"لا تأسفنَّ على غـدرِ الزمانِ لطالما رقصت على جثثِ الأسـودِ كلاب.. لا تحسبن برقصها تعلوا على أسيادها.. تبقى الأسودُ أسوداً والكلابُ كِلابا"، ربما تكون المقولة الأخيرة أحد أشهر المقولات المرتبطة بالرئيس العراقى السابق صدام حسين.
وتمر اليوم الذكرى الثانية عشر، على رحيل الرئيس العراقى السابق صدام حسين، بعدما حكم عليه بالإعدام والذى نفذ فى صباح مثل هذا اليوم، الموافق حينها أول أيام عيد الأضحى المبارك، ونسب للرئيس الراحل المقولة سابقة الذكر، حيث قالها حين إعدمه.
وصدام حسين، هو رابع رئيس لجمهورية العراق، وأمين عام حزب البعث العربى الاشتراكى والقائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية فى الفترة ما بين عام 1979م وحتى 9 أبريل عام 2003م، ظل فى منصبه حتى 9 إبريل من عام 2003م، بعدما احتلت القوات المسلحة الأمريكية الأراضى العراقية، بداعة امتلاكها أسلحة دمار شامل، ووجود عناصر لتنظيم القاعدة فى أراضيها، ونُفِّذ حكم الإعدام به في 30 ديسمبر عام 2006 م.
وعلى الرغم من انتشار المقولة الشهيرة " لا تأسفنَّ على غـدرِ الزمانِ"، بعد إعدام الرئيس العراقى الأخير قبل احتلال الولايات المتحدة للعراق، فهناك اختلاف يبدو واضحا حول نسب المقولة، فالبعض يرجح إنها للإمام الشافعى، بينما يرى آخرون إنها لصدام حسين نفسه.
فنسب كتاب "الامثال الشعبية ومناسباتها" للباحث أحمد إبراهيم الزعبى، المقولة إلى صدام حسين نفسه، دون الإشارة إلى المناسبة أو أنه أخذها عن أحد السلف السابقين.
بينما نسب كتاب "القومية و الديمقراطية و الثورة"، للكاتب عبد الكريم الحسنى، للعقيد صلاح الدين الصباغ (أحد المشاركين فى ثورة رشيد عالي الكيلاني العراقية"، حيث قال عند شنقه: "أهلا بالمشنقة أرجوحة الأبطال.. لا تأسفن على غدر الزمان فكم رقصت على جثث الأسود كلاب.. تبقى الأسود أسودا والكلاب كلابا"، دون أى إشارة أيضا أو نسب لشخص آخر.
على صعيد آخر نسبتها عدة دراسات وكتب للإمام الشافعى، مثل "الإبداع في مهارات الإقناع" للدكتور ربيع حسين، ورواية "التنظيم" لمحمود علام، والأمر الذى يذكره أيضا بعض المواقع المعلوماتية على الإنترنت مثل موقع "ويكى مصدر".
بينما ينسب عدد من متابعى موقع التقييمات الأدبية الشهير "جود ريدز" الكلمات السابقة للإمام الشافعى، فى صفحة ديوان الإمام الشافعى، الصادر من تقديم إميل بديع يعقوب، عن دار الكتاب العربى.
على جانب آخر، يقع البعض فى خطأ نسبها إلى الإمام على زين العابدين بن الحسين بن الإمام على كرم الله وجه، لتشبها مع مقولة لـ"سيد الساجدين" حفيد النبى محمد "ص"، تقول: "لا تَأْسَفَنَّ عَلَى الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.. فَالْمَوْتُ لا شَكَّ يُفْنِينَا وَيُفْنِيهَا".