صور.. قرية "الكلابية" بالأقصر تنتظر "حياة كريمة".. 3500 مواطن يعيشون فى بيوت آيلة للسقوط بقلب الجبل.. الذئاب والثعابين تثير رعب الأهالى.. ومطالب بإنشاء مشروعات لمواجهة البطالة وبناء منازل آمنة

على بعد ساعة ونصف من قلب محافظة الأقصر، وفى قلب الجبل تقع "قرية الكلابية" بمدينة إسنا جنوباً، والتى تم اختيارها ضمن مبادرة "حياة كريمة"، التى أطلقها الرئيس السيسى لدعم الفئات الأكثر احتياجاً، ووضعتها وزارة التضامن الاجتماعى بين قائمة 100 قرية فقيرة تستحق الدعم.

معاناة حقيقية يعيشها أكثر من 3500 مواطن بالقرية، مبانٍ متهالكة، ومنازل آيلة للسقوط، وهجمات صباحية ومسائية على الأطفال والكبار والسيدات من الذئاب من أعلى الجبل المبنى أغلب المنازل أسفله وأعلاه، ناهيك عن الثعابين والعقارب والحشرات السامة، والقرية لا يوجد بها ما يسمى بشوارع تقسم وتفصل المنازل عن بعضها ولكنها مدقات جبلية.

فى البداية، يقول الحاج عبد اللطيف الضوى، بائع ليمون بالقرية، والبالغ من العمر 68 عاما: "لا أملك أى شىء، ونفسى أبنى بيت أربى فيه أولاد بنتى الأيتام اللى بصرف عليهم من سنين بعد وفاة أبوهم، عايشين فى بيت من الدبش فى قلب الجبل والبرد بينهش فينا وحلمنا مساعدة فى بناء البيت وشغلانة تساعد العيال الصغيرة على الأكل والشرب، والحلم للجميع واحد وهو الحياة الكريمة فى منزل يحميهم من الحر والبرد ويقيهم شر الزواحف التى تعرض حياتهم يومياً للخطر".

أما محمدين أحمد عبد الدايم، أحد سكان القرية، والبالغ من العمر 43 عاما، فأشار إلى أنه يعمل فى حمل الطوب والقصب لجلب قوت يومه، فيعيش داخل منزل عبارة عن غرفتين الأولى بداخلها سريرين من الجريد، ويسعى وراء رزق أولاده حتى لا ينامون على الأرض، مناشدًا بتوفير عمل أو مشروع له ولأهل القرية".

الحاجة صباح بدرى متولى، من أهالى القرية دخلت فى نوبة بكاء قائلة: "بيتنا وقع علينا من شهور بسبب المياه الجوفية، ونعيش الآن عند جيراننا مع أطفالى وأبنائى الشباب والبنات ولا نعرف كيف نعود لمنزلنا القديم الذى لا نملك المال لبنائه من جديد".

وقالت الحاجة زينب مصطفى: "البيت واقع من المياه وعايشين كل يوم فى رعب خايفين يقع علينا ومش معانا فلوس نقدر نبنيه وظروفنا صعبة، أكتر من 3 سنين عايشين فى البيت بالوضع ده ولما يجى معاد النوم بدخل العيال فى أقرب أوضة جنب الباب عشان البيت لو وقع من الهواء الشديد علينا نعرف نطلع منه بسرعة".

عبد الرحمن مرتضى، أحد شباب قرية الكلابية بإسنا، أكد أن القرية تعانى من سلسلة من المشاكل أهمها الوحدة الصحية المخصص لها طبيب واحد فقط، ويحضر مرة أو مرتين فى الأسبوع، ولو أصيب أحد من المواطنين بلدغات الثعابين والعقارب، نضطر لجلب سيارة خاصة لنقله مدينة إسنا للمستشفى المركزى، وهو ما يكلف من 100 لـ120 جنيها وهو مبلغ لا يقدر عليه الكثيرون بالقرية، فالمواصلات تتوقف بعد المغرب تماماً، والأزمة الثانية تتمثل فى العشوائيات بمنازل مبنية أغلبها على مطالع الجبل وجميعها آيلة للسقوط وتعرض الأهالى للموت يومياً، مضيفا أن هناك أزمة أخرى وهى البطالة بنسبة 15%.

وفى النهاية، قال مرسى أحمد عمران، شقيق عمدة القرية، إن أبناء القرية يعانون بصورة حقيقة فلا يوجد لهم إنتاج زراعى أو صناعى، والمياه لا تصل لأغلب المنازل لظروف بناء المنازل فى هضبة جبلية مرتفعة عن الأرض، وأغلب المنازل المبنية فى القرية تشققت بفعل المنطقة الجبلية، وتهدد أرواح الأطفال والكبار بالانهيار فى أى وقت، حيث وقعت عدة حوادث انهيار لمنازل على الأسر أكثر من مرة، مناشداً بضرورة حماية أكثر من 3500 مواطن من الدمار فلو سقطت أمطار شديدة أو سيول خلال الشتاء سينهار أكثر من نصف القرية على الأهالى.

وتعتبر قرية الكلابية بمدينة إسنا فى الأقصر أفقر قرية بالمحافظة بنسبة 78.33%، فهى تقع على مسافة 12كم جنوب مدينة إسنا شرق النيل وهى آخر قرية على حدود المركز، ويبلغ إجمالى عدد السكان بها أكثر من 3500 مواطن، وأغلب أبناء القرية يعملون بالأجرة فى زراعات القصب والموز وحمل الطوب.

وتوجد بالكلابية من ناحية الشرق مناجم للفوسفات على حدود السباعية، وهناك مقام وضريح العارف بالله الشيخ عبد الدايم الكلابى وهو الشيخ عبد الدايم بن الشيخ أبو النور بن السيد عون بن السيد شرف الدين اليافعى، وولد سنة 738هـ واسمه مسطر فى المدينة المنورة فى دار الرصاص بحارة الزياتية بالرواق المعمور، وخدم بالحجرة النبوية بالحجاز وكان شيخ الشيوخ فى مصر والصعيد الأعلى، وقيل إنه نزل بأرض الحجاز وزيراً وينتهى نسبه إلى الإمام الحسين رضى الله عنه وتوفى سنة 785هـ قبل والده، ودفن بشرق الكلابية ويقام له مولد سنوى.