بضحكتها المميزة، وعينيها الممتلئتان بالحب والقهر ترسم صورة "بهية" الأم والحبيبة، المصرية البسيطة التى ارتسمت ابتسامتها فى ذاكرة الشاشة، إنها الفنانة القديرة محسنة توفيق.
وعلى مدار نصف قرن من الزمان فى المجال الفنى، قدمت محسنة توفيق، العديد من الأدوار والشخصيات التى مازالت عالقة فى أذهان المشاهدين، لتكتب اسمها بحروف من نور كواحدة من فنانى الزمن الجميل، فمن ينسى دور "بهية في فيلم العصفور، و أنيسة البدرى فى ليالى الحلمية، أم السعد فى المرسى والبحار، ودور أم المصريين "صفية زغلول" فى مسلسل أم كلثوم.
أدوار عدة وشخوص مختلفة لعبتها محسنة توفيق بكل براعة على شاشة السينما والتليفزيون، استطاعت من خلالها إثبات ذاتها كواحدة من أهم نجمات عصرها، وتحول مسيرة المعاناة فى بداية مشورها إلى مسيرة نجاح باهرة.
ىمحسنة توفيق، كانت أيضا مسجونة موهوبة، فبحسب ما تذكره السيدة "مارى إيلى روزنتال" زوجة الكاتب والصحفى اليسارى الراحل سعد كامل، مؤسس وأول رئيس للثقافة الجماهيرية، فى كتاب "المولودة" الذى قدمته ابنتها نادية كامل فى شكل سيرة ذاتية روائية بالعامية المصرية، إنها أثناء فترة سجنها سجن النساء بالقناطر الخيرية، فى الخمسينيات من القرن الماضى، بحجة انضمامها للحركة الشيوعية المصرية، كانت تجد فى عنابر المسجونات الجدد غناء وضحك، وكانت إحداهن، تجلس على "حز" شباك العنبر لتغنى لهم أغانى أم كلثوم، ويتحول العنبر إلى حالة من الصمت من أجل الاستماع إلى صوتها الجميل.
وعندما سألت عنها قالوا لها إنها ممثلة جديدة وموهوبة اسمها "محسنة توفيق"، مشيرة إلى أنها منذ ذلك الوقت لم تتعرف عليه إلا بعد عشرة أو خمسة عشر عاما عن طريق الفنانة رعاية النمر، وكانت معهن فى نفس الفترة الفنانة التشكيلية الراحلة إنجى أفلاطون، والتى ذكرت تفاصيل أكثر عن تلك الفترة فى مذكراتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة