شاركت الشيخة مى بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، فى اليوم الثانى على التوالى لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشؤون الثقافية فى الوطن العربى الحادى والعشرين والمنعقد فى العاصمة المصرية القاهرة بعد الافتتاح الرسمى الذى أقيم يوم الأحد 14 أكتوبر 2018م فى دار الأوبرا المصرية والذى سلط الضوء على ستين عاماً على تأسيس وزارة الثقافة المصرية وأهم المراحل التى وضعت الثقافة المصرية على الخارطة العالمية.
واستضافت جمهورية مصر العربية المؤتمر بناء على دعوة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، والتى اختارت "المشروع الثقافى العربى أمام التحدّيات الرّاهنة" موضوعاً رئيسياً له.
وذكرت هيئة البحرين للثقافة والآثار، اليوم، الاثنين، فى بيان صحفى أن الشيخة مى بنت محمد آل خليفة، قالت: إننا نؤكد على أهمية تعزيز الحراك الثقافى وبنيتنا التحتية الثقافية، فهى ما تروّج للصورة الحقيقة لأوطاننا الغنية بتراثها وحضارتها الإنسانية الممتدة لألاف السنين"، وأضافت: "إن المبادرات الثقافية الجادة تحوّل بلداننا العربية إلى مراكز عالمية للإنتاج الحضاري".
وأشارت رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار إلى أن الثقافة هى اللغة العالمية التى يمكن من خلالها التواصل مع العالم والأداة الأكثر فعالية فى مواجهة التحديات الراهنة فى المنطقة، مؤكدة أن الوطن العربى يمتلك نماذج مميزة للعمل الثقافى وشخصيات ترغب فى إثراء الانتاج الإنسانى للمجتمعات العربية.
وأشادت الشيخة مى بجهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ورعايتها للعمل الثقافى العربى، متوجهة بالشكر إلى جمهورية مصر العربية على حسن تنظيم المؤتمر الحادى والعشرين للوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية فى الدول العربية ومبادراتها المستمرة فى تقوية العلاقات الثقافية ما بينها وبين شقيقاتها من الدول العربية الأخرى.
كما ودعت الشيخة مى وزراء الثقافة لحضور احتفالية ختام فعاليات المحرق عاصمة الثقافة الإسلامية نهاية نوفمبر القادم، وتوقفت عند مشروع نقل المعارف فى البحرين وأهمية الترجمة إلى اللغة العربية لأهم الكتب والأفكار التنويرية ودعت للاهتمام بالإرث الإنسانى الذى يساهم به المركز الإقليمى العربى للتراث العالمى فى المنامة، مشيرة للوجه الحضارى والإنسانى للدول العربية والإسلامية ومبادرة البحرين فى تخصيص يوم عالمى للفن الإسلامى من قبل منظمة اليونسكو.
وبحث المجتمعون فى المؤتمر الإعداد للقمة الثقافية العربية وتطرّقوا إلى أوضاع التراث الثقافى العربى فى ظل الظروف الحالية والمستجدات الأخيرة فى فلسطين ومدينة القدس الشريف وآليات تنفيذ العقد العربى للحق الثقافى للفترة 2018 – 2027.
كما ناقشوا استراتيجية النهوض باللغة العربية وتمكينها وآفاق تطوير العمل الثقافى المشترك فى ظل التحولات العالمية والتحديات التى تشهدها الدول العربية. وإضافة إلى ذلك، تباحث الوزراء المسؤولون عن الشؤون الثقافية خلال اجتماعاتهم مجموعة من المحاور التى كانت قد أوصت بها اللجنة الدائمة للثقافة العربية خلال اجتماعاها فى نوفمبر 2017م بالدار البيضاء بالمغرب.
ففى محور "الأدوار الثقافية فى ترسيخ الهوية العربية" تم التركيز على تعزيز وحماية اللغة العربية، تعزيز الانتماء للهوية الثقافية العربية وتعزيز التضامن العربى، تقوية معانى الوحدة الوطنية فى ظل التعدد الثقافى، إبراز التراث الثقافى العربى كقاسم مشترك بين الدول الشقيقة وتفعيل الأسابيع الثقافية بين الدول العربية.
أما فى محور مواجهة التحديات الثقافية فتم إلقاء الضوء على دور الثقافة فى مواجهة تحديات التطرف والعنصرية، معالجة القضايا التربوية والتعليمية، بناء المشروع الثقافى العربى وتوعية المجتمع حول تأثير الإعلام المرئى والمسموع ووسائل التواصل الاجتماعى فى المحتوى الثقافى العربي.
كما وتضمنت محاور المؤتمر مواضيع الإنتاج الثقافى العربى المتكامل والمستديم حيث تباحث المجتمعون سبل رفع مؤشرات الإنتاج المعرفى العربى كمّاً ونوعاً وطرق صناعة المحتوى الرقمى الثقافى العربى وتجاوز الفجوة الرقمية فى الدول العربية.
أما آخر محاور المؤتمر فتناولت أدوار الثقافة فى تعزيز الحوار والتواصل مع العالم من خلال استثمار الفنون العربية فى الحوار الثقافى مع دول العالم، تعزيز الحضور الثقافى فى المحافل الثقافية العالمية واستثمار البعثات الطلابية لفتح الحوار الثقافى مع أوساطهم التعليمية.