إذا كان معرض القاهرة الدولى للكتاب قد افتتح لأول مرة فى الثانى والعشرين من يناير عام 1969 ليتحول بامتياز إلى "عرس ثقافى مصرى" يتجدد عاما بعد عام، فإن دورة الاحتفال باليوبيل الذهبى المرتقب فى اليوم ذاته الذى افتتح فيه تثير تأملات متعددة فى رحلة الزمان والمكان والطريق لهذا العرس الذى ينتقل لأول مرة "من موقعه القديم بمدينة نصر إلى موقعه الجديد بالتجمع الخامس فى القاهرة".
جاء انتقال معرض القاهرة الدولى للكتاب لمقره الجديد "ليتناسب مع مكانته كأقدم معرض للكتاب بعد معرض فرانكفورت الدولى والأكبر على مستوى العالم من حيث أعداد الزائرين"، وسيفتتح المعرض العام رسمياً فى الثانى والعشرين من شهر يناير الجارى، أما الافتتاح الجماهيرى فسيكون فى الثالث والعشرين، وهو اليوم الذى سيشهد "احتفالاً كرنفالياً مع الجمهور فى الذكرى الخمسين لهذا العرس الثقافى المصرى".
وتلك هى المرة الأولى التى ترأس فيها وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم "اللجنة العليا للمعرض"، فيما تتعاون كل الجهات المعنية لإخراج المعرض فى يوبيله الذهبى بشكل يليق بتاريخه العريق وهو ما يتضمن وسائل نقل الزوار للمقر الجديد للمعرض.
وإذ وصفت الدورة الخمسين "بالاستثنائية والتى تفتح صفحة جديدة فى تاريخ المعرض"، أوضح رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ورئيس معرض القاهرة الدولى للكتاب الدكتور هيثم الحاج أنه "تم توفير 15 خط أتوبيس" فى سياق توفير وسائل النقل للجماهير من زوار المعرض، منوها بأن الموقع الجديد للمعرض "معد بأحدث المعايير العالمية لتنظيم الفعاليات الكبرى".
وفى العام الماضى تجاوز عدد الزائرين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب الأربعة ملايين زائر، وكانت وسائل النقل تستوعب نحو 400 ألف مواطن يدخلون المعرض يومياً، غير أنه مع انتقال معرض القاهرة الدولى للكتاب فى يوبيله الذهبى لمقره الجديد فى "منطقة التجمع بمركز مصر للمعارض الدولية" طرح بعض الكتاب والمعلقين تساؤلات حول وسائل النقل للمقر الجديد.
ومع ذلك فان من عاصروا تجربة انتقال المعرض من "أرض الجزيرة إلى مدينة نصر" قالوا إن الغالبية كانت متخوفة من عملية الانتقال بنفس الحجج التى يرفعها رواد للمعرض على مواقع التواصل الاجتماعى، لكن التجربة نجحت مع الوقت وهو ما تراهن عليه وزارة الثقافة التى نظمت مؤخرا جولة للإعلاميين للتعريف بالمقر.