أعرب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن سعادتة بافتتاح مسجد الفتاح العليم ، وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، قائلا : "أعتبر أن هذا الحدث حدث استثنائى ربما لم يحدث من قبل على مدى تاريخ المسيحية والإسلام".
وأضاف الإمام الأكبر، فى كلمته خلال افتتاح كاتدرائية، "ميلاد المسيح"، بالعاصمة الإدارية الجديدة: "أنى لسعيد فى هذه الليلة المباركة فى صحبة الرئيس عبد الفتاح السيسى ، و سيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة والأخ العزيز قداسة البابا تواضرواس بابا الإسكندرية ، لأشارك فى افتتاح صرحين كبيرين بل أكبر صرحين من دور العبادة فى مصر من أقصاها إلى أقصاها".
وأكد شيخ الأزهر، أن الدولة الإسلامية ضامنة شرعا لكنائس المسيحيين ومعابد اليهود ،والشرع يكلف المسلمين بحماية المساجد والكنائس بالقدر نفسه والمسلمون يتقدمون فى حماية الكنائس على اخوتهم المسيحيين بناء على آية صريحة فى القرآن الكريم تكلف بالقتال للدفاع عن دور العبادة ، مؤكدا أنه يحق لمصر أن تفخر بها على سائر الأمصار، موجها الشكر للرئيس السيسى ،على هذا الإنجاز، ولقداسة البابا واخوتنا المسيحيين بأجمل التهانى بمناسبة هذه الكاتدرائية الجديدة التى ستقف دون شك الى جوار المسجد فى صمود ويتصديان لكل محاولات العبث باستقرار الوطن أو الفتنة الطائفية.
وشهدت كاتدرائية السيد المسيح، فرحة عارمة ظهرت على وجوه المشاركين فى قداس عيد الميلاد ولاسيما الأطفال الذين توافدوا على فريق الكشافة للحصول على علم مصر ، وتتصدر الأيقونات القبطية صورة مارمرقس الرسول، كاروز الديار المصرية، بالإضافة إلى عدد من صور القديسين ، وتعد كاتدرائية "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية الأكبر في الشرق الأوسط، وتسع لـ8200 فرد، وهي عبارة عن طابق أرضي وصحن ومنارة بارتفاع 60 مترا.
وتقع الكاتدرائية الجديدة شرق مشروع أرض المعارض (إكسبو)، جنوبي الحديقة المركزية بالعاصمة الجديدة، على مساحة 15 فدانا، أى ما يعادل 63 ألف متر مربع ، وتتضمن هذه المساحة مقر الكاتدرائية الذي يمتد لـ7500 متر مربع، وكنيسة (الشعب) تتسع لنحو 1000 مواطن، وتحتوي على ساحة رئيسة، إضافة إلى مبنى المقر البابوي، وصالة استقبال وقاعة اجتماعات ومكاتب إدارية.
كان قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قد ألقى كلمة من داخل مسجد الفتاح العليم ، بالعاصمة الإدارية الجديدة، قال فيها "إننا نشهد اليوم مناسبة غير مسبوقة فى التاريخ، نحتفل فيها حيث نرى ونشاهد ونعاين وسط هذا الحضور الكريم، مآذن هذا المسجد الكريم، تتعانق مع منارات كاتدرائية ميلاد السيد المسيح".
وأضاف البابا: "إننا نرى افتتاح هذه الصروح العالية فى هذه العاصمة الجديدة التى تفتح آفاق المستقبل أمام مصرنا الحبيبة، ونرى فى رمزية هذا الافتتاح، أن مصر ترى وتهتم بالقوة الناعمة فيها"، وتابع قائلا: "إننا فى هذه المناسبة السعيدة وهذه الصروح التى نفتح بها بنيت بأموال وتبرعات المصريين، وكان السيد الرئيس أول المتبرعين فيها، وبنيت بجهود وإبداع المصريين، من مهندسين وفنيين وعمال، وبنيت بإخلاص وأمانة" ، قائلا : "إننى كمواطن مصرى أقف فى هذا المسجد الكريم وأفرح مع كل إخوتى الأحباء بهذه المناسبة السعيدة التى تسجل فى تاريخ مصر".
وتابع البابا قائلا: "إننا نرى ونهتم بالخبز كغذاء للأجساد، ولكن أيضاً الأرواح تجد غذاؤها فى هذه المؤسسات الروحية والدينية.. سيادة الرئيس لقد وعدت فى يناير 2017 بهذا الوعد الكريم وبناء المسجد والكنيسة وكان هذا يعتبر دربا من المستحيل لأنها صروح ضخمة وكيف أنها تبنى فى هذا الوقت الوجيز، ولكننا فى هذا اليوم نرى سيادتكم وفيتم بهذا الوعد وها نحن نشهد هذا الافتتاح العظيم فى هذه المناسبة الجليلة".
وقال البابا: "نقدم كل الشكر لسيادتكم ولكل الشركات التى عملت وشاركت فى هذه الأبنية من مهندسيين وفنيين وعمال والمكاتب الاستشارية.. وأقدم شكرخاص للقوات المسلحة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، التى خططت وأشرفت على عملية التنفيذ واهتمت بإنجاز هذا العمل العظيم فى هذه الفترة الوجيزة.. نصلى لله من أجل أن يديم وحدتنا وحبتنا جميعاً وليشهد العالم فى هذه الليلة المباركة كيف أن مصرنا تعيش فى هذه الوحدة والمحبة.. نصلى من أجل أن يحفظكم الله جميعاً.. تحيا مصر".