تنطلق أعمال المؤتمر الدولى حول ليبيا الذى تستضيفه مدينة باليرمو جنوب إيطاليا، اليوم وغدا، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من المسئولين الدوليين البارزين، والأطراف الرئيسية فى الأزمة الليبية.
ووجهت إيطاليا الدعوة لعدد كبير من الأطراف الليبية الفاعلة وعدد من أعيان القبائل والمجتمع المدنى، وممثلين دوليين رفيعى المستوى، وسط غموض حول مشاركة القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر.
ومن المقرر أن يحضر مؤتمر باليرمو وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجرينى، ونائب وزير الخارجية الأمريكى السفير ديفيد ساترفيلد، ونائب وزير الخارجية الروسى ميخائيل بوجدانوف، ويبحث المؤتمر عدد من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية لإعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا.
وقالت مصادر إعلامية إيطالية، إن مدينة باليرمو الإيطالية محكمة التحصين، وبشكل خاص فى المنطقة التى ستستضيف انعقاد القمة، بين منطقتى أكواسانتا وأرينيللا.
وتوقع رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى، مشاركة القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر فى مؤتمر باليرمو حول ليبيا، مؤكدا أن حفتر أحد اللاعبين الرئيسيين فى تحقيق الاستقرار فى ليبيا.
وقال رئيس الوزراء الإيطالى، إن مؤتمر قمة باليرمو لأجل ليبيا يحظى بدعم قادة دوليين، وهو ليس مجرد فرصة لالتقاط الصور التذكارية التقليدية.
وأضاف رئيس الحكومة الإيطالية فى مقابلة مع صحيفة لا ستامبا الإيطالية، الإثنين، "مستعدون لهذه المبادرة بكل عزم وقناعة، وسوف نستمر بالروح نفسها بعد القمة أيضا"، مؤكدا أن بلاده لا تريد المؤتمر بوصفه مجرد واجهة أو فرصة لالتقاط الصور، بل أن الأهم من ذلك سيكون العمل الذى سنقوم به فى وقت لاحق لاستمرارية هذه العملية، على حد قوله.
وأشار رئيس مجلس الوزراء الإيطالى، إلى جهوده فى التواصل مع العديد من القادة الدوليين، مؤكدا أن جميعهم مهتمون بالمشاركة فى المؤتمر وداعمين له، مبينا أن تمثيل الدول المشاركة سيكون على مستوى أكثر من كاف، بدءا من روسيا وفرنسا.
وتذمر كونتى قائلا إن "ما يجرى الحديث قليلا فى هذه الأيام، والذى فاجأنى بصراحة، هو حقيقة أن قمة باليرمو تجمع حول طاولة واحدة، الجهات الفاعلة الليبية الرئيسية، وأعلى المستويات السياسية لبلدان مثل مصر، الجزائر، تونس، تشاد، النيجر، اليونان ومالطا".
كانت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية فيديريكا موجرينى قد أكدت مشاركتها فى مؤتمر باليرمو، موضحة أن الاتحاد الأوروبى سيناقش آفاق التسوية والسياسية والانتخابات والإصلاحات الاقتصادية، وإعادة إطلاق العملية السياسية فى ليبيا، إضافة إلى المشاركة فى إنشاء مؤسسات الدولة الليبية والتى يجب أن تكون قابلة للاستمرار وخاضعة للمساءلة.
وأشارت موجرينى فى تصريحات سابقة بأن الاتحاد الأوروبى مستمر فى دعم جهود المبعوث الدولى لليبيا غسان سلامة.
كان الممثل الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة ونائبته للشئون السياسية ستيفانى ويليامز قد التقوا، مساء الأحد، مساعد وزير الخارجية مدير دائرة الشئون الليبية السفير محمد أبو بكر، ونائب مساعد الوزير نائب مدير إدارة ليبيا السفير طارق دحروج، على هامش مؤتمر باليرمو المعنى بليبيا فى إيطاليا.
وقالت البعثة الأممية للدعم بليبيا، فى بيان صحفى نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التدوينات المصغرة تويتر، أنه تم التطرق إلى مسار العملية السياسية فى ليبيا.
يشار إلى أن مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية يأتى كمحاولة جديدة لوضع خارطة طريق لإجراء الانتخابات فى ليبيا، وإيجاد حل للأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التى تواجه البلاد، ووضع آلية محددة بهدف إخراج ليبيا من النفق المظلم، بعد فشل مؤتمر باريس الذى عقد فى مايو الماضى، والذى فشلت فرنسا فى إقناع الأطراف الليبية بتنظيم الانتخابات الشهر المقبل.