"لم يكن يدرى، أن شهادة أمان التى اقتطع ثمنها من قوت يومه، أنها ستكون درع أمان لأسرته ونوايا تسند الحمل عنهم بعد رحيله فى حادث آليم".. هذا ملخص تفاصيل أول تعويض يصرف لأسرة عامل من منتفعى شهادة أمان التى أطلقتها الدولة بغرض تأمين حياة كريمة للمواطنين الذين يعملون فى مهن حرة.
وفى إحدى قرى محافظة الشرقية، التقى"اليوم السابع" أسرة الفقيد فتحى محمد فتحى 34 عامًا، المكونة من الزوجة وطفلين والجدة، وهى أسرة "على باب الله" بحسب وصفهم، ليعرف قصتهم مع شهادة آمان، حيث أكدوا أن الصدفة هى دفعتهم لشراء الشهادة.
فى البداية جلست والدة المتوفى وتدعى آيات محمد السيد أسفل برواز يحمل صورة الراحل ووالده، والدموع تملأ عينيها، قائلة: "6 أشهر لم تجف عيونى من الدموع، فهو كان سندى بعد رحيل والدة ولم أرى مثله فى حنانه أو شهامته، ولا أتمالك نفسى عندما يقول نجله الصغير محمد (فتحى راح الجنة) فهو كان متعلق بطفليه يوسف 10 سنوات ومحمد 4 سنوات".
وأضافت والدة الشاب الراحل: "عشنا أشهر صعبة، منذ وفاته بعدما رفضت مديرية التضامن اعتماد معاش أرامل لزوجته بدعوى أنه سبق تقدم طلب معاش تكافل وكرامة الذى رفض هو الآخر، واضطررت للعمل فى حضانة براتب ضئيل جدا، والاعتماد على 300 جنيه معاش تأمينات اجتماعية فقط هو دخلنا كأسرة".
والتقطت زوجة الشاب الراحل وتدعى عايدة فايز 29 عاما، أطراف الحديث موضحة أن زوجها بالرغم من عمله لسنوات طويلة إلا أنه لم يكن مأمن عليه أو مثبت فى أى شركة، راتبه يكفى بالكاد، متابعة: " اللى جاى على قد اللى رايح، المصاريف تتضاعف، مما دفع زوجى فى الشهور الأخيرة إلى العمل على توك توك لتحسين دخلنا، وبعد رحيله عانينا كثيرا بسبب عدم توافر معاش".
وأوضحت فايز، أن البداية فى مايو الماضى سمع من صديق له عن شهادة أمان، وكذلك تابع فى التلفزيون عدد من الأخبار عنها، فبدأ الاهتمام بها والسؤال عنها، وفى البداية ترددت كزوجة من أن مبلغ الشهادة قد يؤثر على دخلنا البسيط، إلا أنه قام بالتوجه إلى القوى العاملة وتم تسجيل نفسه فى العمالة غير المنتظمة، وتم شراء الشهادة فى يونيو الماضى دون علمى فى البداية، بعدها فى يوليو قبل الحادث أبلغنى أنه قام بشرائها".
ولفتت الزوجة، إلى أنه بعد رحيل زوجها بأشهر كانت تنتظر صرف العائد الشهرى بعد فشلها فى الحصول على معاش، مضيفة: "ولم يكن لدى علم أننى من المفترض لى حقوق مادية، وعندما طلب منى أحد الموظفين ضرورة حضور صاحب الشهادة بنفسه، أخبرته أنه توفى فى حادث، فأكد أنه من حقى صرف قيمة الشهادة كتعويض" .
وأكملت فايز حديثها: "على الفور توجهت إلى مقر مديرية القوى العاملة، تم معاملتى باهتمام كبير لم أتوقعه لأنى كنت أظن أن الكلام عن التعويض للمتضررين هى مجرد وعود لترويج للشهادة، إلا أننى بالفعل فوجئت بوكيل الوزارة والمسئولين يهتمون بالأمر وتم تكليف موظف بتخليص جميع الأوراق اللازمة واستغرق الأمر أسابيع قليلة، حتى تلقيت اتصالا من القوى العاملة، واستقبلنا وكيل الوزارة المستشار محمد طه، وتم تسليمنا شيك بقيمة المبلغ 50 ألف جنيه، بالإضافة إلى 3 الآف جنيه مصاريف جنازة".
فيما أشار محمد طه وكيل وزارة القوى العاملة بالشرقية، إلى أن شهادة أمان المصريين هى شهادة إدخار بنكية تبدأ من 500 جنيه ومضاعفتها حتى 2500 جنيه كحد أقصى للشخص الواحد وتدفع مرة واحدة ويأتى كنوعٍ من الحماية والضمان للمواطن " العامل" بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى لمد مظلة الحماية الإجتماعية وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
وأوضح طه، أن مدة الشهادة 3 سنوات وتجدد تلقائيا مرتين، أى أن مدتها الإجمالية تصل إلى 9 سنوات، وتُعطى لصاحبها فائدة سنوية ثابتة 16%، تصرف فى نهاية مدة الشهادة، بعد خصم الأقساط التأمينية التى تسدد شهريًا، لصالح شركة مصر لتأمينات الحياة، بقيمة تتراوح بين 4 و20 جنيهًا شهريًا، بحسب قيمة كل شهادة، وهى متاحة أمام للجميع، وليس العمالة اليومية فقط، للفئة العمرية بين 18 و59 سنة، وتتيح الشهادة للعميل الاختيار بين الحصول على معاش شهرى لمدة 5 أو 10 سنوات، أو تعويض نقدى، يستفيد منه ورثته بعد وفاته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة