخدامه - ولا يزال - لصالح الدنيا. كما أن القيم الشريفة والخصال الرفيعة تدهس دوما تحت حوافر الخيل وجنازير الدبابات.
 
ويطرح إبراهيم عيسى، فى مقدمته، سؤالا ويجيب عليه، وهو: هل هذا وقت الحديث عن الحسين؟، ليجيب، نعم فى كل وقت نحن فى حاجة إلى هذا الزمن، ومع كثرة ما كتب - وما قرئ - عن الحسين سيد الشهداء، وسيد شباب أهل الجنة، جعلنا الله من شبابها، فإن كثيرا من العيون والأقلام أغفلت الحديث عما حدث بعد مقتل الحسين.
 
ويرى إبراهيم عيسى أنه باسم دماء الحسين الطاهرة، فإننا يمكن أن ننخدع بالشعارات واللافتات، بدءًا بـ"يا منصور أمت"، وانتهاء بـ"الإسلام هو الحل"، لمجرد نبل وعظمة وأهمية الشعار، لكن فى النهاية، يظل الشعار، مهما كان، شعارا، أما الذى يطبقه، وأما كيف يطبقه، فهذه هى القضية.
 
عن أجواء كتابة رواية "دم الحسين" التى تدور أحداثها بين عامى 60 و67 هجريا، يقول إبراهيم عيسى: كم مرة بكيت وأنا أكتب هذا الكتاب. فجأة حضر التاريخ كله فى حجرة مكتبى. وجدت السيوف اللامعة، والدم المراق، ودفقات الجثث، وصراخ الثكالى، والأحصنة اللاهثة، والحر القائظ، وألسنة النار، وألوان الخيانة، وعتمة الغدر، ودهاليز السياسة، وستائر القصور، وجموع الرؤوس المقصوفة والمذبوحة.. وجدت كل هذا على المقعد المقابل، وحول حواف المكتب، وفوق المكتب، وتحت أوراقىن وخلف ظهرى، واندفع الدم ساخنا وسخيا على أقلامى وأوراقى وكتبى، حتى ظننت أنها النهاية. ثم أننى رأيت الحسين!.
 
ويوجه إبراهيم عيسى رسالة إلى قارئ هذه الرواية، بأنه يضمن له أمران، الأول، وهو أنك سوف تحب سيد الحسين أكثر، والثانى، أنك سترى هولا لا تطيقه، ودماء لم تعهدها، وأحداثا أغرب من أن تتخيلها. وكل هذا حقيقى، وسنده الأساسى ابن كثير والطبرى.
 
تنتهى رواية "دم الحسين" بمشهد لا شك فى أن القارئ لن يتخيله على الإطلاق، فمعروف مسبقا، تاريخيا، أن الحسين سيد الشهداء، قتل، ولكن فى فصل بعنوان "مقابلة تاريخية مع الحسين بن على" يرسم إبراهيم عيسى أحداثا يمزج فيها بين الحاضر الحالى، وبين التاريخ، يحضر فيها الحسين بن على، ويراه إبراهيم عيسى، ويقسم على ذلك، ويدور حوار بينهما، فيسرد أحداثه للقارئ. دنوت حتى صدره، ووضعت رأسى على كتفه، وانهمرت فى دمع لا معدود، وحزن لا مردود، وجرح لا محدود. ربت على وقال: يا ولدى، بعد مئات السنين، كشف الله لك صحرائى، ورسم لك صورتى، وأعلمك بحالى، وأراك قتالى، فماذا تطلب بعد، والطرق سد، والحزن مد؟. حينما انتهيت من قراءة الرواية، التقيت بالكاتب الكبير إبراهيم عيسى، فى حفل توقيع كتاب "يوما أو بعض يوم" للكاتب الكبير محمد سلماوى، وحينها سألته: هل حقا رأيت سيدنا الحسين، كما ذكرت فى روايتك؟، فأجاب: والله رأيته.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة